الأخبارمانشيت

ساروخان: على النُخَب المثقفة وKNK وقُدامى البشمركة القيام بواجبهم لمنع الصِّدام الكردي


كشف عبد الكريم ساروخان عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD عن أهداف الدولة التركية من محاولة زرع بذور الفتنة بين القِوى الكردية على جغرافية كردستان، ودعا ساروخان الأحزاب الكردية والنخب المثقفة والمؤتمر الوطني الكردستاني KNK والشعب الكردي إلى القيام بواجبهم التاريخي والأخلاقي بالوقوف في وجه المخططات التركية الرامية إلى إفشال وإجهاض أية عملية تقارب كردي ــ كردي سواء أكان هذا التقارب على مستوى وحدة الصف أو الموقف، مشدداً على أن حزب الاتحاد الديمقراطي مصرٌ أكثر من أي وقت مضى على إنجاح الحوار الكردي ــ الكردي رغم المخاطر التي يمر بها الكرد في الوقت الراهن من سياسات الدولة التركية.
جاء ذلك خلال حوار عن بُعد مع الموقع الالكتروني لحزب الاتحاد الديمقراطي.
نص الحوار:
1ــ نحن نعلم أن أي صِدامٍ عسكري بين الكرد في أي مكان هو في صالح الدولة التركية بالدرجة الأولى
والسؤال هو: كيف يمكننا تفادي هذا الصِدام أو الاشتباك المسلح وتحديداً في باشور (جنوب كردستان)؟
أثبت تاريخ الشعوب وتحديداً تاريخ الشعب الكردي أن الحروب البينية لا تجلب سوى المآسي على الشعب الكردي ولا تصب هذه الحروب والاقتتال الداخلي إلا في مصلحة أعداء الكرد، وخير دليل على ذلك من التاريخ الحديث هو مآسي أعوام التسعينات من القرن الماضي التي نتجت من الصِدام أو الاشتباك العسكري بين القوتين الكرديتين آنذاك وما زالت تلك المآسي والدماء راسخة في أذهاننا إذ أن الدول المحيطة بباشور قسَّمت المجتمع الكردي هناك وعملت على تأليب قوة كردية ضد قوة كردية أخرى، وبنفس الذهنية والقياس مازالت الدولة التركية تسلك هذا المسار وتعمل على الاقتتال والتناحر الكردي ــ الكردي بكل الأساليب، ولكن الاختلاف هنا يكمن في أن الشعب الكردي بمثقفيه ونخبه بلغوا درجة من النضوج الثقافي والفكري واستفادوا من دروس التاريخ ويقع على عاتقهم اليوم وخصوصاً في هذه المرحلة القيام بما يترتب عليهم وأن يقفوا ضد مشاريع التصادم والتفكك والتجزئة التي تعمل عليها الدولة التركية ومن يسير معها، أضف إلى ذلك يجب على قدامى البشمركة الذين ذاقوا مآسي الحرب بين الأخوة أن يرفعوا أصواتهم عالياً ضد محاولات الاقتتال الكردي ــ الكردي والدعوة إلى حل الخلافات بين الكرد عبر الحوار والمناقشات والتفاوض، كذلك المؤتمر الوطني الكردستاني الذي يُعتبر السقف الجامع للشعب الكردي مَنُوطٌ به دورٌ ريادي وأساسي في منع وقوع هذه الفتنة، وعلى كل هؤلاء أن يلعبوا دورهم في تقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردية منعاً وتفادياً لأي اقتتال كردي.
2ــ رغم أن السياسة العدائية لتركيا تجاه الكرد واضحة للجميع بتهديداتها العسكرية في اجتياح اي منطقة كردية أينما كانت في ظل التراخي الدولي لردعها
السؤال
لماذا نرى اليوم الدولة التركية تسعى لزرع بذور الفتنة بين الكرد وأحزابهم؟
وعلامَ تدل هذه السياسة المُتَّبعة من قبل الدولة التركية وخصوصاً في هذا التوقيت؟.
من معرفتنا السابقة والحالية بسياسات الانظمة التركية المتعاقبة وخصوصاً نظام حزب العدالة والتنمية ضد الكرد ندرك بأن الدولة التركية شغلها الشاغل هو ضرب الكرد أينما وجدوا وإفشال أي مكتسب كردي وذلك باتباعها لسياسات عقيمة ودون جدوى وفاشلة تحت حجج وذرائع هلامية ومزيفة، وهذا ما انعكس على الداخل التركي شعباً وحكومةً ومؤسسات، وارتد سلباً على نظام حزب العدالة والتنمية خلال سنوات الحرب السورية والصراع السوري وأدى إلى انهيار العملة التركية أمام العملات الأجنبية إلى أدنى مستوياتها وازدياد الانشقاقات في حزب العدالة على مستوى المؤسسين وتشكيل أحزاب معارضة له مما أصبح النظام الحاكم بتركيا في وضعٍ حرج جداً لذلك يعمد هذا النظام إلى تصدير أزمته الداخلية واختلاق اعداء وهميين لتوريط الشعب التركي في حروب خارجية وتدمير اقتصاده بغية احتفاظ حزب العدلة والتنمية بِسُدّة الحُكم لقيادة تركيا وتغيير نظامها العلماني إلى نظام اخواني راديكالي.
وانطلاقاً من هذه السياسة والأزمات التي تمر بها تركيا بعد فشلها الذريع في تحقيق مآربها في الشمال السوري وبعد بلوغ قضية الشعب الكردي أعلى مستوياتها ووصلت إلى مرحلة الحلول الجذرية في المنابر الدولية لِما حققه الكرد من منجزات ومكتسبات في الشمال السوري وروجافا يقوم النظام التركي وبشكل هستيري وجنوني بزرع بذور الفتنة بين الكرد والعمل على إظهار طرف كردي على أنه عدو الطرف الآخر سالكاً بذلك سياسة فرِّق تَسُد لتشتيت وتمزيق الصف الكردي سيما أن محاولات زرع بذور الفتنة تأتي في هذا الوقت تحديداً؛ أي الوقت الذي تجري فيه مفاوضات ومحادثات بين القوى الكردية احزاب الوحدة الوطنية الكردية. وبين ENKS في روجافا لتقريب وجهات النظر والتوافق في ما بينهم وهذا ما لا يروق للنظام التركي لذلك يعمل هذا النظام جاهداً على ضرب منابع ومصادر القوة الكردية أصالة عن نفسه كان أم وكالة عبر وكلائه، وما نراه من توترات وأحداث جارية وتجري في باشور كردستان يصب في ضرب صميم وعَصًبِ الوحدة الكردية وتشتيتها وتمزيقها، وعلى هذا الأساس نقول: مهما كانت التوجهات والأيديولوجيات للأحزاب الكردية علينا الحوار والالتقاء على العوامل والقواسم المشتركة منعاً من الانزلاق نحو المجهول وتكون العواقب وخيمة على جميع الكرد في أجزاء كردستان الأربعة….. يُتبع

زر الذهاب إلى الأعلى