الأخبارالعالممانشيت

دبلوماسي أمريكي سابق: أمريكا تعرف جيداً أنه لا علاقة لقوات سوريا الديمقراطية بتفجير اسطنبول

في العام الماضي هاجم أردوغان شخصياً أحد كبار مساعدي بايدن، متهماً (بريت ماكغورك) بدعم الإرهاب. الأفراد العسكريين والمدنيين التابعين لقوة عظمى يضطرون إلى الانحناء والبحث عن ملجأ من قصف حليفتها تركيا.

أوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأمريكي (هنري باركلي) أن أردوغان يبرر هجماته في سوريا عبر اتهام قوات سوريا الديمقراطية بأنها فرع من حزب العمال الكردستاني, مؤكداً أن قوات سوريا الديمقراطية لم تشارك مطلقاً في أنشطة إرهابية ضد تركيا, وأنها تركز على ترسيخ الأمن والاستقرارفي شمال وشرق  سوريا.

وقال في مقالة له على صحيفة the arab weekly:

ادعى أردوغان أن قوات سوريا الديمقراطية نفذت هجوماً وقع مؤخراً في اسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص, ولكن هذا الاتهام لا معنى له, إذ لماذا تنخرط قوات سوريا الديمقراطية في مثل هذا العمل القذر الذي لا يحقق شيئاً على الإطلاق، وتخاطر بفك تحالفها مع الولايات المتحدة؟

وفي غضون ساعة من ذلك الحدث، لم تكتف تركيا بتلفيق قصة إلقاء الاتهام على قوات سوريا الديمقراطية، بل زعمت أنها عثرت على الجناة, وذهب وزير الداخلية التركي (سليمان صويلو) إلى أبعد من ذلك واتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء التفجير.

وأضاف باركلي:

في حين أنه من غير الواضح من نفذ الهجوم، إلا أن أردوغان يستخدمه في حساباته الانتخابية,  حيث ستجرى انتخابات بحلول أيار عام 2023, ومع ضعف الاقتصاد التركي والتضخم بنسبة 85٪ والشعور العام بالضجر من حكم أردوغان الذي استمر 20 عاماً، فإن التدخل العسكري في سوريا هو وسيلة لوضع المعارضة التركية غير المتماسكة بالفعل في موقف دفاعي وتحسين وضع أردوغان.

وأشار الكاتب إلى صمت  الولايات المتحدة تجاه الهجمات التركية باستثناء بعض البيانات الخجولة, مؤكداً أن البيت الأبيض كان قادراً على منع هذه الهجمات, وأضاف:

مع تولي أردوغان السلطة في تركيا, ومع استثناءات نادرة، سعت السياسة الأمريكية تجاه تركيا وخاصة أردوغان إلى استرضاء زعيم استبدادي بدلاً من الوقوف في وجهه, وكان العذر دائماً هو أن تركيا بصفتها عضواً في حلف الناتو مهمة للغاية, وأن للولايات المتحدة العديد من المصالح الأخرى هناك, وبعد السماح الأمريكي باستمرار الضربات الجوية لعدة أيام، طلبت الإدارة الأمريكية من وزير الدفاع (لويد أوستن) الاتصال بنظيره التركي لإقناعهم بعدم القيام بعملية برية, ثم قامت القوات الأمريكية بتسيير دوريات مشتركة واضحة مع قوات سوريا الديمقراطية لإرسال رسالة إلى تركيا, ولكن قد يكون هذا متأخراً جداً ولا يمنع أردوغان من القيام بعملية برية في المستقبل.

وأكد (باركلي) أن نهج الولايات المتحدة اتجاه تركيا هو سياسة مفلسة, وقال:

أولاً: لم تنجح المهادنة لأنها سمحت لأردوغان بالتنمر على الولايات المتحدة, والخطب اللاذعة اليومية الصادرة عن مسؤولي الحكومة التركية المعادية بشدة لأمريكا متواصلة, وظلت واشنطن صامتة تجاه الانتهاكات العلنية المستمرة التي تتلقاها, ففي العام الماضي هاجم أردوغان شخصياً أحد كبار مساعدي بايدن، متهماً (بريت ماكغورك) بدعم الإرهاب, وأيضاً أظهرت استطلاعات للرأي في تركيا أن  70٪ من المشاركين فيها اعتبروا الولايات المتحدة بأنها التهديد الأكبر الوحيد لتركيا, لذلك على واشنطن فقط أن تلوم نفسها على هذا الأمر أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف:

ثانياً: الولايات المتحدة تعرف جيداً أنه لا علاقة لقوات سوريا الديمقراطية بتفجير اسطنبول, والسماح بالهجوم على الحلفاء  الذين قدموا الكثير من التضحيات في قتال الإرهابيين هو أمر خاطئ من الناحية الأخلاقية, فلولا قوات سوريا الديمقراطية لربما كان لا يزال تنظيم داعش هناك, وبالإضافة إلى ذلك يستهدف الأتراك البنية التحتية الأساسية التي تم بناء بعضها بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين, تماماً مثل الروس في أوكرانيا.

واختتم باركلي مقالته قائلاً:

بعد كارثة أفغانستان يجب على واشنطن أن تكون حذرة بشأن نوع الرسالة التي ترسلها إلى الحلفاء والأعداء في المنطقة وخارجها حول مصداقيتها, والصورة التي تستدعيها هذه الأزمة هي أن الأفراد العسكريين والمدنيين التابعين لقوة عظمى يضطرون إلى الانحناء والبحث عن ملجأ من قصف حليفتها تركيا.

هنري باركي:

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي وزميل أول مساعد لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية. من بين الأدوار الأخرى ، عمل سابقًا كعضو في فريق تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية.

زر الذهاب إلى الأعلى