مقالات

شمال وشرق سوريا …واحة للديمقراطية

دأب مجلس سوريا الديمقراطية ومنذ انطلاقته في 2015 على التركيز على إرساء قواعد الديمقراطية وعلى أُسس صحيحة, متوازنة، متناسقة ومتناسبة في آن واحد، وتحولت الأقوال التي نادى بها المجلس إلى أفعال صحيحة ومنطقية على أرض الواقع, فكانت مناطق شمال وشرق سوريا نقطة جذبٍ حقيقية للنخب والمفكرين والسياسيين.

الأحزاب والتيارات السياسية السورية في الداخل السوري وخارج الوطن يتحاورون ويتناقشون, اختلفوا على نقاط واتفقوا على أخرى، وكانت محطات للتعارف وتبادل الآراء والأفكار والبحث بشكل جدي عن حلول للأزمة السورية، والتي طالت أعوامها وزادت معها  مساحة الآلام والمعاناة للشعب السوري.

بشكلٍ عام تلك اللقاءات الهامة التي عُقدت على مدى الأعوام السابقة في عين عيسى 2018 وكوباني2019 تجلت من خلالها أسمى “آيات الديمقراطية”, عندما جلس السوري إلى جانب أخيه السوري، وبحثوا السلة الدستورية وخارطة الطريق وآلية الانتقال بسوريا إلى وضعٍ أفضل, وانتقل بعدها مجلس سوريا الديمقراطية إلى العالم عبرَ ورشات عمل حوارية للمعارضة والمستقلين السوريين في أماكن تواجدهم، ومع من لم تتح لهم الظروف بالقدوم للوطن الأم.

فكانت ورشة عمل باريس وتلتها ورشة عمل فيينا، ومنذ أيام اختُتمت ورشة عمل برلين، هنا بإمكاننا القول وبكلّ صدقٍ: (هذه اللقاءات قد شكلت منارات مضيئة على طريق الحوار السوري السوري)، وكانت أكثر من فرصة لكل المشاركين أن يطّلعوا وعن كثب على تجربة الإدارة الذاتية الرائدة بكل ما فيها من (التعليم، العدل، الإعلام، الأمن، الأمان، البنية التحتية والمساواة)، ومن منظور آخر (مشاركة المرأة الفعلي لدورها الأساسي في الحياة, وهي إلى جانب الرجل  وتقاسمه كل مفاصل الحياة حلوها ومرها في الدائرة الوظيفية وفي الحقل وفي حمل السلاح) نعم, هذه هي الديمقراطية في تمكين المرأة من خلال (مجلس المرأة السورية), وتمكين الشباب من خلال (مجلس شباب سوريا) في أن يأخذوا فرصهم في بناء مستقبل هذا الوطن.

كانت بحق مناطق شمال وشرق سوريا واحة حقيقية (لنمو الديمقراطية) التي ترسّخت مفاهيمها شيئاً فشيئاً حتى نالت رضى وإعجاب كل من زار تلك الواحة, والتي أتمنى أنا وكل من اقتنع بهذا الانجاز والتقدم أن تعمّ تلك التجربة الغنية والرائدة على باقي مدن وقرى وأرياف الوطن السوري كافة، والذي يزيدنا ثقة بأنفسنا وبما نحن مقدمون عليه في تنفيذ كامل الخطط لصالح هذه المناطق.

وهنا أقول: الذي يزيدنا ثقة هو اعتراف الآخرين، والذي يجري ويتم على قدم وساق مع المنجزات المتلاحقة التي تحققها قيادة المجلس وتحويل الأقوال إلى أفعال، إن اعتراف الآخرين بنا وبما نقدمه هو دليل نجاحنا, وتقدمنا إلى الأفضل مهما كانت الظروف والتحديات.

زر الذهاب إلى الأعلى