PYDمقالات

دور المرأة في ثورة روج آفا قبل الثورة وبعد الثورة

عريفة بكر

أبعد النظام الذكوري المتسلط، المرأة عن مكانتها الأساسية خمسة آلاف عام جسدياً وروحياً وفكرياً، كما أقصيت المرأة من جميع أرضيات التقدم على الصعيد المادي والمعنوي, ورأى القائد عبدالله أوجلان هذا الواقع المرير بشفافية وعمق تحليلاته التاريخية والاجتماعية، وعالجه واعتمد على إعادة تشكيل نمط المرأة والرجل وبالتالي المجتمع أساساً في فلسفته الحرة, إذ يقول القائد في تحليلاته: أنا لستُ متردداً بشأن علاقات المرأة بالرجل, ولكن ضد الانحطاط في هذه العلاقات.

كما تعلمون، كانت يُنظر إلى المرأة قبل ثورة روج آفا بدرجات متدنية وأقل من الرجل وأنها غير قادرة على قيادة المجتمع، وكانت مضطهدة ومحرومة من أبسط حقوقها، وكانت المرأة تُعتقل من قِبل النظام البعثي بمجرد تفكيرها بحريتها وحرية شعبها, حيث اضطهادها من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية… ولم تكن صاحبة القرار، وكانت تتعرض للإساءة والإهانة، ومورس بحقها شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في سجون النظام الفاشي بهدف النيل من إرادة هؤلاء المناضلات في حين لا تزال مصير عدد منهن مجهولاً, المناضلة (شيلان كوباني) عضوة اللجنة المركزية في حزب الاتحاد الديمقراطي P YD التي اغتيلت مع أربعة من رفيقاتها في 29 تشرين الثاني عام 2004 في مدينة الموصل أثناء أدائها مهامها الدبلوماسية، وعلى الرغم من السياسة القمعية، لم تتخلَ المرأة في روج آفا عن نضالها، ومع انطلاقة ثورة روج آفا عام 2012 التي أدت المرأة فيها دورها الريادي، اختلقت أرضية خصبة لإحياء أيديولوجية المرأة الحرة ضمن المجتمع، ونظمت نفسها في كل المجالات خلال الثورة، وهذا ما جعل منها ثورة المرأة وأثبتت المرأة وجودها في الميادين السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاجتماعية وغيرها من الميادين، وشاركت في المنتديات والمحاضرات العالمية، وفي عام 2016 وطّدَت الإدارة الذاتية نظام الرئاسة المشتركة واستطاعت النساء الكرديات والعربيات والسريانيات وغيرهن من تنظيم أنفسهن ضمن هذا النظام فكانت خطوة مهمة لخلق التوازن في المجتمع, حتى أصبحت تنظيمات المرأة في شمال وشرق سوريا أملاً لكافة التنظيمات النسائية في العالم, وكان مكان تفاؤل للحركات النسائية، وشكلت المرأة حجر الزاوية وتحدت كل المعاناة ونجحت في الدفاع عن ذاتها وأخذت مكانتها في كل المؤسسات حتى أصبحت العماد الرئيسي لهذه الثورة. لذلك كلما تطورت  المرأة وتخلصت من القيود يبدأ الرجل بوضع قيود أخرى أمامها وكما نرى الهجمات اليومية مرتبط بارتباط المرأة بالفلسفة الحرة وأصبحت لها إرادة، وتستطيع أن تغير الواقع والمجتمع. وكل ما حصلت عليه المرأة في ثورة روج آفا هو بفضل فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان لتصبح المرأة في روج آفا مثالاً تحتذي به جميع نساء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى