الأخبارمانشيت

رياض درار: لا يمكن لِمن يُفكر بإنشاء كيان مستقل أن يتفاوض مع النظام

حول تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أمريكا وحلفائها يقومون بإنشاء كيان مستقل في شمال وشرق سوريا أكد رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية: إن الحديث عن إقامة كيان مستقل في شمال وشرق سوريا بعيد كل البعد عن الحقيقة والواقع، وتدحضه الخطوات التي تخطوها مجلس سوريا الديمقراطية نحو إيجاد حل للأزمة السورية.

وأضاف بقوله: “كوننا في شمال وشرق سوريا نسيج من الكُرد والعرب والسريان وآشور وهناك قوات مشكلة من أبناء هذه المكونات تقاتل على الأرض”، مؤكداً بالقول: “نحن نعمل على تحرير المنطقة بأكملها من داعش، وذلك بعد أن تخلى عنها النظام وخاصة بعد أن استطاع داعش إقامة عاصمة مزعومة في مدينة الرقة”.

وأشار إلى أن  كل ذلك كان  بصمتٍ مُريب من قِبل النظام السوري الذي كان يتعايش مع هذا التنظيم (داعش) وهو على حدوده منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكذلك روسيا التي كانت موجودة وتؤيد قوات حماية الشعب وتقف إلى جانبهم في عفرين، وتتحالف معهم، والعلاقة كانت وديَّة بيننا وبين روسيا، ولكن تدهورت هذه العلاقات بعد إعطاء روسيا الضوء الأخضر لتركيا لاحتلال عفرين وسمحت للمرتزقة التي لا تقل إجراماً من داعش وبمؤازرة القوة النارية للجيش التركي في الهجوم عليها ولم تحرك روسيا ولا النظام السوري ساكناً، إذاً هذا كيلٌ بمكيالين عندما يكون لهم رأي في شمال وشرق سوريا ورأي آخر في احتلال عفرين، بينما روسيا تصمت على إقامة جماعات أصولية دويلة لها في الشمال السوري بإشراف وتشجيع تركي.

وبالنسبة لمسألة تشكيل كيان مستقل أوضح درار: إن إثارة هذا الموضوع ستتسبب في خلق مشاكل جديدة في المنطقة، والروس من خلال هذه الأحاديث يحاولون وضع المنطقة (شمال وشرق سوريا) في واجهة المخاطر، وخاصة بعد أن أعادت القوة الموجودة على الأرض (قسد) الأمن والأمان والمصالحات بين كافة مكونات المنطقة وأخيراً دخولها في المفاوضات مع الحكومة السورية من أجل الحل السياسي.

ونوَّه درار أنه لا يمكن لمن يفكر بالتفاوض مع الحكومة السورية من دون شروط أن يكون متهماً بأنه سيقيم دويلة أو كيانً مستقلً

وأضاف: نحن نريد أن تعود سوريا واحدة وموحدة لكافة المكونات والأطياف، ويعود القرار فيها لجميع أبنائها، وأن لا يستأثر حزب، أو مجموعة أو شخص واحد بالقرارات السياسية والإدارة والعمل في سوريا، لأننا كلنا نعيش حالة من الفساد والاستئثار وإقصاء البعض، ولكن كلنا نسعى لتجاوزه من خلال الحل السياسي.

وبحسب تحليلٍ من رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية اعتقد أن التصريحات بمواجهة أمريكا قائلاً: هي تصعيد بين ما اسميه حلف الشرق (روسيا وإيران وتركيا)، واعتقد أن روسيا لا تستطيع البقاء في سوريا من دون حليفتها إيران لذلك فإنها تحاول التغطية على وجودها بإثارة صراع مع أمريكا في نقاط معينة حول مسألة الكرد أو مسألة داعش، أي بمعنى أن هذه المسائل هي بمثابة تغطية لهذا الحِلف واتفاقاته التي تعمل على إبعاد أمريكا عن المنطقة للاستئثار بها سواءً كان من قِبل روسيا أم تركيا أو إيران.

بالنسبة للجنة الدستورية

أكد رياض درار إنه مشروع فاشل منذ تأسيسه؛ لأنه مضى عام كامل على اقتراحه في مؤتمر سوتشي، ولم يتحقق الإنجاز المطلوب منه، وها قد استقال دي مستورا وسيبدأ دورة جديدة للمبعوث الجديد للأمم المتحدة، ويأخذ قرارات جديدة مما يعني وقت جديد للتلاعب في الأجواء السورية والتغيرات على الأرض السورية، وهناك من يقبل الانتظار لأنه مستفيد.

اللجنة الدستورية لن تتحقق وإذا اجتمعت لن تحقق شيئاً لأن الدستور السوري يجب أن يضعه سوريون ومن كافة الأطياف والأطراف وعندما نُستعبد عن المشاركة هذا يعني إنه لا رغبة لهم في إنجاز شيء من الحل، لأن من يدعي بأنه يمثل المعارضة لا يمثل السوريين بل النظام نفسه لا يمثل السوريين لأنه في كثير من مفاصله خرج من الدائرة كونه مسؤولاً، وأصبح طرفاً في الصراع، لذا نحن وحدنا من يمكنه أن يشارك في تفعيل عمل دستوري حقيقي ووضع دستور لكل السوريين وليس من أجل تقوية العلاقات بين المكونات.

واختتم رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية يمكننا أن نساهم في تحقيق دستورٍ لكل السوريين لا يخدم طرفاً بعينه، وإنما يخدم المستقبل المنشود ليكون جميع أبناء البلد مشاركون فيه دون اقصاء أو ابعاد.

منوهاً إلى تصريحات لـ بومبيو وزير الخارجية الأمريكي من خلال المجموعة المصغرة وقراراتها في مشاركة شمال وشرق سوريا في أي حل سياسي ولجنة دستورية، نحن نأمل أن تستمر هذه المحاولات لنكون فاعلين في المراحل اللاحقة وفي طبيعة الحال نعمل على استقرار المنطقة من أجل وقت آخر نكون فيه فاعلين أكثر ومحققين للسوريين أهدافهم.

لذلك في سوريا نحتاج إلى الكثير من الحكمة والعقل لنصل إلى قرارات صائبة ولا نسعَ إلى ردِّ الأيدي الممدودة من أجل تحقيق هذا الأمل المنشود لوحدة سوريا.

إعداد: أفستا بوبلاني

زر الذهاب إلى الأعلى