مانشيتنشاطات

شاهوز حسن: نضالنا من أجل سوريا ديمقراطية تضمن حرية وكرامة المواطن السوري

في كلمته الّتي افتتح بها المؤتمر التنظيمي الأول لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD قال (شاهوز حسن) الرئيس المشترك للحزب:

نحن في هذه الأيام نعيش مرحلة تاريخية, فهي نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة, نهاية وجود مرتزقة داعش كقوة عسكرية تسيطر على الأرض, ولكن هذا لا يعني انتهاء التنظيم كليّاً لوجود خلايا نائمة تابعة له, ولذلك المرحلة القادمة هي النضال والكفاح من أجل اجتثاث جذور داعش.

وتابع حسن:

لا يمكن العودة إلى نقطة البداية لأن الأرقام التي يمكن ذكرها في كل المجالات بما يتعلق بالأزمة السورية والحرب التي دارت على الأرض السورية بكل مستوياتها الداخلية والإقليمية والعالمية تؤكد بأنه لا يمكن العودة إلى الوراء,  فهناك الملايين من السوريين لاجئون ونازحون داخل البلاد وخارجها, والخسائر الاقتصادية كبيرة فبحسب التقديرات الموجودة (إعادة إعمار سوريا سيكلف مليارات الدولارات), وكذلك العدد الهائل من الشهداء والمعتقلين في السجون, ومع بروز داعش وسيطرته على الأرض, وبداية المقاومة التاريخية ضده انطلاقاً من كوباني ووصولنا اليوم إلى هزيمة التنظيم, يوصلنا إلى نقطة هامة ومصيرية بالنسبة لكل القوى السياسية والعسكرية الموجودة على الأرض السورية, فالثورة السورية بدأت من أجل الحفاظ على حرية وكرامة هذا الشعب,  من أجل الديمقراطية وتغيير النظام ليس من حيث الأشخاص وإنما تغيير بُنية النظام المخابراتية ومفهوم الحزب الواحد, ونحن كحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ومنذ التأسيس كنا نؤكد على العمل من أجل سوريا ديمقراطية تضمن حرية وكرامة المواطن السوري ومن كل المكونات, وتضمن العيش المشترك والديمقراطية لهذا البلد, وفي بدايات التأسيس واجه حزبنا هجمات شرسة, واستشهد رفاقنا المؤسسون للحزب في سجون نظام البعث تحت التعذيب, كالرفيق أحمد حسين (بافي جودي) والرفيق الأستاذ أوصمان , ونحن ننطلق من مشروع يحقق الحل الديمقراطي في سوريا لكل القضايا الموجودة, وفي سبيل تحقيق هذا الهدف قدمنا الشهداء منذ بداية تأسيس الحزب وإلى الآن, ومشروع الإدارات الذاتية الديمقراطية الذي تبناه حزبنا يضمن حرية كل القوميات في ممارسة السياسة والحريات الثقافية والاجتماعية, ويضمن حرية كل الأديان والمذاهب, ويضمن حرية المرأة التي تعتبر النقطة الأساسية في نضال حزبنا.

ما يستحقه شعبنا هو نظام ديمقراطي حقيقي

 وأشار حسن إلى أنه منذ تأسيس الحزب ونضاله ما قبل وبعد الثورة السورية حقق العديد من المكتسبات والمنجزات, وقال:

لكنها لم تتحقق بجهودنا لوحدنا كحزب, وإنما من خلال العمل المشترك والإيمان بفكر وفلسفة الأمة الديمقراطية والإيمان بأخوة الشعوب والعيش المشترك, والإيمان بإمكانية تأسيس نظام ديمقراطي حقيقي في سوريا وهو ما يستحقه شعبنا.

وشدد حسن على أنه في هذه المرحلة القادمة ورغم كل التحديات والصعوبات والتهديدات والهجمات المحتملة من قبل الدول والأطراف التي تعادي تجربة  الإدارة الذاتية الديمقراطية, فإنهم قادرون على تحقيق الأهداف, حيث قال:

نحن قادرون على الوصول بهذا البلد إلى نظام ديمقراطي حقيقي وفق فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان, وفلسفة الأمة الديمقراطية.

نحن لا نعادي أحداً ولكن من يعادينا سنواجهه بمقاومة عظيمة

وعن التحديات التي تواجهها شعوب المنطقة أوضح حسن قائلاً:

منذ تحرير الرقة (العاصمة المزعومة لمرتزقة داعش) بدأت الهجمات تزداد على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية من قبل الدولة التركية من أجل إفشال هذه التجربة, واستخدمت أعوانها ومرتزقتها من الإخوان المسلمين في ذلك, من أجل نشر المشروع الإخواني في الشرق لأوسط لإحياء الدولة العثمانية, وكل شعوب ومكونات سوريا تعرف التاريخ الإخواني الأسود, ونستذكر هذا التاريخ في السادس من أيار حين تم وضع أعواد المشانق للمثقفين والوطنيين والديمقراطيين في هذا البلد في دمشق وبيروت, والمجازر الجماعية بحق الكرد والأرمن والسريان من قبل العثمانيين, فعلى من يركبون موجة أردوغان ويؤيدون سيطرته على هذا البلد أن يعلموا بأن المشروع الأردوغاني الإسلامي السياسي هو مشروع تعصبي تركي فاشي شوفيني يستند على ارتكاب المجازر بحق كل الشعوب, ونحن شعوب شمال وشرق سوريا يجب أن نبقى متحدين من أجل مواجهة هذا المشروع الاحتلالي العثماني الأسود, ونحن لا نعادي أحداً ولكن من يعادينا سنواجهه بمقاومة عظيمة.

وأشار حسن إلى أنهم مستعدون للحوار مع نظام, وقال:

بدون تحقيق نظام ديمقراطي يضمن الحرية لكل المكونات والأديان والمذاهب لا يمكن أن تُحل الأزمة السورية, وهذا ما نطرحه منذ اليوم الأول, ففي 30 آذار 2011 أصدر حزبنا بياناً طرحنا فيه الحل وفق نموذج الإدارة الذاتية واستناداً على مفهوم الأمة الديمقراطية, وضرورة صياغة دستور ديمقراطي جديد يحل مشاكل وقضايا المجتمع السوري.

لن نقبل بأي تدخل تركي في مناطقنا

وبخصوص المنطقة الآمنة قال شاهوز حسن:

يتم الآن طرح موضوع المنطقة الآمنة, وأردوغان يطالب يومياً بأن تكون هذه المنطقة تحت سيطرته, ونحن قلناها وسنقول دائماً بأننا لن نقبل بأي تدخل تركي في مناطقنا, ونعتبر ذلك احتلالاً, وسنقاوم هذا الاحتلال بكافة السبل والوسائل, كمقاومة عفرين المستمرة ضد هذا الاحتلال, وتركيا تعمل على تشويه صورة النضال الديمقراطي لشمال وشرق سوريا بوصفنا بالانفصاليين ونريد تقسيم سوريا, ولكننا ندعو إلى تعميم تجربتنا الديمقراطية على كل سوريا, ورسم مستقبل ديمقراطي لبلدنا, ونسعى إلى سوريا ديمقراطية حرة لكل شعوبها, من خلال العمل المشترك بين كل المكونات, وسنتمكن من إفشال كافة المؤامرات والتهديدات على هذا البلد.

مصيرنا مرتبط بقوتنا وإرادتنا وشعبنا

واختتم حسن حديثه بالقول:

من خلال هذا المؤتمر الأول لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بناحية (تل كوجر) نؤكد للجميع بأنه بدون عمل منظم وتدريب الذات وفق فلسفة الأمة الديمقراطية واكتساب الإرادة الحرة النابعة من التنظيم والقدرة على المقاومة التاريخية لن نحقق النجاح, فبدن تنظيم لا يمكن أن تتحقق الانتصارات, وما وصلنا إليه اليوم هو بفضل العمل الدؤوب والتنظيم والتدريب والنضال, وتمكنا من تذليل المصاعب وتحقيق النجاح المتوج بمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية, ونحن الآن الحلقة الأقوى في الصراع السوري لأننا نعتمد على إمكاناتنا الذاتية, وتركيا ضعيفة بديكتاتوريتها, والنظام ضعيف لأنه سلم إرادته لروسيا, ونحن لنا تحالفات دولية ولكننا لا نربط مصيرنا بتلك الدول وإنما نربطه بقوتنا وإرادتنا وشعبنا, وعلى هذا الأساس نحن واثقون من تحقيق الانتصار, وبروح المقاومة وبفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان واثقون من النجاح في مواجهة كل التحديات.

زر الذهاب إلى الأعلى