الأخبارمانشيت

روبوسكي في انتظار العدالة، والإدانة لا تكفي…

roboski-%e2%80%ab1%e2%80%ac-%e2%80%ab%e2%80%ac roboski-%e2%80%ab1%e2%80%ac

SIRNAK'IN ULUDERE ILCESI ORTASU KOYU'NUN IRAK'A SIFIR NOKTASINDA DUN GECE DUZENLENEN HAVA OPERASYONUNDA 20'DEN FAZLA KISI OLDU. OLENLERIN KACAKCILIK YAPAN KOYLULER OLDUGU BELIRTILDI.  (FOTO: EMIN BAL/DHA, SIRNAK)
SIRNAK’IN ULUDERE ILCESI ORTASU KOYU’NUN IRAK’A SIFIR NOKTASINDA DUN GECE DUZENLENEN HAVA OPERASYONUNDA 20’DEN FAZLA KISI OLDU. OLENLERIN KACAKCILIK YAPAN KOYLULER OLDUGU BELIRTILDI.
(FOTO: EMIN BAL/DHA, SIRNAK)
?????????????
?????????????
ULUDERE'DEKI OLAY
ULUDERE’DEKI OLAY

 لم يكن المغول الوحيدين الذين تركوا بصمتهم المميزة في التاريخ الاجرامي للبشرية، وتنوع أساليبهم في الإبادة الشاملة، فيقال ” منذُّ  الغزو المغولي”.

 والمتمعّن في التاريخ المغولي والذي يشبه إلى حدٍ ما تاريخ الدولة التركية الحالية، يجد بسهولة أن الإبادة الشاملة لم تكن أسلوباً عسكرياً بقدر ما كانت استراتيجية سياسية،  فكانوا يعرضون الاستسلام ودفع الجزية أولاً، والمدينة التي ترفض يكون مصيرها الدمار الشامل لتكن عبرة لغيرها، فتتهاوى سريعاً المدن والبلاد مستسلمة تحت تأثير الرعب.

 هذا ما حدث في ماضٍ كانت تسود فيه شريعة الغاب، حيث لم يكن هناك مِن قانونٍ دوليٍ ولا مَن حسيبٍ أو رقيب، لكن هل يتصور أحدٌ في عصرنا الحاضر أن تُعمَّد دولة لهدم مدينة بعد احتلالها وتنجو بفعلتها؟ نعم فعلتها  الدولة التركية التي لم ترث من المغول سوى الغزو والإجرام والإبادة.

 لم تبقى بقعةٌ من تراب كردستان إلا وتعرضت لقصف الطائرات التركية التي لا تميز بين البشر والحجر.

 مدينة شرناخ الواقعة في “جزرا بوطان” في شمال كردستان  قرب الحدود مع إقليم جنوب كردستان، وبعد نقض الدولة التركية  لكل هدنةٍ ووقفٍ لإطلاق النار والذي يعلنها حزب العمال الكردستاني من جانبه، وعلى مدى أكثر من 35 عاماً، تعاود الحكومة التركية بنهج سياستها المعروفة بقصف القرى والمدن الكردية في شمال وجنوبي كردستان، وتلاحق وتعتقل الآلاف من أبناء الشعب الكردي، مدينة شرناخ والتي تعرضت قراها وضواحيها والمدينة نفسها للدمار والتهجير مراتٍ عدة. استفاق سكان أحدى القرى التابعة لها وهي قرية “روبوسكي” في الـ28\12\2011 على مجزرة أرتكبها الطيران التركي، حيث قامت الدولة التركية بقصف مجموعة من القرويين،  الأمر الذي أسفر عن فقدان 34 مدنياً كردياً لحياتهم، هؤلاء لم يكونوا مقاتلين، بل كانوا قرويين كرد بسطاء يعملون لكسب لقمة عيشهم، والتي مزجتها الدولة التركية بالدم لكل من يشعر بوجوده الكردي، ففي تركيا الشعور القومي جرمٌ يحاسب عليه صاحب الشعور.

 خمسةُ أعوامٍ مرت على المجزرة التي وقعت في قرية “روبوسكي” ولا يزال أهالي الضحايا بانتظار تحقيق العدالة.

ومع الأسف لا أحد يكترث لمجزرة روبوسكي، كما لم يكترث أحد لبقية المجازر التي تعرض لها الشعب الكردي على يد الطغاة والمستبدين، وسيتم طيها في أروقة المحاكم كسابقاتها، وهذا ما يبدوا عليه عالمنا في القرن الواحد والعشرون.

لنعد إلى شرناخ  المدينة الثائرة  والتي مرت عليها الكثير من المآسي وظلت تقاوم إلى يومنا هذا، استغلت حكومة حزب العدالة إعلان حالة الطوارئ في البلاد عقب الانقلاب المزعوم، لتهاجمَ بعنفٍ غيرِ مسبوق على المدن الكردية، ولم تذخر أي وسيلة في سبيل التدمير والقتل والترهيب حتى أصبحت مشاهد الدمار في بعض أحيائها مشابهة لبعض الأحياء السورية التي دمرها رجس الإرهاب.

وخلال هذه الحملة الشعواء والتي امتدت من حزيران الماضي حتى يومنا هذا ونحن على أبواب عامٍ جديدٍ في القرن الواحد والعشرون، وضع النظام التركي المنطقة بأسرها تحتِ حصارٍ مشددٍ ومنع وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإنسانية من التوجه لتكشف حرب الابادة التي تمارسها حكومة العدالة والتنمية ضد الشعب الكردي.

وفي حال مدينة شرناخ عمد الجيش التركي بعد إخلاء المدينة من سكانها، إلى تدمير المدينة بالجرافات، ولم تكتفي بهدم الأبنية بل طحنت حجارتها  في ردّ فعل إرهابي جنوني يعيدنا بالذاكرة الى أفعال المغول.

دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى