الأخبارروجافامانشيت

روزلين بكر: علينا العمل لردع العنف ضد المرأة وجعل القرن الـ 21 قرن تحررها

في عام 1981 تم تحديد يوم 25 تشرين الثاني يوماً عالمياً لمناهضة العنف ضد المرأة، وهو يوم عالمي بموجب قوانين دولية، حيث تم تحديد هذا اليوم على خلفية استهداف الأخوات الثلاث “ميربال” اللواتي كُنّ من أهم الناشطات آنذاك، وأصبح هذا اليوم نقطة تحول جديدة في تاريخ نضال المرأة من أجل نيل الحرية والمساواة.

وللحديث عن دور المرأة في المجتمع وضرورة نيلها حريتها وحقوقها، وبالأخص المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا بعد الدور البارز لها في ثورة روج آفا، أجرت مراسلة موقعنا، “PYDROJAVA” لقاءاً مع روزلين بكر عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، حيث أشارت إلى أنه كل عام في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة تُقام الفعاليات والأنشطة والندوات التوعوية، إضافة إلى خروج مظاهرات منددة بما تعرضت له المرأة من عنف منذ التاريخ وحتى يومنا هذا في كل أنحاء العالم.

وتابعت: نحن كنساء في شمال وشرق سوريا نؤكد بأن تحرر المرأة يعني تحرر المجتمع وأن ممارسة العنف ضدها يعني ممارسة العنف ضد المجتمع بأكمله، ولهذا السبب يجب علينا جميعاً محاربة كافة ظواهر العنف النفسية والجسدية التي تطبق على المرأة.

وأوضحت بكر: في كل عام نقوم بتنظيم سلسلة من الفعاليات التوعوية منها للمرأة والمجتمع، وفعاليات أخرى منددة بالعنف الذي تتعرض له المرأة سواء في مناطقنا أو في أي جزء من أنحاء العالم، وبما ان مناطق شمال وشرق سوريا جزء من سوريا التي مضى على حربها الضارية عشر سنوات، أصبح اغلب سكان سوريا يعانون من ويلات هذه الحرب وأقسى وأبشع ما تعرضت له المرأة خلال هذه الحرب هو التعرض للسبي والتهجير القسري والنزوح، وهناك العديد من الملفات الإعلامية التي تثبت بأن المرأة السورية تعرضت وتتعرض لأقسى أنواع العنف.

وأضافت بكر: رغم كل الحروب والويلات التي خلفتها إلا إننا في مناطق شمال وشرق سوريا نعيش ثورة حقيقة وتُعرف بـ “ثورة المرأة”، وذلك نتيجة تضحيات المرأة وقيادتها لهذه الثورة منذ بدايتها من كافة النواحي سواء من الناحية العسكرية، الاجتماعية، الاقتصادية، او السياسية”، حيث تهدف إلى حماية مجتمعها من آثار الصراع الذي يحصل في سوريا بين القوى الرأسمالية.

ونوهت بكر: من نتاج ثورة المرأة كان خلق كيان وتنظيم متكامل خاص بالمرأة من كافة جوانب الحياة وخاصة الاجتماعية من مؤسسات وحركات نسوية، إضافة إلى مشاركتها في الأحزاب السياسية والإدارة الذاتية، حيث استطعنا من خلال تنظيم أنفسنا، حماية المرأة من بعض أنواع وأساليب العنف، لكن للأسف لم نستطع إيقاف العنف الممارس بحقها كلياً في مناطق شمال وشرق سوريا، وذلك نتيجة عدة عوامل تمر بها مناطقنا ومنها تقاعس المحافل الدولية في مساندة مشروعنا الديمقراطي واحتلال بعض مناطقنا من قبل تركيا، إضافة إلى ضعف دور المنظمات المعنية بحقوق المرأة وبالأخص العالمية.

كما وأشارت بكر في معرض حديثها إلى ممارسات الدولة التركية والجماعات الإرهابية التابعة لها بحق المواطنين والمرأة على وجه الخصوص في المناطق المحتلة، حيث قالت: سياسيات الدولة التركية تجاه مشروعنا الديمقراطي وقيامها بشن حروب ضدنا بذرائع واهية والتهجير القسري، كل ذلك ادى إلى زيادة العنف ضد المرأة، حيث يمارس الاحتلال التركي ومرتزقته أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي بحق المرأة في المناطق المحتلة “عفرين، سري كانيه، وكري سبي”، إلى جانب المناطق الأخرى التي يحتلها من ادلب واعزاز وجرابلس والباب.

وأضافت: النصيب الأكبر من انتهاكات تركيا كانت بحق المرأة في المناطق التي كانت سابقاً تعيش تجربة الإدارة الذاتية مثل “عفرين وسري كانية وكري سبي”، وذلك انتقاماً من إرادة المرأة التي قادت الثورة، وكان لها دور أساسي في القضاء على داعش، الأمر الذي آثار تحفظ داعمي داعش والذين يسيرون على نهجه.

وأكدت بكر: نحن  كمجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي نؤمن أنه يجب أن تصل المرأة الى حريتها التي تضمن لها العيش بكرامة وأن تحصل على كافة حقوقها بالعدالة والمساواة بين الجنسين، وضرورة مشاركتها في كافة القرارات، وبما أن المرأة هي اقدم مستعمرة في التاريخ، فأننا نتبنى مشروعاً سياسياً اجتماعياً توعويا يهدف إلى جعل قضية تحرر المرأة قضية مجتمعٍ بأكمله.

وأومأت: انتقال العنف ضد المرأة من جيل إلى جيل عبر التاريخ جعله من أكثر القضايا تعقيداً وبحاجة إلى حل جذري بما يتناسب مع تطورات القرن الواحد والعشرين، لذا حان الوقت لإعادة النظر في بعض القرارات والاتفاقيات الصادرة سابقاً بحق المرأة في الأمم المتحدة ومن أهمها “اتفاقية سيداو” التي تنص على مشاركة المرأة في مجالات الدولة بنسبة ٣٠ بالمئة، وبالرغم من أن كل الشعارات تنادي بحقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل، إلا إنه حتى الأن مشاركة المرأة في المجالس والمحافل الدولية غير عادلة.

ودعت روزلين بكر عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في ختام حديثها كافة المؤسسات والحركات والتنظيمات النسوية ومناصري حقوق المرأة للوقوف في وجه كافة أشكال العنف الذي يطبق على المرأة، وأن يكون لهم دور أساسي في نيل المرأة لحريتها وحقوقها، وضرورة المساواة بين الجنسين وترجمة كافة الشعارات التي تطالب بالمساواة على أرض الواقع ليكون القرن الواحد والعشرين هو قرن تحرر المرأة.

أجرت اللقاء: دلناز دلي

زر الذهاب إلى الأعلى