بياناتمانشيت

ذكرى انتصار كوباني ستبقى خالدة في الذاكرة الكردية والإنسانية

تمر علينا الذكرى السابعة لإنتصار الشعب الكردي على أحلك التنظيمات الإرهابية ظلاماً في كوباني، تلك الذكرى شكلت نقطة إنعطاف تاريخية من عدة جوانب، أولها أن وحدة الشعب الكردي قادرة على تحقيق طموحاته، وقد تحققت هذه الوحدة في كوباني. وثانيها أن الشعب المنظم قادر على التصدي والصمود في وجه أعتى القوى العدوانية، حيث كانت داعش تحظى بدعم مالي ولوجيستي من العديد من القوى الدولية، وقد شاهدنا نهايتها في الباغوز بعد كسر شوكتها في كوباني. وثالثها أنه عندما تكون صادقاً في كفاحك ونضالك من أجل الوجود والقيم الإنسانية ستجد كل العالم إلى جانبك، وقد شاهدنا ذلك في نزول الملايين إلى الميادين في سائر أنحاء العالم وإعلان الأول من تشرين الثاني نوفمبر يوماً عالمياً لكوباني ومكافحة الإرهاب.

ذكرى الإنتصار في كوباني ستبقى خالدة في الذاكرة الكردية والانسانية، مثلما ستكون روح كوباني حافزاً ودافعاً لمزيد من الإنتصارات التي يحتاج الشعب الكردي إليها، روح الشهداء العظام أمثال كلهات وآرين وريفان ومئات الشهداء الآخرين، والمقاومات التي لم يشهد التاريخ مثلها كما في سرزوري والبوابة الحدودية وعشرات المقاومات الأخرى، ولن ينسى التاريخ أولئك الأمهات والأطفال الذين رفضوا الإبتعاد عن الحدود وينظرون إلى مدينتهم وقراهم وتتصاعد منها الدخان وكأن قلوبهم تحترق، وستبقى كل تلك المشاهد والمواقف خالدة في الذاكرة الكردية.

كان الشعب الكردي يفتخر بآباء وأجداد سقطوا شهداء أمام وحشية الأعداء أو أصبحوا ضحايا لمكائدهم منذ الدولة الميدية إلى يومنا الراهن، أو أصبحوا قادة لبناء أو توطيد أمجاد الآخرين. بينما كوباني شكلت بداية الكردي الذي يحارب من أجل ذاته ولا ينزلق إلى مكائد الأعداء، ويتسلح بالمعرفة والقيم الإنسانية ويدافع عنها مما جعله محبوباً ومرغوباً به من جميع شعوب العالم مما يؤهله لبناء أمجاده ويقود مسيرة الحرية والديموقراطية في بقعة كانت مهداً للحضارات البشرية، ثم تحولت إلى مستنقع لكل أشكال الإستبداد والتسلط وإبادة الشعوب.

إنتصار كوباني بث الروح في شعب فقد أحلامه، وتحولت كوباني إلى رمز لمقاومة الإنسان الحر، ولهذا أصبحت شوكة في عيون الأعداء وكابوساً يقض مضاجعهم، ولهذا باتوا يهددونها ويستهدفونها بإستمرار منذ انتصارها وإلى يومنا هذا، وسيواصلون كيدهم إلى أن تنهار عروشهم بفضل الروح التي بثتها كوباني في قلب وعقل الشعب الكردي وجميع شعوب المنطقة، وما التآمر الدولي الذي نشهده في أيامنا هذه سوى محاولة للإنتقام من تلك الروح.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي لا يسعنا إلا أن نبارك للشعب الكردي إنتصاره في كوباني وأن ننحني إجلالاً وامتناناً أمام ذكرى شهداء الحرية في كوباني وجميع شهداء الشعب الكردي وشعوب المنطقة، ونحن واثقون من أن التنظيم والنضال بروح كوباني سيجلب الإنتصار في حرب تحرير عفرين وكريسبي وسري كانية، ويحقق الاستقرار في سوريا لينعم كل مكوناتها بالحرية والديموقراطية.

  • إنتصار كوباني سيبقى خالداً في ذاكرة الشعب الكردي والتاريخ.

المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD

25 كانون الثاني 2022

زر الذهاب إلى الأعلى