الأخبارمانشيت

رويترز: المقاتلونَ الكُرد يحررونَ سبايا من أيدي تنظيمِ داعشَ في سوريا

بعدَ هجومِ داعشَ على شنكال في 3/ أغسطس- آب/ 2014، والسيطرةِ عليها؛ تُرِكَ الايزيديين لمصيرهم، حينها قامَ تنظيمُ داعشَ بسبيّ النساءِ والفتياتِ وقتلِ الشبابِ والشيوخِ والأطفال.

الكثيرُ منهم تمَّ تحريرهم من قبلِ قواتِ سوريا الديمقراطية، ومع الأسف بقيَّ الكثيرُ منهم بيدِ هذا التنظيمِ الإرهابيِّ في الرقة ودير الزور السوريتين، وبعض مناطق الموصلِ في العراق، وهذا مثالٌ صغيرٌ على إرهابهم وعنجهيتهم، فقد استعبدَ مقاتلو داعش (نورا خلف) لثلاثِ سنوات، فقد اقتادوها من قريتها الصغيرةِ بالعراق إلى الأراضي الخاضعةِ لسيطرتهم في سوريا، واشتروها وباعوها خمسَ مراتٍ قبلَ أنْ تتحررَ أخيراً مع أطفالها الأسبوع الماضي.

تقولُ قياديةٌ بوحداتِ حمايةِ المرأةِ الكرديةِ لرويترز إنَّ نورا واحدةٌ من بينِ الكثيرِ من اليزيديات اللاتي عقدَ المقاتلونَ الكردَ العزمَ على تحريرهنَّ من قبضةِ التنظيمِ المتشددِ في عملياتٍ سرية.

وأطلقتْ الوحداتُ على العمليةِ اسم “حملةِ الانتقامِ لنساءِ سنجار” موطنِ الأقليةِ اليزيديةِ بالعراق، التي اجتاحها المتشددونَ في صيف عام 2014.

وقالَ شهودٌ ومسؤولونَ عراقيونَ إنَّ المتشددين ذبحوا واستعبدوا واغتصبوا الآلاف حين اجتاحوا شمالَ العراق، ومارسوا التطهيرَ ضدَّ الأقليةِ اليزيدية. ويُعتقدُ أنَّ نحوَ ثلاثةِ آلافِ امرأةٍ ما زلنَّ في الأسر.

وقالتْ نسرين عبد الله القيادية في وحداتِ حمايةِ المرأةِ إن نحو 200 امرأة وطفل من شمالِ العراق تحررنًّ في أجزاءٍ مختلفةٍ من سوريا حتى الآن.

أنقذتهنَّ وحداتُ حمايةِ الشعبِ الكرديةِ ووحداتُ حمايةِ المرأةِ التي تتألفُ من النساءِ، فيما وصفتها بأنها عملياتٌ سريةٌ في أراضٍ تخضعُ لسيطرةِ داعش؛ بدأتْ العامَ الماضي. وامتنعتْ نسرين عن كشفِ المزيدِ من التفاصيلِ لأسبابٍ أمنية.

وأضافتْ أنَّ الوحداتِ الكرديةِ بدأتْ هذهِ المهمةَ في إطارِ الحملةِ التي تشنها وتدعمها الولاياتُ المتحدةُ لاستعادةِ الرقةِ معقلِ التنظيمِ المتشددِ في سوريا.

بدأ التحالفُ من خلال ِجماعاتٍ كرديةٍ وعربية تتصدرهم وحداتُ حمايةِ الشعبِ التوغلَ في الرقةَ الأسبوعَ الماضي، بعدَ الزحفِ على المدينةِ منذُ نوفمبر تشرين الثاني.

وقالتْ نسرين:” من وقتها إلى اليوم ونحنُ نجهد لنحرر الأسرى اليزيديات لدى داعش”. وأضافتْ أنَّ المقاتلين الكرد اتصلوا بها ووضعوا “مخططاً بشكلٍ مناسب” لتحريرها دون أن يمسها سوء.

كلمة سر

قالتْ نورا:” إنَّ مقاتلاً من داعش استعبدها منذُ عامٍ في محافظةِ حماة السورية، وإنَّ أبناءها كانوا معها حينَ هَرَّبَهُم رجلٌ لم تكشف عن هويتهِ في العمليةِ التي نسقتها وحداتُ حمايةِ الشعبِ الكردية”.

وأضافتْ أنَّ الخطةُ وُضِعَتْ بفضلِ القواعدِ التي يفرضها داعش، وتمنعُ المقاتلينَ من أخذِ هواتفهم المحمولةِ إلى جبهة القتال. تركَ الجهاديُّ الذي كان يحتجز نورا هاتفهُ في المنزل، مما سمحَ لها بالاتصالِ بشقيقها الذي طلبَ بدورهِ المساعدةَ من وحداتِ حمايةِ الشعب.

وقالت نورا (24 عاما):” كانَ أبو عمير يتركُ هاتفهُ في البيتِ عندما يذهبُ للرباط. كنتُ حافظةً لرقمِ أخي”.

في النهايةِ تمَّ إبلاغُ نورا بأنَّ عليها انتظارَ اتصالٍ من رجلٍ سيأتي لإنقاذها. أخبرها بكلمةِ سر؛ متفقٌ عليها حتى تعرفَ أن الرحيلَ معهُ آمن.

وقالتْ لرويترز في مدينة القامشلي السورية بالشمال الشرقي، الذي يسيطرُ عليها الكرد:” أنا مسرورةٌ في إقامتي هنا، وبعدَ استراحتي هنا سوفَ أذهبُ لألتقي بأخي”. وستعودُ قريباً إلى منطقةِ سنجار الجبلية.

وبعدَ أنْ خطفَ مقاتلو داعش نورا وأطفالها الأربعة عام 2014، نقلوها عبرَ مناطقَ مختلفة من شمالِ العراقِ بصحبةِ عشراتِ النساءِ من بلدتها (كوجو) في سنجار. وقالتْ:” لا أعرفُ حتى الآن ما الذي جرى لزوجي”.

وقالتْ نورا:” إنَّ في إحدى المراحلِ حينَ كانتْ أسيرةً؛ حبسها المتشددونَ في سجنٍ تحتَ الأرضِ في الرقة، وفي فترةٍ أخرى احتجزوها بسجنٍ في تدمر”.

وأضافت:” اقتادونا إلى سوقٍ تحتَ الأرض، وكانَ هذا السوق لبيعِ النساء، حيثُ كانوا يعرضوننا أمامَ عناصرِ التنظيم، وكلُّ واحدٍ منهم يختارُ الفتاةَ التي تعجبه”. وأجبرها المقاتلونَ على خدمتهم، والطهيِّ لهم، وضربها البعضُ واغتصبوها مراراً.

والآن تقيمُ نورا وأطفالها في مركزِ إيواءٍ تديرهُ هيئةُ المرأةِ التابعةِ للإدارةِ الذاتية التي يقودها الكرد في شمالِ شرقِ سوريا.

وقالتْ نسرين القياديةُ بوحداتِ حمايةِ المرأةِ:” إنَّ الوحداتَ توصلُ النساءَ لأقاربهنَّ في شمالِ العراقِ من خلالِ التنسيقِ مع لجنةٍ من اليزيديين حولَ سنجار”.

وقبلَ شهرينَ أنقذَ المقاتلونَ الكرد أيضاً ابنة نورا البالغةِ من العمرِ سبعةَ أعوام، التي بُيِّعَتْ قربَ الرقةِ وأرسلوها إلى أقاربها في سنجار.

وقالت نسرين:” ونورا أيضاً سوفَ يتمُّ تسليمها عن طريقِ هيئةِ المرأة، وسترى ابنتها في شنكال”.

ومضتْ قائلةً:” كلُّ منْ يتمُّ تحريرها تكونُ قد مضتْ من عمرها سنواتً بعيدةً عن أهلهنَّ، وفي قبضةِ هؤلاءِ المرتزقةِ والإرهاب، يتعرضونَ لمعاملةٍ لا إنسانية، لذلكَ ومنْ خلالِ هذهِ المعاملةِ التي لا تمتُّ للإنسانيةِ بِصِلة، فهم يتعرضونَ للانحلالِ والانسلاخِ، ويتحولُ في أغلبِ الأحيانِ إلى عُقَدَ نفسية تؤثرُ على نفسيتهنَّ، لذلكَ هم بحاجةٍ ماسةٍ إلى معالجةٍ نفسيةٍ لفترةٍ حتى يتمَّ التخلصُ من تلكَ العقدة.

زر الذهاب إلى الأعلى