مقالات

دور الطائرات المسيرة التركية في زعزعة أمن العالم

يكتبها :مصطفى عبدو

يبدو أن طبول الحرب بين روسيا وأوكرانيا بدأت تقرع, وبدأت تزداد معها مخاوف تركيا بوصفها من أوائل الدول المتأثرة بالحرب بين الطرفين.

ومع تعالي صيحات الحرب، يحاول “أردوغان” الذي كان يتأمل بتشكيل أوثق العلاقات مع بوتين إلى وضع تركيا في موقف محايد بين البلدين،وهذا ما دفعه إلى دعوة “بوتين” والرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلنسكي” لزيارة تركيا في وقت سابق، وبعد عدم تلقيه الرد من الطرفين اعتزم أردوغان زيارة كييف خلال هذا الشهر ليتابع منها إلى موسكو إذا حالفه الحظ.

روسيا من جانبها تستبعد أي دور لتركيا (العضو الأساسي في حلف الناتو) كوسيط في أزمة البلدين وهي التي تسعى إلى وقف تمدد الحلف و تدرك جيداً قيام تركيا بإمداد أوكرانيا بالطائرات المسيرة التركية التي تولي تركيا الأولوية القصوى لها في إطار تطوير صناعاتها الدفاعية ، حيث باعت تركيا عشرات من الطائرات المسيرة طراز بيرقدار لأوكرانيا منذ عام 2019 ،الأمر الذي واجه بانتقادات روسية، وعلى أثرها قدمت موسكو تحذيراً لتركيا بأن طائراتها المسيرة تجازف بـ”زعزعة أمن المنطقة”.

تحاول تركيا جاهدة تهدئة التوترات بين الطرفين، ورغم المبررات التي تقدمها تركيا بشأن مبيع الطائرات المسيرة لأوكرانيا إلا أن هذا الأمر لا يحد من امتعاض بوتين واستفزازه ولا يمكن تخيل “بوتين” وهو يتجاهل بيع تركيا للطائرات المسيرة المسلحة إلى أوكرانيا أو وصف “أردوغان” لروسيا في وقت سابق بأنها ” اغتصبت القرم ولا يمكن أن تستمر الأمور بعقلية الاحتلال”.

وفي نهاية المطاف، تتوالى فشل الخطط التركية التي وضعت في اعتبارها قائمة طويلة من المصالح وقد يفرض هذا الأمر اتخاذ قرارات صعبة من قبل أنقرة التي تتجنب المواجهة مع موسكو لأسباب مصيرية ولمصالح كبيرة تطمح إليها أنقرة خاصة بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية في تركيا التي ترفض حتى الآن الانضمام إلى العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد روسيا.

 فهل ستصمد تركيا على هذا الموقف إلى الأبد؟

وإلى متى ستبقى تركيا في موقف محايد بين واشنطن وموسكو؟

وهل ستغير الطائرات المسيرة التركية قواعد اللعبة في النزاع الأوكراني-الروسي وإلى متى سيظل المجتمع الدولي صامتاً أمام  التهديدات التركية للمجتمعات بطائراتها المسيرة التي استهدفت سابقاً جنود أرمينيا ومركباتها العسكرية ومدفعيتها ونظم دفاعها الجوي خلال النزاع الذي استمر44 يوما وهي التي تستهدف كل يوم مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لتشكل بيئة مناسبة للجماعات الإرهابية ولخلق جواً من الفوضى وعدم الاستقرار تساهم في زيادة هيمنتها؟

زر الذهاب إلى الأعلى