الأخبارمانشيت

ريزان ساريجا يوضح تفاصيل زيارتهم لأوجلان!!

 أكد (ريزان ساريجا) أحد محاميي أوجلان الذي التقاه في سجن أيمرالي: قانونياً المحامي لا يحتاج إلى إذن خاص ليلتقي موكله في السجن, ولكن لقاءات المحامين مع موكليهم في سجن جزيرة إيمرالي تحتاج لتقديم طلب رسمي وصدور موافقة عليه من السلطات المعنية بصورة مخالفة للقوانين, ونحن لم نلتق  بأوجلان منذ 27 تموز 2011، وبعد هذا التاريخ منعت السلطات التركية هذه اللقاءات بموجب قرارات تعسفية, ثم في الفترة ما بين عام 2013 و 2015 سُمحت زيارات وفد من النواب البرلمانيين لعبد الله أوجلان في إطار مفاوضات السلام الكردية التركية، إلا أن هذه الزيارات انقطعت أيضاً بعدما أطاح أردوغان بعملية السلام في عام 2015, وأثناء تلك المفاوضات كان ممنوعاً علينا كمحامين لقاء أوجلان بصورة مخالفة للقانون.

وأشار ساريجا إلى ظروف ما قبل الزيارة الأخيرة لأوجلان, وقال: كنا أربعة محامين قدمنا للسلطات التركية طلباً لزيارة أوجلان, لكن السلطات لم توافق إلا على زيارة اثنين منا فقط وبينهم أنا, والجدير بالذكر أن السلطات التركية وافقت على ثلاث زيارات فقط لأوجلان خلال ثلاث سنوات (2016 – 2019)، اثنتان منها أجراها أفراد أسرة أوجلان، والثالثة جرت بينه وبين محامييه, وكل هذه الزيارات تزامنت مع انطلاق حملة الإضراب عن الطعام التي أقدم عليها النشطاء الكرد في السجون احتجاجاً على العزلة المفروضة عليه, كما أن المبادرات والشكاوى التي رفعناها كمحاميين إلى المؤسسات الدولية، مثل مجلس اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، حشرت الحكومة التركية في زاوية ضيقة وشكلت ضغوطاً عليها لتسمح أخيراً بهذه الزيارات.

وحول المسؤولية عن تدهور صحة المضربين عن الطعام, قال ساريجا موضحاً:  الدولة هي المسؤولة عن سلامة حياة جميع السجناء، وأصبحت هذه العمليات الاحتجاجية نقطة تحدٍّ, كما أن هذه العمليات أثرت كثيراً في الرأي العام أيضاً, لذلك يمكننا القول بأن الحكومة التركية ربما استهدفت إنهاء تلك الحملات عن طريق السماح بهذه الزيارة.

وعن وصف مشاهداته في سجن جزيرة إيمرالي قال ساريجا:  على الرغم من أن المكان المخصص للقائنا من المفترض أن يكون ذا مواصفات بحيث لا تسمح للآخرين أو الموظفين بأن يسمعوا الحوار الدائر بين المحامين والموكل وفق القانون, غير أنهم كانوا قد وضعوا في الغرفة المخصصة للقاء مسجلاً للصوت، وكذلك كان أحد الموظفين كان حاضراً في الغرفة, ولم يتم إبلاغنا بأي قرار شفهي أو كتابي بخصوص المسجل وحضور الموظفين, ولم يتطرق أوجلان إلى تفاصيل الأسئلة التي وجهناها له حول مشكلاته الصحية، حيث قال لنا أنه يقدم المشاكل الاجتماعية على مشاكله الشخصية, وأكّد لنا أنه يشعر بالشباب وبأنه يتمتع بالقوة العقلية والروحية.

وعن سبب عدم توجيه أوجلان دعوة للنشطاء الكرد بوقف الإضراب عن الطعام، قال ساريجا:  إن أوجلان أكّد لنا أنه يحترم إرادة المضربين عن الطعام, لكنه لا يريد أن تصل الأمور إلى درجة تضر بصحتهم البدنية أو تؤدي إلى حالات الوفاة.

ووصف المحامي (ساريجا) سجن جزيرة إيمرالي بأنه (غوانتانامو تركيا) وقال: سجن إيمرالي شديد الحراسة يشبه غوانتانامو من حيث الشكل والمحتوى, كما أن السلطات تحرم أوجلان من حقوقه في مقابلة محامييه وأفراد عائلته والمكالمات الهاتفية، والتواصل عن طريق الرسائل والفاكس وجميع أنواع الاتصالات الأخرى, كما لا بد أن نشير إلى أن هذا السجن يشهد دوماً وبكثرة انتهاكاتٍ لحظر التعذيب, وأثناء المقابلة علمنا أن أوجلان تصله معظم الصحف اليومية ما عدا صحيفة (يني ياشام) (الحياة الجديدة), ولكن لا نعلم ما إذا كان ذلك بشكل منتظم أم لا؟

وأضاف:  وقد ذكر لنا أوجلان أنه يتمكن من مشاهدة التلفزيون، إلا أن عدد القنوات التلفزيونية لا يتجاوز 7 أو 8, كما أخبرنا أن السلطات سلمته اثنتين أو ثلاثاً فقط من الرسائل التي كنا بعثناها له, وكذلك أخبرنا أن هناك العديد من الرسائل التي كتبها وبعثها لنا لكنها لم تصل إلينا.

وبخصوص الدلالات السياسية للبيان الذي أصدروه بخصوص زيارة أوجلان وتوجيهاته، قال ساريجا موضحاً:  إن أوجلان يرى أن البلاد شهدت خلال السنوات الثلاثة أو الأربعة الماضية أموراً فظيعة، وأن المجتمع يعيش انفصالاً عميقاً واستقطاباً حادّاً، وذلك بسبب عدم تطوير حلول ناجعة قابلة للتطبيق لحل القضايا المتأزمة منذ عقود، بالإضافة إلى درايته بالنتائج التي تمخضت عن التناقضات الإقليمية المستمرة, وفي هذا السياق يخرج أوجلان ليؤكد نفوذه وقدرته على إيجاد حلول لتلك القضايا، ويدعو المجتمع للسلام والحوار والحل, لذا من الواضح أن دعوة أوجلان موجهة إلى كل الأطراف التي تبحث عن الديمقراطية والتحالف والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى