مقالات

سياسة الحل والحقائق

إن السياسة الكردية اليوم والتي تستمد قوتها من مبادئ الأمة الديمقراطية المبنية على أسس راسخة من الديمقراطية والعلمانية والحقوق الاجتماعية، يتم تنفيذها اليوم بينما تشهد المنطقة تغييرات هامة في منطقة الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة والتي أصبحت مسرحاً للعمليات العسكرية ,حتى بات الخطر يحدق بإمكانية الوصول إلى حلول بل بدأ يتجه نحو تعميق المشاكل أكثر من أي وقت مضى، وفي ظل هذه الظروف بات توطيد الركائز المتينة للاستقرار والسلام والأمان أكثر صعوبة من جهة وأكثر ضرورة وأهمية من جهة أخرى.

 يقع على عاتق الساسة بأطيافهم واتجاهاتهم المختلفة اليوم الكثير من المسؤوليات تجاه مكونات المجتمع وتجاه هذا الوضع المتأزم، وخاصة أن أحد القواسم المشتركة الوجدانية التي تجمع الكثير من مكونات المجتمع في منطقتنا والمكتظة بالمشكلات العميقة والتي توجد اختلافات كبيرة في وجهات النظر فيها هي الشعور بالثقة تجاه المشروع الديمقراطي، والذي اجتاز أشواطاً كبيرة على صعيد الديمقراطية والتعايش والسلم الأهلي، وقد ساهم ذلك في جعل السياسة البناءة التي  تتبعها في المنطقة من السياسات المطلوبة والأكثر اقبالاً وتقبلاً كونها سياسة ,”الكل من أجل المجتمع والمجتمع من أجل الجميع”.

حزب الاتحاد الديمقراطي اليوم وانطلاقاً من درايته التامة بقدراته وإمكانياته المتزايدة وبالمسؤوليات الملقاة على عاتقه كنتيجة لذلك، يتبع هذه السياسة الوقائية وغير المبنية على ردود الأفعال، والمتعددة الأبعاد وليست ذات بُعدٍ واحدٍ، يتبع سياسة قائمة على تنظيم التطورات بعد أخذ المبادرة ولا يتخذ المواقف وفق مجريات الأحداث إلا بعد رصده لها، ويركز اهتمامه نحو جني الثمرات، سياسة تتميز بأنها واقعية وجمعية، وربما الأهم من ذلك كله أنها سياسة ذات رؤية، وتشكل مبادئ الأمن للجميع, والحوار السياسي, والترابط الاجتماعي, والتكيف الثقافي اللبنة الأساسية لهذه السياسة.

إن الهدف النهائي الذي يرغب حزب الاتحاد الديمقراطي تحقيقه هو إضفاء جو من السلام والاستقرار بدءً من مناطق الشمال السوري بصورة تمكّن فيه كافة مكونات المجتمع من العيش بأمن وأمان وعلاقات مشتركة، ورفع مستوى التشارك بين هذه المكونات إلى أعلى المستويات.

 وبالفعل لقد  قطعت هذه السياسة مسافات في هذا الاتجاه، وبالإمكان ملاحظة ذلك بشكل واضح عند النظر إلى علاقاتها مع جميع مكونات المجتمع السوري.

إننا اليوم أمام لحظة تاريخية مفصلية في تاريخ المنطقة قد تقود إلى تغيرات جيوسياسية واسعة، والسياسة المتبعة في الشمال السوري اليوم ستكون هي المفتاح لمستقبل مكونات الشعب السوري وشعوب المنطقة كلها، مما يحتم علينا أن نعمل اليوم على تكريس هذه السياسة وعدم السماح للتخيلات والأوهام بأن تحكم نظرة المجتمع للمستقبل الذي يجب أن يُبنى على حقائق ثابتة وراسخة, والتي من شأنها إنشاء أرضية صلبة للعلاقات بين مكونات المجتمع السوري.

بالمحصلة؛ مكونات المجتمع السوري يئست من الماضي وسلبياته، وبدأت تسير اليوم في الاتجاه الصحيح من خلال انتهاج سياسة صائبة.

زر الذهاب إلى الأعلى