مقالات

دور المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي

نحن نقترب من الذكرى السنوية السادسة عشر لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي  PYD  في سوريا حيث كان هدف الحزب من النضال لأجل تحقيق آمال وتطلعات الشعب الكردي في الحرية، ولأن الشعب عانى الأمرين من الظلم والاضطهاد والتعرض لمجازر والاعتقالات ع يد السلطات الدكتاتورية والشوفينية حيث كانت للمرأة النصيب الأكبر من هذه الويلات والعبودية وجاء بناء هذا الحزب الديمقراطي الشعبي في ظروف قاسية يمر بها الشعب والمنطقة من تناقضات سياسية، وتبلور في المواقف والسياسات التي أثقلت كاهل المجتمع الكردي ومنها سياسة التجويع والتنكيل والإبادة العرقية وسياسات التعريب والتتريك وغيرها من السياسات التي تسعى لإمحاء الهوية والثقافة الكردية، ورغم كل هذه المراحل التي مرَّ بها الكرد من تقسيم في الجسم الكردي بموجب اتفاقيات دولية احتلالية لتنفيذ (مشروعها المئة عام)، وقد كانت هذه الحدود المصطنعة التي مزَّقت أرض كردستان وفرَّقت بين القرى والمدن هدفها إبادة الكرد تدريجياً.

تزاماً مع الحركة الثورية التي كان لها الدور المؤثر إيجابياً في الصحوة الكردية في سوريا؛ كانت الحاجةُ مُلحَّةٌ لتأسيس الحزب لتكون هناك هيكلية سياسية جامعة, وتستطيع أن تحاور الجماهير، وبدأ هذا الحزب الفتي بتقوية قاعدته الشعبية والعمل التنظيمي بين الشعب والفئات المثقفة والوطنية.

وبدأ العمل لتطبيق وتفعيل مبادئه الأساسية لتحقيق الحرية والديمقراطية هذا وكان من أهم وأبرز البنود التي عملت عليه هو تفعيل مشاركة المرأة بالمناصفة منذ التأسيس وحتى الآن، وأخذت المرأة مكانتها في الرئاسة المشتركة وتشكيل لجان المرأة للنضال لأجل تحررها وتثقيفها سياسياً وتنظيمياً.

وبانضمام المرأة للمجال السياسي من خلال هذا الحزب أخذت دورها الأبرز في الساحات الدولية والعالمية حيث كانت الرئيسة المشتركة للحزب الرفيقة آسيا عبدالله هي أوَّلُ امرأةٍ كرديةٍ تدخل قصر الإليزيه في فرنسا وأصبحت المحاورة في السياسات العالمية، وأيضاً كانت هناك غيرها من الرفيقات مثل الرفيقة عائشة حسو حيث تتابع عملها الدبلوماسي والسياسي داخل سوريا وخارجها.

وكان للمرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي دوراً كبيراً ومؤثراً في المجتمع حيث نظمت نفسها في لجان الكومونات، وكانت لها هيكلية قوية وإرادة حديدية لتجمع قواها الفكرية وطاقاتها السياسية والتنظيمية لتعقد مؤتمرها التأسيسي الأول لتنظيم المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في 22 تموز 2018م  تحت شعار (المرأة الحرة ضمانٌ لمجتمع أخلاقي وسياسي) في مدينة الرميلان، وكان الحضور أكثر من 500  عضو وضيفة من أوروبا وحلب ودمشق ولبنان والأقاليم الثلاثة كوباني عفرين والجزيرة.

و كان هذا المؤتمر خطوة تاريخية لتشكيل مجلس موسَّع يُنظم فيه المرأة في الحزب لتكون قادرة على النهوض بنفسها كسياسية لتناضل في جميع المحافل الدولية والإقليمية والعالمية لأجل تحرير المرأة والخلاص من أشكال العبودية والاضطهاد وكسر إرادة الشعوب من خلال كسر إرادة المرأة ولتحقيق آمال وطموحات المرأة حيث كانت.

هذا ولأن القائد عبد أوجلان أكد أن أي تنظيم يناضل لأجل الحرية لا يكون المرأة فيه منظماً لا أسميه تنظيماً, لذلك كان أحد أهداف المرأة في الحزب هو تحرير القائد ومن أولويات نضالها التحرري وتحرير عفرين أيضاً.

فمباركٌ لنا الذكرى السنوية لحزبنا، ومبروك لنا قائدنا الذي أتخذ في نهجه أن حرية المرأة هي أساس حرية المجتمع الديمقراطي.

زر الذهاب إلى الأعلى