الأخبارمانشيت

سياسيان مصريان: مشروع الإدارة الذاتية أفضل حل للأزمة السورية

بيّن كلّ من (محمد فتحي الشريف) رئيس مركز العرب  للدراسات والأبحاث في القاهرة والباحث (أحمد عناني) المحلل السياسي المصري بأن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لها الفضل على العالم أجمع لدحرها أخطر تنظيم إرهابي في الشرق الاوسط (داعش).

وأوضحا بأن تركيا تدير حرباً ضروس ضد الكرد في سوريا لأن قوات سوريا الديمقراطية قوات وطنية تدافع عن الشعب السوري ضد البربرية التي ينتهجها أردوغان ضد الشعب السوري, وأن تركيا تدعي بأن هذه القوات إرهابية لكنها قوات وطنية وتدافع عن الشعب السوري وتحارب الإرهاب, مؤكدين بأن هذا هو نهج الطاغية أردوغان المعتاد تجاه الوطنيين في الشعوب العربية، وخاصةً أن قوات سوريا الديمقراطية بكل مكوناتها تقف في وجه أحلام أردوغان الاستعمارية التوسعية وهو ما يعارض مصلحة تركيا الاحتلالية.

حيث أكد الباحث والمحلل السياسي المصري (أحمد عناني) بأن قوات سوريا الديمقراطية لها الفضل على العالم أجمع لدحرها أخطر تنظيم إرهابي في العالم, وقال:

الكرد في سوريا جزء لا يتجزأ من الشعب السوري, فالكرد لهم تاريخ وثقافة ولهم احترام من قبل جميع الدول وأولهم الدولة المصرية, ولهم تأثير ثقافي وتاريخي على العالم, ومشروع الإدارة الذاتية هو مشروع ناجح, فالإدارة الذاتية حققت نجاحاً في ملف مكافحة داعش, هذا الأمر لا يغفل عنه.

وأضاف:

تركيا تدعي أن الشعب الكردي في سوريا يشكل خطراً على أمنها القومي, وهذا أمر غير صحيح لأن من يهدد أمن المنطقة عبر التدخل في سوريا وغيرها من الدول العربية هو الجانب التركي.

وأشار عناني إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أصبحت تمتلك ثقلاً سياسياً, ولها علاقات مع الدول الكبرى في العالم وفي المنطقة, حيث قال:

كانت هناك زيارات للسيدة إلهام أحمد وغيرها من سياسيي الإدارة الذاتية للقاهرة, وهي ضمن تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية, وأبرمت تفاهمات مع الجانب الروسي, سياساً وثقافياً وعسكرياً مناطق شمال وشرق سوريا هي مناطق قوية, وتركيا ترى بأنه باجتياحها لمناطق شمال وشرق سوريا ستقضي على الكرد, وأردوغان لديه هاجس من الكرد بشكل عام, ودائماً يستخدم حزب العمال الكردستاني كذريعة للتدخلات التركية ولاجتياح الأراضي في سوريا والعراق.

وأضاف عناني:

الكرد قوة لا يستهان بها, وأيضا نستطيع القول بأن الادارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية نسجت علاقات وطيدة مع دول الشرق الأوسط والحليف الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية, وإذا حصل نوع من أنواع الاعتداء أو التوغل من قبل تركيا في شمال وشرق سوريا فاعتقد أنه سيكون هناك تدخل كبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية, وسيقابله اعتراض روسي بسبب المصالح الروسية في شمال وشرق سوريا, وسيحصل صدام تركي أمريكي روسي, لذلك اعتقد أن الجانب التركي سيحسب ألف حساب قبل أن يُقدم على هكذا أمر, ناهيك عن أن تركيا تعاني في الفترة الحالية من أزمة اقتصادية تتمثل في هبوط قيمة الليرة التركية, وأزمة سياسية يعيشها أردوغان الذي يحاول حالياً لملمة أوراقه عن طريق المصالحة مع مصر, وعن طريق انفتاحه على الجانب الإماراتي, فهو يريد أن يثبت للشعب التركي أنه قادر على أن ينقذ الاقتصاد التركي.

وبدوره قال (محمد فتحي الشريف) مدير مركز العرب  للدراسات والأبحاث في القاهرة:

عندما يتم الاعتداء على الوطن ينهض الوطنيون للدفاع عن مقدرات وحياة الشعب, وهذا هو نهج الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي دافعت عن أراضيها وشعبها ضد الميلشيات الإرهابية في الخارج والداخل, ودعت إلى وحدة الأراضي السورية, والآن أصبح المشهد السوري معقداً, وخاصة بعد أن استغلت تركيا الأوضاع واستطاعت أن تزرع الفتن وتحتل أجزاء مهمة من الأراضي السورية تحت ذريعة الدفاع عن أمنها القومي, ولكن الوطنيين الذين يريدون الخير لبلادهم, والذين استوعبوا الدرس, أدركوا المطامع التركية في سوريا من خلال سياسيات أردوغان الاستعمارية .

وأضاف الشريف:

اعتقد أن تأسيس الإدارة الذاتية في سوريا عقب ما حدث في 2011 كان من أهم الأمور الايجابية التي حدثت في سوريا، لأن الهدف من تأسيسها كان هدفاً وطنياً خالصاً، ومن وجهة نظري هي أفضل مشروع سياسي في سوريا حتى الآن, وذلك لأن الإدارة الذاتية لها توجهات وأهداف وطنية مهمة في هذا التوقيت، فهي الجهة الوحيدة التي تدافع بشراسة عن وحدة التراب السوري، وتعتبر مشروعاً ديمقراطياً لسوريا المستقبل الذي يقوم على الفيدرالية مع الحفاظ على الوحدة وأخوة الشعوب، ومشروع الإدارة الذاتية يؤمن بالمواطنة ويحارب التفرقة, والمشهد على الأرض واضح, فمناطق الإدارة الذاتية استطاعت أن تخلق وحدة حقيقية ومصالحة واقعية بين الجميع, وكذلك استطاعت أن تقف في وجه العدوان التركي على البلاد, ،والإدارة الذاتية كذلك أسقطت التنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها ،وتحظى بقبول دولي, لذلك تجدها تتوافق مع العديد من الدول العربية والغربية, ولديها علاقات قوية مع دول العالم لما يتمتع به قادتها من سلمية, فمسؤولو الإدارة الذاتية يسعون لوحدة سوريا ومصلحة الشعب السوري وليس للمناصب, لذلك تجد توجهاتهم سليمة وخطابهم معتدل وفكرهم قابل للتنفيذ, وعلى الرغم من الصراع الدائر فهم أكثر الناس واقعية وقراءة للمشهد الحالي وأكثرهم سلمية ووعي, لأن هدفهم سوريا الموحدة.

وأضاف الشريف:

تركيا تدير حرباً ضروس ضد الكرد في كل مكان، إذ قامت تركيا بتدريب بعض العناصر التي انشقت عن الجيش السوري بعد عام 2011 وكونت ما يسمى بالجيش الحر, وهي مليشيا مأجورة لها توجهات خارجية بعيدة عن مصلحة الوطن، إذ تخدم المصالح التركية في سوريا, وتدير تلك الميلشيات المخابرات التركية، وكانت البداية في 2011 حيث بدأت تركيا في إيواء الجيش السوري الحر، وعرضت عليه منطقة آمنة وقاعدة للعمليات بالتعاون مع قطر, وزودت تركيا هؤلاء بالأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى, وأصبحت فصائل الجيش الحر أذرع الأتراك في سوريا لمحاربة كل الوطنيين وخاصة الإدارة الذاتية، ومع ذلك لا تزال قوات سوريا الديمقراطية متماسكة وتدافع عن وحدة سوريا من خلال توجهات وطنية خالصة, ومن خلال تجمع وطني حقيقي يهدف لاستقرار ووحدة سوريا.

واختتم الشريف حديثه بالقول:

العدوان التركي على سوريا وخاصة على مناطق الإدارة الذاتية هو جزء من مخطط إرهابي ونهج لحكومة أردوغان في المنطقة, والسبب يعود لأن قوات سوريا الديمقراطية هي قوات وطنية تدافع عن الشعب السوري ضد البربرية التي ينتهجها أردوغان ضد الشعب السوري, واعتقد أن الدور الذي تقوم به قوات سوريا الديمقراطية ضد قوى الشر كتنظيم داعش والأتراك هو دور إيجابي وحيوي ومهم.

زر الذهاب إلى الأعلى