مقالات

دور المرأة الكردية في الوحدة الوطنية

حنان عثمان
لعبت المرأة دوراً أساسياً ومحورياً في التاريخ من أجل لم الشمل والوحدة وخاصة في مرحلة المجتمع الطبيعي، لأن المرأة ذات طبيعة جماعية وتشاركية، ولطالما دفعت المرأة أثماناً باهظة بسبب تلك الخصائص المجتمعية التوحيدية.
إن الدور الريادي والتاريخي للمرأة الكردية في ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية بارز دوماً رغم كثرة التحديات التي واجهتها، حيث استطاعت أن تثبت جدارتها وتقوم بواجباتها الوطنية والتحررية، وقدمت الكثير من التضحيات خلال عقود طويلة من مسيرة ثورة التحرر الوطني في الأجزاء الأربعة من كردستان. كما إن الدور البارز الذي لعبته المرأة خلال الثورة الديمقراطية التي اندلعت في شمال و شرق سوريا، والتي أدت إلى ولادة إدارة ذاتية تحتضن كافة المكونات والثقافات، قد لفت انتباه العالم بأسره.
من أهم التحديات التي واجهت الشعب الكردي عبر تاريخه الطويل الحافل بالمقاومة والانتفاضات الشعبية، هو فقدان الوحدة الوطنية لأسباب موضوعية وأسباب أخرى ذاتية. وكان لأعداء الكرد الدور الأساسي في زرع الفتن والتفرقة بين أبناء وأحزاب الشعب الكردي لمنعهم من الوصول إلى أية رؤية أو أهداف سياسية مشتركة تصب في خدمة الوحدة الكردية.
لكن اليوم، وبفضل مكتسبات ثورة روج آفا العظيمة، بدءاً من نيل المرأة لحقوقها في المشاركة السياسية وفي مواقع صنع القرار، ووصولاً إلى نظام الرئاسة المشتركة الذي وجَّه ضربة كبرى للذهنية الذكورية السلطوية، نرى أننا قد خطونا بعض الخطوات الثمينة في مسار تحقيق الوحدة الوطنية، ونشهد على الجهود الحثيثة التي تبذل في سبيل تحقيق الحلم والطموح الذي طالما راود الكرد عبر التاريخ.
واليوم لمشاركة المرأة في هذه الخطوة الوطنية المباركة أهمية كبرى، لأن المرأة الكردية صاحبة خبرة وتجربة كبيرة في العديد من الميادين، ومن أهمها المعترك السياسي والدبلوماسي، وخاصة في النقاشات والمفاوصات التي تجري في الآونة الأخيرة.
كما إننا نرى أن الممارسات والهجمات الوحشية، والتي تقوم بها الدولة التركية على مساحات شاسعة من أراضي كردستان واستهدافها للمرأة الكرية القيادية الهادفة إلى السلام والوحدة، دليل قاطع على خوف وخشية حكومة أردوغان من هذه المبادرة التي تهز عرشه.
وعلى الأطراف والأحزاب السياسية الكردية عامة وعلى النساء الكرديات خاصة بذل كافة الإمكانيات والجهود من أجل تحقيق الوحدة الوطنية التي ستقوي وستعزز كافة الأطراف وتجعل مناعتهم قوية في وجة وباء التفرقة والتشتت الذي يزرعه أعداء الكرد فيما بينهم. بهذه الوحدة فقط نستطيع التصدي للخطر المصيري الذي يهدد أمننا ووجودنا، على أمل الوصل بالبلاد إلى بر الأمان واستتباب الأمن والسلام والاستقرار.
وأخيراً، فإن المرأة تحديداً قادرة على تذليل كل العقبات التي تعترض طريق الوحدة الكردية الوطنية، لِما لها من قدرات هائلة في التشبث بالحلول السلمية والإقناع وتجاوز كل الحدود المصطنعة وعبور كل الجدران التي تشتت طاقات أبناء وأحزاب الشعب الكردي. وعليه، فإن المهمة الريادية والأساسية في تحقيق هذا الحلم إنما تقع على كاهل المرأة بالدرجة الأولى. وهذا ما تدركه المرأة الكردية جيداً، فلا يهدأ روعها، ولا تثبط لها همّة في هذا السياق، لتَكون جديرة حقاً بمكانتها التي وصلتها حصيلة نضال شاق ومرير وطويل. وكلنا ثقة بقدرة المرأة الكردية على تتويج مسيرتها في هذا السياق بالنجاح المؤزر.

زر الذهاب إلى الأعلى