آخر المستجداتالأخبارالعالممانشيت

زبير أيدار للمونيتور: أردوغان لم يكن أبداً صادقاً بشأن السلام مع كرد تركيا ولن يكون كذلك أبداً

أوضح (زبير أيدار) عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني أن الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا في شهر شباط أثرت بشكل مباشر على 20 مليون شخص في البلدين على جميع المستويات, وقال:

نحن كحركة لا يمكن أن نستغل هذا الوضع وننفذ عمليات عسكرية في ظل معاناة الناس من آثار هذه الكارثة, لذلك أجرينا مناقشة داخلية وقررنا إيقاف أنشطتنا مؤقتاً, ولم نتصرف استجابة لأي طلب من أي جهة أو من في حكمها.

جاء ذلك في لقاء أجرتها معه صحيفة المونيتور الأمريكية, حيث أضاف أيدار:

كنا نأمل أن يمتثل الجانب التركي ويتعامل بالمثل, فهذه ليست المرة الأولى التي نتخذ فيها مثل هذا القرار, لقد فعلنا الشيء نفسه في أعقاب الزلزال الكبير بتركيا سنة 1999, حيث قررنا إيقاف عملياتنا العسكرية مؤقتاً ليس فقط في تركيا ولكن في جميع الأماكن, ودعونا جميع قواتنا المسلحة إلى التنحي والامتناع عن الاعتداءات إلا في حالة الدفاع.

وأكد أيدار أن هذا الإعلان هو إجراء إنساني بسبب كارثة الزلزال.

ورداً على سؤال للمونيتور حول أن هذا القرار يشمل قوات سوريا الديمقراطية أيضاً, أكد أيدار أن قوات سوريا الديمقراطية لم تتخذ قط موقفاً معادياً لتركيا وأنها ليست في حالة حرب معها, وأوضح قائلاً:

تركيا تهاجمها دون سبب طوال الوقت, وقوات سوريا الديمقراطية في موقف دفاعي, تلعب تركيا دوراً غبياً وتغض الطرف عن قرار وقف إطلاق النار, وبالفعل بررت الحكومة التركية تأخر الجيش في المشاركة في جهود الانقاذ بمنطقة الزلزال بحجة حربه ضدنا, ففي سنة 1999كانت قواتنا المسلحة تنسحب من تركيا تنفيذاً لأوامر أوجلان, ومع ذلك كان الجيش التركي يهاجمنا في كل فرصة, هذه هي عقلية الدولة التركية.

وحول الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في14 أيار 14 أشار أيدار إلى أنها على جدول الأعمال وسيتم مناقشة وتحديد نهجهم تجاه الانتخابات, حيث قال:

نعتبر الانتخابات القادمة مهمة للغاية, وسنفعل كل ما في وسعنا لضمان إجراء الانتخابات في بيئة ديمقراطية دون إتاحة المجال للجهات الفاعلة ذات النوايا السيئة لاستخدامنا كغطاء للأغراض الخبيثة, فقبل الإعلان عن موعد الانتخابات كشف أردوغان عن استراتيجيته الانتخابية, وكان من المفترض أن تبدأ هذه الاستراتيجية بتدخل عسكري آخر في روج آفا, بحجة  الهجوم الإرهابي في اسطنبول الذي حاول أردوغان وحكومته إلصاقه بقوات سوريا الديمقراطية, حيث يعلم الجميع أنه لا علاقة لقوات سوريا الديمقراطية بهذا العمل, ومع ذلك كانوا يأملون استخدامها كذريعة لمهاجمة روج آفا وقد بدأوا في الواقع حملة جوية وكانوا سيشنون توغلاً برياً أيضاً.

وأضاف:

أردوغان وحكومته لم يحصلوا على الضوء الأخضر من روسيا والولايات المتحدة, وجميعنا نتذكر أنه قبل الحملة الرئاسية التركية سنة 2018  اجتاحت تركيا عفرين, وآنذاك احتشدت معظم المعارضة التركية حول الحكومة, حيث استغل أردوغان المشاعر القومية كأداة دعائية قبل الانتخابات, ولو لم  يحصل الزلزال لكان قد وقع هجوم بري على روج آفا, ورغم ذلك فإن الخطر ما زال قائماً, لأنه من الصعب التكهن بما ستفعله الحكومة التركية  لا سيما فيما يتعلق بروج آفا, وسيسعى أردوغان إلى تقسيم المعارضة التركية من خلال خلق موجة قومية, وجذب العناصر القومية داخل حزب الشعب الجمهوري و القومي المحافظ أو الحزب الصالح.

وأوضح أيدار أنه إذا تم إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة  فإن أردوغان سيخسر, وقال للمونيتور:

التطورات الأخيرة في تركيا تثبت ذلك, فمثلاً قرار ميرال أكشينار زعيمة الحزب الصالح بالانسحاب من طاولة الستة لأحزاب معارضة تم تنسيقه من قبل جهات حكومية عميقة لتخريب وإضعاف كتلة المعارضة, ودعونا لا ننسى ما حدث في عام 2018  عندما رئيس الأركان العامة ووزير الدفاع الحالي (خلوصي أكار) بطائرته المروحية منزل (عبد الله غول) وأثناه عن الترشح للرئاسة التركية, كان هذا التصرف تهديداً مباشراً له, وسمعنا الآن أن (خلوصي أكار) قد التقى بأكشينار قبل أن تسعى لنسف كتلة المعارضة, لكن هذه المحاولة جاءت بنتائج عكسية وكاد حزبها أن ينهار, لذلك أُجبرت على العودة إلى طاولة الستة بسبب رد الفعل الذي واجهته من الجمهور ومن داخل حزبها.

ولأكد أيدار أن هناك رغبة عارمة في التغيير لدى الناس العاديين الذين يريدون أن تذهب هذه الحكومة, وأضاف:

يريدون رحيل أردوغان, ويريدونه أن يذهب, لذلك حملوا أكشينار مسؤولية تعريض هذا الاحتمال للخطر, وأنا أؤكد أنه إذا كانت هناك انتخابات ديمقراطية نزيهة فإن أردوغان سيخسر, لكن ما لا نعرفه هو إلى أي مدى سيلجأ إلى الاحتيال، وما إذا كان سيحشد جهاز الدولة وقوى الأمن لصالحه, وما نعرفه هو أن صناديق الاقتراع في باكور كردستان (محافظات جنوب شرق تركيا الكردية) ليست آمنة، لا سيما في المناطق الريفية, وسيتعرض كثير من الناس للتهديد باسم الدولة وستصادر العديد من صناديق الاقتراع باسم الدولة.

وأوضح أيدار أن كل مشاكل تركيا لا يمكن حلها بانتخابات واحدة, مشيراً إلى أن هذه الانتخابات يمكن أن تفتح الباب للتغيير, وأضاف موضحاً:

إذا ظل النظام الحالي في السلطة فإن تركيا ستغرق في الفوضى وتصبح أكثر ديكتاتورية, وستصبح تركيا سوريا أخرى, ولتجنب هذه النتيجة يجب أن يكون هناك تغيير في الحكومة, ومسؤولية إحداث هذا التغيير تقع على عاتق كتلة المعارضة المؤلفة من ستة أحزاب وليس على حزب الشعوب الديمقراطي.

وأضاف:

من الطبيعي أن يزور المرشح (كليجيدار أوغلو) حزب الشعوب الديمقراطي HDP ويجب أن تؤخذ آراؤه ومطالبه في الاعتبار, فهذا حزب يحصل على 15٪ من الأصوات التي ستحدد مصير الانتخابات, لذلك فالزيارة البسيطة ليست كافية, وأنا لا أتحدث نيابة عن حزب الشعوب الديمقراطي, لكن تركيا غارقة في الفساد, لا توجد سيادة للقانون وتم تفريغ جميع المؤسسات, وهناك انتهاكات لحقوق الإنسان بشكل روتيني ويومي, والاقتصاد ينهار, لذلك فالتغيير مطلوب لجميع المواطنين الأتراك وليس الكرد فقط, ولكن على الأقل يجب منح حق الكرد في التعليم بلغتهم الأم, وقد أكدت المعارضة أن المشكلة الكردية بحاجة إلى حل داخل حدود تركيا وداخل البرلمان, ووعد كمال كيليجدار أوغلو بذلك, وإذا كان جاداً فعليه أن يفعل ذلك أولاً وقبل كل شيء مع الشعب الكردي حتى يتم حل المشكلة الكردية.

وأكد أيدار أن تهميش حزب العمال الكردستاني لن يؤدي إلى السلام في تركيا, وأضاف موضحاً:

إذا كانت هناك نية بحل المشكلة الكردية فيجب أن تكون جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة جزءاً من هذه العملية, فحزب الشعوب الديمقراطي ليس صاحب قرار على حزب العمال الكردستاني ولا يمتلك هذه السلطة, ولكنه يستطيع لعب دور الوسيط, وأؤكد أنه بدون الحوار المباشر مع حاملي السلاح والذين دفعوا مثل هذا الثمن الباهظ حتى يومنا هذا لتأمين حقوقهم لا يمكن حل المشكلة الكردية, وكذلك لا يمكن حل المشكلة الكردية بإبقاء عبد الله أوجلان ورفاقه في السجن, هذا ليس حلاً.

وأوضح أيدار أنهم مع أية خطوة تساعد في الوصول إلى حل القضية الكردية ومع أي خطوة تخدم السلام, وأضاف:

القضية الكردية لا تقتصر على دولة واحدة, فهي تخص العراق وإيران وتركيا وسوريا, فعندما كانت محادثات السلام الأخيرة لا تزال جارية  أوضح أردوغان أن سوريا كانت خط أحمر بالنسبة له, وكان يعارض بشدة منح الكرد في سوريا وضعاً سياسياً خاصاً بهم, فالقضية الكردية في كل هذه البلدان مترابطة, فلا يمكن القول:

سأسعى إلى حل مع كرد تركيا، لكنني سأبذل قصارى جهدي لضمان استمرار قمع الكرد في العراق وسوريا, إذا كانت تركيا معادية للكرد خارج حدودها فذلك لأنها معادية لمن هم داخل حدودها, وعندما تصنع تركيا السلام مع كرد تركيا فمن الطبيعي أن ينظر باقي الكرد إلى ذلك على أنه رسالة صداقة, وعندما تُستأنف عملية السلام سيكون هناك بالطبع ترتيب للأولويات, لكن السلام في تركيا سيعطيها انفتاحات هائلة مع بقية الكرد, فتركيا ستذهب إليهم بالثقافة والتجارة وليس بالبنادق, لطالما قال قائدنا عبد الله أوجلان إن الكرد خارج تركيا بحاجة أيضاً إلى المشاركة في عملية السلام بطريقة ما وإلا فلن تنجح عملية السلام.

وأوضح أيدار لأن المطلوب من تركيا فقط هو سحب قواتها المسلحة من كردستان العراق ومن سوريا والتوقف عن مهاجمة الكرد, وأضاف:

نحن لا نطلب من تركيا أن تعطي الكرد في الدول المجاورة هذا الحق أو ذاك، على الرغم من أننا ندعم مطالب الكرد بالديمقراطية والمساواة في سوريا.

وحول احتمال أن يتواصل أردوغان مع الكرد مرة أخرى على أمل كسب دعمهم في الانتخابات, أوضح أيدار قائلاً:

لا  لن يفعل, فعندما جاء إلينا في الماضي لم يكن أردوغان صادقاً أبداً, وبالتأكيد إنه لن يأتي إلى الكرد  بنوايا حقيقية لصنع السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى