الأخبارمانشيت

شاهوز حسن في حوارٍ مع صحيفة يونانية

في حوارٍ اجرته أحدى الصحف اليونانية مع الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD شاهوز حسن؛ تناولت فيه العديد من القضايا على الساحة السورية والدولية، وبشكل خاص الغزو التركي والقصف الهمجي البربري من قبل الطائرات التركية على قرى ومناطق عفرين وسكانها المدنيين؛ فكان الحوار على النحو التالي:

١ما هو الوضع الحالي على أرض الواقع في كانتون عفرين فيما يتعلق بغزو القوات التركية والمقاومة التي تواجهها من قواتكم؟ 

الوضع في عفرين يشي إلى أن ثاني أكبر جيش في حلف الناتو ورابع أكبر جيش في العالم؛ يستخدم لليوم الثالث عشر على التوالي أعتى الأسلحة الجوية والأرضية، والأسلحة المُحرمة دولياً كالنابالم في يوم 28/ من شهر يناير – كانون الثاني، وفي الـ 27 أي قبلها بيوم من استخدامه للقنابل العنقودية في قرية (كفرى سفري) بناحية جنديرس. لكن المقاومة الشعبية مستمرة وتساند قوات سوريا الديمقراطية وفي الواقع هذا أكبر اخفاقٍ للعدوان التركي.

 ٢هل لديك شعور بأن الأميركيين خذلوكم عندما كنتم  في أشد الحاجة إليهم، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي  دفعتوها في المعركة ضد داعش؟

القوات التي يتم مهاجمتها في عفرين هي جزءٌ من قوات سوريا الديمقراطية التي حققت أكبر الانتصارات ضد داعش، وهي جزء من التحالف الدولي ضد داعش، وهذا الأمر معروف من قبل كل العالم؛ وباعتراف الرئيس الأمريكي بحد ذاته، ولكن السؤال هنا لماذا يتقرب الأمريكيون وكأنهم غير معنيين بهذه الحرب التي تقوم بها تركيا ضد عفرين.

إن هذه الحرب تؤثر على الحرب التي ما تزال مستمرة ضد داعش في دير الزور، وستعطي الفرصة لبقاء داعش؛ وأن تستعيد عافيتها مجدداً. وأحد أسباب الحرب التركية حسب اعتقادنا هو الانتقام لداعش واعطاءها فرصة أخرى لتعود وتقوى من جديد وتستعيد عافيتها.

على التحالف الدولي العمل لإيقاف مساعي تركيا لاحتلال عفرين، حيث أن الدولة التركية تقوم اليوم بارتكاب مجازر وتروّع من خلالها المدنيين.

٣كيف تصف العلاقات العسكرية والسياسية بين حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب والولايات المتحدة ؟

نعتقد بأن وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة الأمريكية في علاقة جيدة. وهناك مساعي للارتقاء إلى علاقات دبلوماسية مستقرة ومتوازنة من الناحية السياسية أيضاً.

٤أنقرة تهدد بالغزو العسكري لمدينة منبج. هل تخشى أن يقوم الأمريكيون بمغادرة المدينة، وإذا كان هذا هو الحال، فكيف يمكنك تجنب انهيار كامل لروج آفا، على طول الحدود؟

روج آفا باقية لا يمكن المساس بها، والمشروع الديمقراطي المتمثل بالفيدرالية كان قبل العلاقة مع التحالف الدولي الذي نعتز به بدورنا. لكن واشنطن تؤكد أنها لن تنسحب من منبج، ولا من المناطق الأخرى التي أعلنت استراتيجيتها على الملأ في أنها تبقى حتى يتم التسوية النهائية والحل النهائي في سوريا.

٤وفقاً للحكومة التركية؛ أعطت روسيا الضوء الأخضر على عملياتها وسحبت قواتها من عفرين. هل ستؤكد هذا القول؟

روسيا لا تنكر هذا الأمر!

٥ما الذي تتوقعه من الروس في هذه المرحلة؟

نعتقد بأن موسكو باتت مجبرة في تصحيح خطئها الكبير، في منح الضوء الأخضر لأنقرة بالقصف. هي خطت خطوة كبيرة إلى الوراء. من المهم أن تقوم بتصحيحه. مقاربتها البراغماتية الشديدة جعلت الحبل الذي كانت تمسكه وتجعله موجوداً بين المتناقضين يبدو أنها فقدته. أنقرة وفق هذه المقاربة غير مؤهلة كي تكون شريك لروسيا. هناك من يعتقد بأن روسيا تود توريط تركيا في الوحل السوري؛ ونحن نعتقد بأن كليهما ورطا الآخر. كما لا ننسى بأن موسكو كانت السبّاقة في العالم بفتح أول مكتب تمثيلي للإدارة الذاتية الديمقراطية؛ ولكنها مُطالَبَة بتصحيح أخطائها.

٦أنتم تقترحون حلاً فدرالياً للأزمة السورية، وهو أمر يبدو أن موسكو ودمشق غير مستعدتان لقبوله. في أي شروط يمكن أن تتغير الأمور وتجعل رؤيتكم مقبولة؟

على العكس؛ نرى بأنه فيما لو تم الأخذ بالحل الفيدرالي لكان شعب سوريا والعالم قد اختزل الكثير من الدماء السورية والعنف والتدمير وغير ذلك. الشروط مناسبة اليوم أيضاً. أما النظام الذي مارس ويمارس حالة متقدمة من تقسيم البلاد والمجتمع السوري؛ يتهم الفيدرالية بالتقسيم. بدل من أن نبديَّ الحيرة في أن كيف للفيدرالية أن تكون تقسيم، وفي أي دستور فيدرالي يبدو ذلك؛ يجب على الجميع أن يعلم بأنه من المستحيل إرجاع سوريا إلى ما قبل 2011. سوريا تتوسع في المشروع الفيدرالي وتحقق الحلول لكافة القضايا الأثنية والدينية والمذهبية في سوريا.

٧أنتم تتحكمون حالياً؛ ليس فقط في الجزء الأكبر من المناطق الكردية، ولكن أيضاً مدن مثل الرقة ومنبج هي في الغالب عربية، وسقطت على يديكم بعد معركتكم الناجحة ضد داعش. ألا تظن أنه إذا طال وجودكم هناك، يمكن أن ينظر الكثير من العرب إليكم ليس كقوة تحرر، بل كجيش احتلال؟

قوات سوريا الديمقراطية ليس بالقوة الفاتحة ولا بالغازية؛ إنما بالمحررة. ومشروع الفيدرالية الديمقراطية ليس على أساسٍ قوميٍّ صرف؛ إنما على أساس الجغرافية وإرادة مكوناتها. مجلس منبج أو مجلس الرقة أو مجلس دير الزور المدني والعسكري هما المسؤولة عن استقرار وأمن وإدارة المجتمع هناك. وهذا أحد أهم أهداف مشروعنا؛ أن يتمكن الشعب من إدارة ذاته بشكل ديمقراطي من خلال المجالس.

٨ما الذي تتوقعونه من الشعب اليوناني والحكومات الأوروبية؟

حينما نتحدث عن اليونان؛ نتذكر على الفور فلاسفة الحضارة الاغريقية والهيلينية، وسعيهم في تحقيق الخير والجمال. الشعب اليوناني وعموم الشعوب في أوربا يجب أن تنظر إلى أن الآلاف من شهداء وحدات حماية الشعب والمرأة دافعت عنهم أيضاً ضد الإرهاب وحمتهم أيضاً. ومن الناحية التاريخية عانت اليونان من الاحتلال التركي وما تزال قضية قبرص عالقة نتيجة سياسات تركيا الطامعة في احتلال أراضي الدول المجاورة. لذا يتطلب من الشعوب الأوربية تحمل مسؤولياتهم، واتباع الوسائل السلمية، والخروج بمسيرات حاشدة تندد بالغزو التركي، وتساند مقاومة عفرين وروج آفا، وتؤثر على حكوماتها لأخذ موقفٍ إلى جانب مقاومة عفرين، والضغط لإيقاف العدوان الاحتلالي التركي.

 نعتقد بأنه الوقت مناسب لإعلان الانفكاك عن النظام التركي.

31 كانون الثاني 2018

شاهوز حسن- الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى