تقاريرمانشيت

شبيغل الألمانية : هل سيسقط الكرد أردوغان ؟

تقرير مترجم عن شبيغل الألمانية :

PYD Rojava

كثير من المواطنيين في مدينة جزرا يشعرون إنهم مازالوا في حالة حرب رغم إن المعارك توقفت منذ عامين . الأمن التركي قام بوضع نقاط تفتيش وحواجز على جميع مداخل المدينة والدبابات تمشط  شوارعها ، والكثير من البيوت لم يبقى منها إلا قواعدها الاساسية نتيجة الدمار .

السياسية نواران إمير ( 41 سنة) تُمارس عملها في مكتب تابع لحزب HDP الذي يمثل الكرد في بناية لا تزال ثقوب وآثار الرصاص ظاهرة على جدرانها ، نوران وهي تشغل  سيجارتها تقول ؛ “ربما تسطيع الحكومة طمس أثار الحرب ، لكن الحلم يبقى ” .

قتل عدة آلاف من الأشخاص في قتال جرى بين الجيش التركي والمقاتلين الكرد بين خريف 2015 وربيع 2016 في جنوب شرق تركيا ( باكور كردستان ) ، نزح نتيجتها مئات الآلاف من بيوتهم ، مدن مثل جزرا  ونصيبين او ديار بكر ( آمد ) مرادفات تختصر صراع طويل يمتد لعقود بدون نهاية حتى الان ، ورغم ذلك يمكن أن تقرر هذه المدن مستقبل تركيا الان .

دعا أردوغان الى إنتخابات جديدة في ٢٤ يونيو ، يشكل الكرد حوالي خمس السكان في تركيا . وسيعتمد الامر على اصواتهم إذا ما كان سيبقي أردوغان رئيساً لتركيا ، وحزبه العدالة والتنمية محتفظاً بالاغلبية في البرلمان .

لم تكن نتيجة الانتخابات مفتوحة مثل هذه المرة من قبل .

لقد انقسم الكرد الى معسكرين متساويين في الحجم ، المحافظون يؤدين حزب العدالة والتنمية بينما اليساريون والعلمانيون والقوميين الكرد يدعمون HDP ، ولم يحصل من قبل أن كانت نتائج الانتخابات مفتوحة كما هي الان ، وتشير إستطلاعات الرأي الى إن أردوغان قد يفقد الدعم في جنوب شرق تركيا ( شمال كردستان ) . 

تقول السياسية نوران إمير  (HDP): “لقد عانى السكان في المنطقة بما فيه الكفاية ، لذلك لقد حان الوقت للتغير .” نوران من مواليد مدينة جزرا وعاشت في المانيا ، عادت في شباط 2015 الى وطنها ، شهدت جنوب شرق تركيا ازدهاراً اثناء فترة السلام هناك والمفاوضات التي جرت بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني ، ووصل الحزب لأول مرة الى البرلمان في يونيو 2015 . ارادت إمير ان تكون جزءاً من التغير لكنها اصيبت بخيبة أمل عندما رأى اردوغان إن نجاح حزب الشعوب الديمقراطي تهديداً له ، فعاد بعد انتخابات 2015 بالبلاد الى سياسة حرب التسعينات ، وقامت حكومته بتجريم حزب HDP ، ابتعد العديد من الكرد عن السياسة لكن إمير مستمرة ، وهي تعمل الان كمرشحة للبرلمان في انتخابات 24 يونيو الجاري .

يتعرض حزب HDP يومياً للاعتداءات تقريباً .

الان وقت الظهيرة في “جزرا” الشمس تحرق ، نوران إمير تتجول في الشوارع المغبرة وسط المدينة ، ترافقها مجموعة من الشابات اللواتي يغنون ويوزعن المنشورات الدعائية للانتخابات ،تحت مراقبة رجال الشرطة . يواجه حزب الشعوب الديمقراطي مزيداً من القمع في الحملة الانتخابية واكثر من أي طرف آخر . حيث يوجد حوالي 5000 عضواً للحزب في السجن بتهم الاٍرهاب المزعومة وبين هؤلاء الرئيسين السابقين صلاح الدين ديمرتاش فيجان يوكسكداع وتم استبدال ما يقارب من 100 من رؤساء البلديات وتم وضعهم تحت  رهن الإعتقال والاعتداءات على HDP تكاد تكون يومية ، ويمنع على HDP تنظيم تجمعات كبيرة دعائية للانتخابات بحجة “أسباب أمنية” ، لذلك تنتقل إمير من بيت لآخر لاقناع الناخبين التصويت للحزب ، إنها تهز أيدي الخبازين والحرفيين في المنطقة التجارية وتحتضن النساء في السوق . 

كان اردوغان يأمل في تهميش HDP بعد اعتقال رؤساءه ، لكن ديمرتاش لم ينحني للضغوط على العكس من ذلك فقد اعلن الترشح للانتخابات الرئاسية ضد اردوغان وقال ديمرتاش في مقابلة خطية نشرت على دير شبيغل في حزيران : “الحكومة هي اليائسة ، ليس نحن”.

يشجع ديمرتاش من عزم أنصار حزبه ، اذا تخطى حزب الشعوب حاجز الـ 10% كما تشير الاستطلاعات فانه من المؤكد إن حزب العدالة والتمنية سوف يفقد الأغلبية في البرلمان ، كما إن ديمرتاش بترشحه للانتخابات الرئاسية يستطيع أن يجعل نسبة المصوتين لأردوغان اقل من 50% من مجموع الأصوات وبذلك عليه الذهاب الى جولة انتخابات جديدة في 8 يوليو .

تشعر الحكومة التركية بالذعر  على نحو متزايد بفقدان السلطة الوشيك ، لذلك وفِي اجتماع داخلي دعا أردوغان المسؤليين المحليين يوم الأربعاء الماضي الى التأكد من إفشال حزب الشعوب الديمقراطي تخطي حاجز العشرة بالمئة وقال : “أنتم تعرفون من يعيشون بجواركم ، افعلوا ما هو ضروري.”

أردوغان ليس لديه الكثير ليقدمه للكرد .

مرشح حزب AKP في مدينة دياربكر العاصمة الغير رسمية للكورد محمد ميدي إيكر (62 سنة) كان وزيراً للزراعة يتحدث لانصار حزبه عن الازدهار الذي جلبه حزبه العدالة والتنمية الى المنطقة ثم ينتقل سريعاً للهجوم على حزب HDP ويقول إن هذا الحزب لا يختلف عن حزب العمال الكردستاني “إذا كنت تريد السلام ، يجب عليك دعم حزب العدالة والتنمية”.

إيكر يحاول تلميع صورة اردوغان بين الكرد لكن الكثير منهم لم يعودوا يثقون باردوغان وبوعوده إحلال السلام في المنطقة ، لان أردوغان يقود حرباً على قوات وحدات حماية الشعب YPG في عفرين بسوريا وموقفه من حليفه السابق الزعيم الكردي مسعود البرزاني ومحاربته استفتاء الاستقلال اقليم كردستان في شمال العراق (جنوب كردستان) ، لذلك حتى أنصار الحكومة يقولون : “ليس هناك الكثير عند أردوغان ليقدمه للكرد”.

لن يصل صلاح الدين ديمرتاش ديمرتاش الذي يصف نفسه بأنه “رهينة سياسية” الى الجولة الثانية من الانتخابات لكنه إذا اقنع ناخبيه بالتصويت لصالح مرشحة المعارضة فان سلطة أردوغان مهددة بشكل خطير وعند ذلك يمكن أن يجد ديمرتاش نفسه في دور صانع الملوك .

زر الذهاب إلى الأعلى