الأخبارمانشيت

سيناريو انتهاكات عفرين يتكرر في شمال شرق سوريا

يواصل جيش الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية التابعة له انتهاكاته في مدينتي سري كانيه “رأس العين” وكري سبي “تل أبيض” الواقعتين في شمال شرق سوريا منذ السيطرة عليهما.

هذا وأفادت مصادر محلية من المدينتين لـ “العربية نت” أن “العائلات الكردية لم تتمكن من العودة إلى بيوتها بعد حجزها من قبل الجماعات المسلّحة الموالية لأنقرة”.

ويبدو أن ما يجري في مدينتي سري كانيه وكري سبي مُطابقٌ تماماً لما يجري في مدينة عفرين منذ سيطرة الجيش التركي والمجموعات الإرهابية الموالية له عليها منتصف آذار/مارس من العام 2018، حيث تتكرر فيها عمليات السلب والنهب والخطف بشكلٍ يومي منذ ذلك الحين.

خطف مدنيين

وسُجلت عدّة حالات خطفٍ في رأس العين وتل أبيض بحق المدنيين على غرار ما يحصل في عفرين بعد تمكن بعضهم من الوصول لبيوتهم في المدينتين.

وقال شقيق شاب سوري اُختطف في رأس العين بعد وصوله إلى منزله إن “الفصائل التابعة لأنقرة يخطفون الكرد بشكلٍ متعمّد”.

وأضاف لـ “العربية نت”: لقد اتهموا أخي بأنه مقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية رغم أنه لم يكن كذلك وكان يعمل بالزراعة في ريف سري كانيه”.

كما قال “لم يتواصل أحد بعائلتي بعد لطلب فدية كما يفعلون عادة”، معبّراً عن “قلقه حيال مصير شقيقه”.

وبحسب نازحين فرّوا من رأس العين وتل أبيض مع عشرات الآلاف من بيوتهم نتيجة الهجوم التركي الواسع على المنطقة يوم التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فإن عدد المختطفين لدى الجماعات المسلحة الموالية لأنقرة قد بلغ أكثر من 30 شخصاً، لا يزال مصيرهم مجهولاً.

إلى ذلك، كشف أحد النازحين أن “عدداً منهم اختطفوا بعد تسلل مسلحين موالين لأنقرة إلى الطريق الدولي بين تل تمر وعين عيسى”.

وتابع قائلاً: “في الوقت الحالي، لا نسلك هذه الطرق، في أي مكان يصادفنا فيه تلك الجماعات الإرهابية، سيتهموننا نحن المدنيين بأننا عناصر من سوريا الديمقراطية”.

سرقة أموال وماشية

من جهتها، أكدت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” أن الانتهاكات في رأس العين وتل أبيض، “تنوّعت ما بين احتجاز مدنيين في مناطق الاشتباكات المباشرة، وما بين عمليات سرقة أموال وقطعان الماشية والاستيلاء على المنازل والمحلات التجارية”.

وكتب المسلحون بوضوح على أبوابِ بيوتٍ يملكها كرد وأرمن في رأس العين وتل أبيض وبخطٍ عريض “محجوز” في إشارة إلى أن تلك البيوت لم تعد ملكاً لأصحابها وبجانبها اسم الفصيل الّذي صدر عنه قرار الحجز.

ونشرت المنظمة الحقوقية على موقعها الرسمي صوراً تظهر بيوتاً كُتب عليها “سكن عائلي”، في إشارة إلى أن الفصائل المدعومة من تركيا جلبوا عائلاتهم للسكن فيها.

وأظهرت صورة أخرى للمنظمة بابٌ حديدي يبدو أنه خُلِع بإطلاق الرصاص عليه.

وبحسب وسائل إعلامية فأن المجموعات الإرهابية التابعة لتركيا قد شكلت “لجنة اقتصادية لمصادرة أملاكٍ عامة وخاصة”.

وتحدد هذه اللجنة ما يجب مصادرته من مبانٍ حكومية أو أهلية ومنازل ومحلات تجارية بذريعة أن ملكيتها تعود لعناصر من قوات سوريا الديمقراطية أو استخدموها كمقراتٍ لهم في وقتٍ سابق”.

زر الذهاب إلى الأعلى