مقالات

زواج القاصرات

ليلوز حسين

يعتبر الزواج هو الرابط المقدس بين فردين شرعه الله تعالى لعدة أسباب وأهداف وغايات ومن هذه الغايات الاستقرار النفسي لكلا الطرفين والهدوء والعيش بالمودة والحب داخل الأسرة, فلا يتم أي زواج بدون رضا الطرفين لأن الزواج يكون ارتباطاً وثيقاً يدوم مدى الحياة فلا بد من رضا الطرفين.

كما نعلم إنه ومنذ القديم انتشرت ظاهرة زواج القاصرات وحتى وقتنا الحاضر. سندرس هذه الظاهرة من حيث الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة تتطور أكثر, وماهي تأثيراتها ونتائجها ونحاول أن نضع بعضاً من الحلول من أجل إنهائها.

أصبحت قضية زواج القاصرات من الظواهر الشائعة التي يجب علينا إنهاؤها بأي شكل من الأشكال ولاسيما أنها منتشرة في مجتمعنا كما الكثير من الدول النائية التي تكون نسبة هذه الظاهرة كبيرة فيها لأسباب كثيرة، مثلاً في السودان نجد نسبة زواج الفتيات القاصرات كبيرةٌ جداً بسبب الفقر الشديد الطاغي على البلاد.

كما نلاحظ أن في وقتنا الحالي قد انتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ لعدة أسباب وأصبحت قضية اجتماعية مهمة لخطورة تبعاتها وتداعياتها على المجتمع بأكمله وذلك لأن المجتمع يبدأ من المرأة, لكن هنالك أسباب كثيرة تدفع الأهل إلى تزويج فتياتهم بسن صغيرة دون التفكير بما سيحدث في المستقبل من مخاطر على حياة فتياتهم وعلى المجتمع ككل ومن هذه الأسباب:

-1السبب الأول والأقوى هي الحروب الواقعة في مناطقنا فنجد إن تزويج القاصرات قد تزايد وذلك بأن الأهالي يعتقدون أن بناتهم سيبقون بلا زواج بسبب هجرة  الكثير من الشباب إلى الدول الأخرى بالإضافة إلى استشهاد الكثير من الشباب أيضاً.

 -2تألق فكرة الزواج والأعراس في ذهن اليافعات بسبب متابعة بعض المسلسلات والبرامج الدخيلة على ثقافتنا.

 -3تسرب الفتيات من المدارس وانقطاعهن عن التعليم مما جعل الفتاة تقبل بالزواج باكرا بسبب الفراغ الذي تعيشه.

 4-الخوف من العنوسة: يوجد العديد من العوائل تخاف من العنوسة التي ستصيب بناتهم فيلجؤون إلى تزويج بناتهم.

كما نعلم أن لهذه الظاهرة تأثيرات ونتائج سلبية كثيرة على حياة الفتيات من الناحية الصحية والنفسية وكما نعلم أن السن الأنسب للزواج هو في السن 18 فما فوق، حيث تبدأ قدراتها العقلية على الانفتاح وتصبح واعية وناضجة وقادرة على أخذ بعض القرارات الصحيحة والتي تخص حياتها.

نذكر بعضاً من النتائج السلبية لهذه الظاهرة:

  -1تعرض العديد من الفتيات لمشاكل صحية وذلك بس الإجهاض وتكرار الحمل وقد أدى هذا إلى حدوث الكثير من حالات الوفاة وذلك بسبب عدم قدرة تحمل أجسامهم آلام الولادة.

 2- تعرض العديد من الفتيات لأمراضٍ نفسية لعدم قدرتهم على تحمل ضغوطات الحياة التي يعيشونها.

-3 تعدد حالات الطلاق وذلك لعدم توافق الزوجين وعدم التفاهم وذلك بسبب الفرق في العمر.

4- حرمان الفتاة من حقوقها في التعليم و الابتعاد عن صديقاتها وعن الوسط الطفولي التي كانت تعيش فيه.

5- شعور بالحرمان من حياة العزوبية.

لاتزال هذه الظاهرة شائعة في مجتمعاتنا والكثير من الأهالي مازالت أفكارهم مقيدة ولم تتغير مع تطور الفكر الانساني؛ لهذا لابد لنا من إيجاد حلولٍ وطرقٍ لإنهاء هذه الظاهرة لأجل أن نعيش في مجتمع سليم.

ومن هذه الطرق والحلول:

-1أن نكثر من المقالات التي تعالج هذه الظاهرة في جميع وسائل التواصل وفي المجلات والجرائد ونبين مدى خطورتها وضرورة الحد منها.

2- إلزام الفتيات بالمدارس وجعل همهم الأول التعلم.

3- توعية الأهالي إلى الآثار السلبية التي ستحدث لبناتهم القاصرات بعد الزواج.

لا ننسى بعد أن  تأسست الإدارة الذاتية الديمقراطية تأسست معها هيئة للمرأة تدافع عن حقوقها فنجد أن نسبة زواج القاصرات قد تضاءلت شيئا ما وذلك لأن الإدارة الذاتية قد بادرت بسن قوانينٍ “يمنع تزويج الفتاة قبـل إتمامها الثـامنة عشرة مـن عمـرهـا”, وفَرَضَ القانون عقوبة السجن سبع سنوات على ولي الفتاة والجهة التي عقدت القران واعتبارهما شريكين في التزوير وإذا حدث انتهاك لهذا الحظر، تقيم دعوى قضائية على ولي الفتاة القاصر والجهة التي عقدت القِران.

زر الذهاب إلى الأعلى