الأخبارمانشيت

راغب الفارس: الغزو التركي لسوريا تهجيرٌ للمكون العربي قبل الكردي

حول جملة من المزاعم التركية التي اعتمدت عليها في غزوتها الأخيرة على شمال شرق سوريا وإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السورين ولكن بتهجير السكان الأصليين من هذه المناطق وإجراءات التغيير الديموغرافي في الشمال السوري والكثير من النقاط المهمة؛ حاورنا نحن صحيفة الاتحاد الديمقراطي الشيخ راغب بشار الفارس أحد شيوخ قبيلة زبيد وعضو هيئة أعيان شمال وشرق سوريا عن الساحة السورية التي أصبحت مسرحا لتدخلات الكثير من الدول (أمريكا روسيا تركيا إيران) وأصبحت كل دولة تحتفظ بجزء من هذه الأرض أو هذه الكعكة  وأخطر مشاريع هذه الدول هو مشروع الدولة التركية واحتلالها  جزءاً كبيراً من أراضي الشمال السوري.

ـــ السؤال الأول: برأيكم هل صحيح أن تركيا أنشأت منطقة آمنة في الشمال السوري أو خالية من الإرهاب وهو يقصد قوات سوريا الديمقراطية و وحدات الحماية ؟؟

إن قوات سوريا الديمقراطية هي قوة عسكرية منظمة ومشكلة من ابناء شمال  وشرق سوريا من عرب وكرد وسريان وتركمان وآشوريين من كافة ابناء المكونات والقوميات وأن الأغلبية هم من المكون العربي.

وهذه القوة العسكرية هي التي حاربت الإرهاب الذي قتل وشرد ابناء الشعب السوري ودمر سوريا بكل مسمياته والمدعوم من الدولة التركية وقطر، وهي التي حققت الأمن والاستقرار وحافظت على وحدة المكونات وحمت الممتلكات وبروح المقاومة الوطنية والبطولية أثبتت قوتها القتالية للعالم، وهي من قضت على الدولة المزعومة داعش نيابة عن العالم وحافظت على وحدة تراب سوريا وشعبها.

إن كل شعوب المنطقة يدركون حقيقة الانتهاكات التركية التي مارستها المرتزقة المدعومة من تركيا بتهجير أكثر من 63 قرية عربية وأكثر من 300 ألف عائلة من كافة المكونات الذين هجرتهم  المدفعية التركية والطيران المسيَّر من عرب وكرد وسريان وآشوريين وأرمن وتركمان من مساكنهم في العراء لتوطين مرتزقتهم ومنهم من خارج سوريا لتتريك المنطقة والتغيير الديمغرافي؛ فاحتضنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية هؤلاء النازحين وحققت لهم المأوى والأمان إن كان في المخيمات أو المدارس وتأمين كافة الاحتياجات والطلبات المعيشية لهم رغم الإمكانيات المحدودة لديها.

ومن هنا أتوجه إلى كافة شعوب شمال شرق سوريا ولكل المكونات والقوميات وانطلاقاً من المرحلة الحساسة والمصيرية التي نمر بها أمام الاحتلال التركي الذي لا يميز بين لغة أو لون أو مكون ولا يستثني أحد في شمال وشرق سوريا لا كردا ولا عرباً ولا باقي المكونات بالنظر إلى تاريخه العثماني الاحتلالي القائم على احتلال الشعوب واللعب بمصائرهم، وأطالبها بكل مكوناتها وجميع المواطنين والحريصين على وحدة سوريا أرضاً وشعباً بالوقوف صفاً واحداً والالتفاف مع قوات سوريا الديمقراطية وقوات حماية الشعب والمرأة التي هي الضامن الوحيد لأمن واستقرار المنطقة، وهدف أردوغان الأساسي هو خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار لتكون المنطقة مشتعلة بالحروب الأهلية ومحاربة مشروع الأمة الديمقراطية الهادف إلى أخوة الشعوب والتعايش المشترك.

السؤال الثاني: تركيا تقول أن هذه المنطقة (الآمنة) هي لإعادة العرب الذين هجرتهم قوات سوريا الديمقراطية عن ديارهم أو اللاجئين السوريين لديه

كيف تعقب على هذه التصريحات كأحد شيوخ قبيلة الزبيد ومن أبناء الشمال السوري؟؟.

مسألة اللاجئين السوريين عرباً كانوا أو كرداً لدى تركيا فهي ورقة ابتزاز للضغط على المجتمع الدولي وحلف الناتو لدعم إنشاء المنطقة الآمنة المزعومة والمزيفة وذلك بتهديد الدول الغربية بإرسال اللاجئين والمجموعات الإرهابية بما فيها عناصر داعش وإرسالهم إلى هذه الدول إن لم تنفذ رغبة الدولة التركية لإنشاء أو بناء مدن ومنشآت في تل أبيض ورأس العين التي تبلغ كلفتها 27 مليار دولار  وهي متاجرة رخيصة تقوم بها النظام التركي لتحسين وضعه الاقتصادي المنهار داخلياً ولكن هذه الورقة تكاد أن تنتهي مفاعيلها على الساحة السورية إلا أن مصالح الدول تلتقي أحياناً للأسف على حساب حقوق الشعوب وقضاياهم المصيرية كتلك التي حصلت في تل رفعت واعزاز وعفرين وآخرها في رأس العين وتل أبيض، واليوم رأت هذه الدول زيف وخداع سياسة الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية في هذه المنطقة التي تزعم إنها آمنة بل خلقت بؤرة للإرهاب من الإرهابيين انطلاقاً من أوهامها وأفكارها المريضة في خلق حزام عربي على طول شريطها الحدودي يكون هذا الحزام موالياً للدولة التركية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وذلك من خلال تهجير السكان الأصليين من هذه القرى والمدن من عرب وكرد عن هذا الشريط الحدودي بالتهجير القسري المخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية كما في غزوه على الشمال السوري مؤخراً وممارسة سياسة التغيير الديموغرافي بعد تهجير سكانها الأصليين ونهب ممتلكات المنازل وأثبت للعالم أنه لا يمارس سياسة إنسانية مثلما يدعي بل خرج خارج القوانين الدولية والانسانية والمجتمعية وأمام مرأى العالم وبصمت دولي وظهر على حقيقته وكذبه بأن كل الترويج والخداع الذي يتهم به قوات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية والخطر على حدودهم وتهجير العرب عار عن الصحة والمصداقية بل ظهر على حقيقته وبانت طموحاته الاحتلالية في احتلال ادلب والباب واعزاز ومن ثم عفرين ومارس هناك عملية التغيير الديموغرافي والتتريك لاحتلال هذه المناطق وقطعها عن الجغرافية السورية مثلما احتل لواء اسكندرون وهنا كان يخدع العالم بأنه يحافظ على وحدة سوريا بل هو يهدف إلى خلق أزمات أخرى اجتماعية وسياسية طويلة الأمد بتوطين اللاجئين السوريين جبراً من درعا وحماة وإدلب وغيرهم في ادلب وعفرين.

زر الذهاب إلى الأعلى