دراسات

سوسيولوجيا الحرية (1)

يوسف خالدي 

الحلقة الأولى : 

تشهد البنية المعرفية  للنظام الرأسمالي العالمي ، أزمة مماثلة لما هو الحال عليه ، في أجهزة السلطة  والإنتاج  ، حيث أن البنى المعرفية  أكثر قابلية للتداول الحر والإنتشار ،  بحكم طبيعتها ، لذلك فهي أكثر قابلية على مدنا  بالقدرة على التفسير الشامل لأبعاد الأزمة التي يعانيه  منها كل من العلم  ودور المعرفة ، وما بين البنى الإجتماعية من جهة ، والبنى  السلطوية من جهة أخرى .  فالتطور الكبير والمتسارع لأجهزة المعرفة ، وإنتشارها الواسع بين ثنايا المجتمع ، يشكل ثورة في التاريخ ، حيث مراحل الثورة في التاريخ ، تمارس أحيانا دور  البحث عن الحقيقة  وأنساقها .

لا تقتصر  تأثيرات الهيمنة  على ميادين الإنتاج والإقتصاد والإدخار والسلطة  فقط ، وإنما  من السهل ملاحظة ، وجود صراع كبير ومحتدم ، يهدف إلى الهيمنة على ميادين المعرفة أيضا ، إذ لا يمكن لأية  بنية إنتاجية أو سلطوية  أو مؤسسات للإدخار  ، تكريس وشرعنة وجودها لزمن طويل ، مالم  تحقق شرعيتها  في ميدان المعرفة  .

فلكل ( فرد ولكل جماعة ومجتمع   بنيته المعرفية  Knowledge Structure . الناتجة  كحصيلة  لما يتلقاه  من معلومات طيلة حياته  وما يكتسبه من خبرات  تؤثر على أداء الأفراد والجماعات وتحدد السلوك ونوعيته ) .

فالمعرفة بصفة عامة  : هي حصيلة مفردات  ومعلومات تشكلت  وتجمعت  في بنى  متكاملة ومتناسبة  , قد تخص موضوعاً محدداً ، وبتعدد المواضيع ، تتعدد البنى المعرفية وتتنوع أشكالها وأسماؤها ووظائفها .

إن تلك البنى المعرفية التي تشكلت وتكونت ، على أيدي المنظرين والفلاسفة الألمان ، والإقتصاديين الإنكليز  ، وعلماء الإجتماع الفرنسييين وفلاسفته ،  ساهمت ، أو أدت  صياغاتهم تلك  للبنى المعرفية التي قدموها ، إلى نشوء وتبلور  دولهم القومية ، التي تحولت أكثرها ، إلى  أدوات ، تشرعن  لأجهزة السلطة وجودها  ، وإلى تكديس رأس المال ، كانت بداياتها  أوربية المركز  ثم تحولت إلى بنى  معرفية ، للنظام الرأسمالي العالمي ، بمركزية أوروبية .

تلك البنى ، التي قدمت العلوم الفيزيائية  وكذلك الكيميائية والبيولوجبية ،  ليست مقتصرة على حقولها  ، في  الطبيعة الفيزيائية والبيولوجية  فقط ، وكذلك أيضاً الآداب والسوسيولوجيا  المسماة بالعلوم الإنسانية  معنية فقط بالمجتمع  وطبيعته . 

ولأجل ذلك يقترح أوجلان ، جعل مصطلح علم الإجتماع بمفهومه ودلالاته الواسعة ، نقطة إلتقاء بين هذه العلوم مجتمعة ، بإعتبار ، أن كل علم لا بد له من أن يكون إجتماعيا في جوهره  ولخدمة المجتمع .

لكن هل مجرد الإتفاق على هذا التعريف الموحد لعلم الإجتماع ، ينهي المسألة ويزيل كل المشاكل ، بالطبع لا فهو يعتقد بأن  الأهم في القضية هو  وجوب الإتفاق على الوحدة الأصلية ، على نوعية وكيفية  النموذج الذي يجب الإتفاق عليه ، أي تلك الوحدة  التي يمكن إتخاذها  معياراً وأساساً   لتحليل المجتمع ، هل هي الطبيعة الإجتماعية  كاملة ، أم جزء أو عنصر منها  أم هي مجموعة من العناصر  المهمة من بين تلك العوامل ، أو العلاقات الإجتماعية .

إن البحث عن النموذج ، سيقودنا بالتأكيد إلى البحث عن النماذج  المطروحة ، أو تلك الموجودة بالفعل .

فمنها ما يتخذ من الدولة عموما نموذجا ، ومنها من الدولة القومية ،  مكوناً أساسياً لها ، نجدها منتشرة بين أوساط البورجوازية الصغيرة  والمتوسطة إلى حد ما ،  وهي مغرقة بالبحث في التاريخ   عن تلك القضايا التي تبرر لهذه الأفكار ، مثل كيفية قيام الدول وإنهيارها ، وهي أكثر الرؤى سقما وضحالة  وسطحية ،  لإنها تمثل على الأغلب ، سياسات الدولة الرسمية ، أوالباحثة لها عن الشرعية ، فعي خالية تماما من أي دور ، أو وظيفة تنويرية .

النموذج الماركسي ، بإختياره لمفهومي الطبقة والإقتصاد مكوناً أو وحدة أساسية ، تضمن عيوباً  مهمة ، رغم كل مساهمته الإيجابية ، في شرح وتفسير الرأسمالية ، وللبنى الإقتصادية  والإجتماعية  والطبقية تاريخيا ، لكن مواقف أصحاب هذا النموذج من الدولة ومؤسساتها وتحليلاتهم بهذا الصدد ، بقيت قاصرة وعاجزة عن الوصول إلى جوهر التناقضات من خلال تركيزهم على مصطلح البنية التحتية ، وتقليلهم من شأن المؤسسات الأخرى ،  بإعتبارهم البنية الفوقية ، كالدولة ، والسلطة ، والمعرفة ، بنية فوقية تنشأ  وفقا للبنية التحتية ، أي الإقتصاد والإنتاج ، مما مهد الطريق ، إلى فقدان  الطبقات والشعوب ، للحصانة اللازمة في مقاومة الإستغلال ، وعمليات السحق المستمرة للطبقات الكادحة ، التي زعمت الماركسية أن كل نضالها موجه لأجلها ،  وذلك بإحجام أصحابها عن  القيام بالتعبئة المطلوبة وتقوية الوعي وتعريفها بالسياسة ، وكيفية ممارستها من خلال مدها بالوعي المناسب لذلك ، ومن حيث لا تدري ، قدمت خدمات جليلة للرأسمالية وساهمت  بإنتصار ايديولوجيتهاالليبرالية ، والواقع الروسي والصيني ، لايحتاجان إلى مزيد من تقديم الشروحات بهذا الصدد .

نجد كذلك ذاك النموذج الذي يرى بأن التاريخ والمجتمع ، ليسا إلا  تعبير عن السلطة ونفوذها فقط ، وتلك الرؤى هي معلولة ، بذات القدر  كما أولائك الذين  يقدمون الدولة نموذجا .

رغم إنشغال العديد من المفكرين  بموضوع السلطة ، إلا أنها تبقى  بمفردها ،  عاجزة وغير قادرة على  أيضاح الطبيعة الإجتماعية ، (شروحات وتحليلات غرامتشي مثالا ).  فهي ورغم أهميتها وقدرتها الكبيرة على التحليل وعلى فهم التاريخ  والمجتمع والسلطة ، لكنها لم تستطع النفاذ من خطر الإختزالية ، حين صبت كل إهتمامها على ميدان السلطة . وهناك نماذج  تتميز بموقفها الشمولي ، فهي وإن بدت متناقضة مع تلك المواقف الإنفرادية  شكلا ، إلا أنها مشابهة لها من حيث الجوهر ، حين تسعى إلى تعريف المجتمع  ببضعة قوانين  فيزيائية إختزالية فجة ، مقابل ما يمتاز به المجتمع في حقيقته من غنى وتنوع .

النموذج الآخر ، يتناول المجتمع وكأنه حالة ، لتطور العلاقات الفردية اللانهائية حيث القواعد وكأنها غائبة ، وهي مواقف غارقة في النسبية المفرطة ، ولا تؤدي إلا إلى الضياع والتيهان  داخل الغابة الإجتماعية .

 أما النموذج الوضعي ، الذي يفسر كل شيء بالقوانين الطبيعية ، فهو أكثر فظاظة من النماذج الأخرى  , في شموليته  المفرطة ينتقل أوجلان إلى التعريف بالمجتمع فيقول  :

إن تعريف المجتمع بالطبيعة ذات الذكاء الأرقى ،  يمنحنا  إمكانية كبيرة لتحليل  مفهوم الحرية ، فبقدر ما  تتركز مستويات  وقدرات الذكاء  والثقافة ، والعقل  في مجتمع ما ، كلما إزدادت وتوفرت لديه إمكانيات الإقتراب  والميل إلى الحرية ، وسيكون قولنا صائباً ، بقدر ما يغيب الذكاء  وتغيب الثقافة وينحسر العقل ، سيجد ذاك المجتمع ذاته غارقة في مستنقعات العبودية ، حيث أن نسب إمتلاك الإنسان للوعي ، هي التي تحدد لديه  مساحات الحرية ،  والتعريف في هذا المجال للحرية ، بأنها طاقة متدفقة على الدوام ، سيكون قريبا جدا من الحقيقة .

تعريف الحرية على أنها ، تعني التكاثر والتنوع والإختلاف  في الكون ، يسهل مهمتنا  حول توضيح  الأخلاق المجتمعية أيضاً. فالتكاثر والتنوع  والإختلاف ، مصادر باعثة على التفكير ، بوجود كائن ذكي ، حتى وإن لم تكن أحاسيسنا بذلك مباشرة ، فالبحوث العلمية تقدم لنا دلائل ، على أن الحيوان والنبات  يمتلكان الذكاء يسعى إلى التنوع ، كآلية  تحافظة على الوجود ومتماشية مع التطور  ، بفعل التغيرات الطارئة  عليه وعلى البيئة ، ربما قد لا نستطيع في هذا المجال التحدث عن ذكاء كوني مطلق  Geist بقدر توصيف هيغل له ،  لكن ستكون أحكامنا في إستبعاد وجود كيان آخر شبيه بالذكاء الإنساني داخل الكون ، مجرد قول هراء وخرافة . وإلا فكيف سيمكن لنا شرح الإختلاف ، من دون الذهاب  إلى الإقرار بوجود  ذكاء ينظم هذا الإختلاف والتكاثر والتنوع ، إن لم تتوفر لهذه العملية الحرية المطلوبة ،  ومن ورائها ذكاء مخفي  ، فإذا أقررنا  بالمبدأ الذي يقول ، بأن الإنسان  هو أذكى المخلوقات الموجودة والمعروفة حتى الآن ، آلا يكون سؤالنا محقا ويحتاج إلى جواب يناسبه ، إن قلنا  كيف تمكن لهذا الإنسان إمتلاك هذا الذكاء الذي نقر به ، ونستبعد أو ننفي إمكانية توافر هذا الذكاء في مكان آخر  من الكون ، أو في الكون نفسه .  أفلا تكون تعريفات بعض المدارس الفلسفية للإنسان  بأنه :  نموذج مصغر عن الكون دقيقة ومحقة وصائبة . بوصفه حصيلة تراكم ذكاء كوني على أصعدة الفيزياء والكيمياء  والنفس والإجتماع  .

فالأخلاق المجتمعية وفق هذا السياق ، لا يمكن تحصيلها  , إلا عن طريق الحرية بوصفها غاية للكون ، أو بمعنى آخر ، الحرية هي منبع الأخلاق ومصدرها . فالخيار الأخلاقي المنبثق عن الحرية يستوجب منا في هذه الحالة ، تعريف الأخلاق ،  بالوعي الجمعي  للمجتمع ، في إطار مصطلح الضمير الجمعي للمجتمع .

أما المجال السياسي ، فيمكن تعريفه  بالميدان ، الذي تحرر من خلاله  الذوات الفاعلة  نفسها ، بوساطة  فن السياسة  التي لا يمكن ممارستها ، أو  يتحقق لها وجود ، دون وجود المجتمع نفسه .

كل مجتمع لم تتطور فيه  السياسة ، مصيره  الحرمان من الحرية ، فمجتمعات ( الكلان ،  القبيلة ،  القوم ، الأمة ، الطبقة ،  وحتى أجهزة السلطة  والدول ) .  والتي تتقاعس عن أداء مهامها  في ممارسة السياسة  بشكلها الصحيح ،  وعدم تطوير مؤسساتها ، سينتهي بها الأمر  إلى حالة من الإستخفاف  بضميرها الجمعي ، وإستهتار بالمصالح ، وتضييع لهويتها . كما سيصعب مطالبة هذه المجتمعات بحرياتها ، ما لم تنتفض  لأجل مصالحها  وهويتها  وضميرها ، فحين  يغيب الطموح ، تغيب السياسة .

حين  يمتلك المجتمع لسلطاته تنحسر مظاهر وجود الدولة وسلطاتها ، أما حين  تغيب عن المجتمعات سلطاتها ، تظهر الدولة  والسلطة بكل عنفوان وحضور .

السلطة والدولة هما المكانان اللذان يغيب عنهما الحديث في  السياسة ، وتغيب الحرية . ما هو موجود ومتوفر فيهما ، ليس سوى الحكم ، وتلقي وإصدار الأوامر ، وسيادة القانون ، والنظام الداخلي ، ولا ساحات فيها أو ميادين للبحث عن الحرية والسياسة .

. ينتقد أوجللان  هيغل  في تشخيصه للدولة ، على أنها الساحة  الحقيقية  التي تتحقق فيها الحرية ، حيث أدى هذا التشخيص  إلى  إعتماد الحداثة على تلك الأفكار كركيزة أقيمت عليها  البنى السلطوية  للحداثة ، وتمثل فاشية هتلر وحزبه  القمة في ذلك ، إنجر إليها لا حقا كل من ماركس وإنجلس ، في تناولهما لمفهومي الدولة والسلطة  على أنهما ، أداتان أساسيتان لبناء المجتمع الإشتراكي ، ألحقت بموجب ذلك ضربات قوية بالحرية والمساواة  دون قصد ،  في حين أدرك الليراليون  الحقيقة على نحو أفضل  بعبارتهم  التي تقول ، بقدر تواجد الدولة ،  بقدر ما تكون الحرية غائبة  .

العلاقة بين الحرية والديمقراطية  تتميز بالتعقيد  في التمييز بين ، من  منهما يأتي  بالآخر ، حقيقة الأمر أنهما مكملان لبعضهما البعض ، في هذه العلاقة ، فبقدرِ إرتباط الحرية مع السياسة المجتمعية ، تمتلك القدر نفسه من الروابط  مع الديمقراطية ، بوصفها إسلوب وطريقة  لتنفيذ السياسة المجتمعية ، وتعريف السياسة الديمقراطية على أنها فن التحرر الحقيقي ، يقودنا إلى إستخلاص  يقول .

إيجاد أرضية ، توفر ممارسة السياسة الديمقراطية ، بوصفها مدرسة حقيقية للتعليم والممارسة ، تخلق  النشاطات السياسية  ذواتا ديمقراطية بذات القدر ، فالسياسة الديمقراطية بهذا المعنى ، تسيس المجتمع   وتحرره ، وإذا ما تم الإجماع على أن  التسييس ، هو الشكل الأولي  للتحرر ، سندرك  ان هذا التسييس هو الذي سيقوم بتحرير المجتمع ، والعكس صحيح ، فبقدر  تحريرنا للمجتمع  نكون قد سيسناه أكثر . دون إغفال  حقيقة وجود عناصر إجتماعية أخرى ، تغذي الحرية  والسياسية .

كثيرا ما يتم الخلط بين  المساواة والحرية ، فالمساواة  تتحقق  أحيانا ،  إذا تم  التقليل  من   مستويات الحرية ،  والحرية تتحقق أحيانا بالتقليل من مستويات المساواة .  لكن على الأغلب لا  يلتقي المصطلحان في مكان واحد ، إن لم يتم تقديم التنازلات من الجانبين ، كون المساواة مصطلح قانوني ، يقوم على مبدأ  تقاسم الحقوق  ذاتها بين الأفراد والجماعات ، دون زيادة أو نقصان لدى الطرفين ، لكن كون الإختلاف خاصية للكون ، فهذا الإختلاف يسم المجتمعات أيضا بتلك الخاصية الجمعية .

أما الإختلاف فهو مصطلح مغلق أمام  مبدأ تقاسم الحقوق من ذات  النوع ،  وفي هذه الحالة  لن تكون للمساواة أي قيمة أمام هذا الإنغلاق للمفهوم إلا إن جرى إعتماد الإختلاف كأساس  لا يمكن تجاوزه ،  فالعدالة الحقيقية  لن تتحقق ، إلا ضمن مفهوم المساواة القائم على الإختلاف  في الحقوق .

رسخت الحداثة الرأسمالية وأججت نزعة الحرية الفردية وقدمته كمفهوم بديل عن الروح الجماعية  للمجتمع ،  بات يتطلب  أيضاح العلاقة بينهما ، فبقدر ما حجمت  وقيدت  الحرية السياسية المجتمعية ، قامت  بتفعيل  وتنشيط ظاهرة السلطة ، ودمار المجتمع  أخلاقيا  وسياسيا ، وأضعفت مقاومته  بإتجاه  أجهزة المال والسلطة .

إن تشخيص  الفردية الليبرالية وتقييمها ، على أنها  مصدر آساسي  لإستهلاك  السياسة والحرية ، سيوفر  أرضية لتقييم الذات  (الفردية الإيديولوجية ).  وليس الشخصية  أو الشخصانية السليمة .

 أما الحرية الجمعية ، فهي وإلى جانب  إهتمامها  بالشخصانية ، هي تحافظ في الحين ذاته  على هوية ووجود  شتى أنواع  المجموعات ، القبلية ، القوم ، الأمة ، الطبقة ، المجموعات  المهنية وغيرها .  عبر تأمين مصالحها ، والدفاع عن وجودها ، بالنتيجة  فالحرية لن تجد معانيها إلا من خلال هذه المحددات التي تعبر عن  نظام مجتمع حر ومتوازن ، يقوم على الموائمة مابين ، الحريات الفردية  والجمعية  .

من خلال العودة إلى  تجارب  وأحداث القرن العشرين ، سنجد بأن  ثمة  شبه كبير  بين الحرية  التي أثارتها الليبرالية ، بمعنى  الفردية ، وبين تلك التي أثارتها الإشتراكية المشيدة ، بإسم الروح  الجماعية ، فبالرغم من كل محاولات الطرفين  إظهار نفسه على أنه الممثل للحرية الحقيقية وأن الطرفان متناقضان بهذا الخصوص ، إلا أن الفاحص بعين دقيقة ، سيتبين له ، بأن  المصطلحان  مولودان من  رحم الليبرالية نفسه .

المجتمع الديمقراطي  ، كونه الأرضية  الأكثر ملائمة  لتأمين  التناسق والتناغم  بين الحريات  الفردية والجماعية ، وعلى أن  المجتمع الديمقراطي  هو النسق السياسي الأكثر ملائمة للشعوب والمجتمعات  من حيث تطبيق للديمقراطية  وتحقيق المساواة التي تقوم على الإختلاف  أساسأ ومبدء.

هذا ما سنتناوله لاحقاً

يتبع ….

زر الذهاب إلى الأعلى