الأخبارمانشيت

داعش انهزم جغرافياً لكنه يحاول تنشيط نفسه بأشكال أخرى

ذكر تقرير لوكالة “بلومبيرغ” إن تنظيم داعش يستعد للظهور مجدداً بعدما خسر الأراضي التي كان يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق، لكن بأشكال أخرى ستحافظ على التهديد الإرهابي في جميع أنحاء العالم.

وجاء في التقرير على الرغم من تلقي داعش هزيمة كبيرة لاسيما ما تفصله هذه الأيام عن خسارة آخر جيب له في بلدة هجين شمال شرقي سوريا، حيث أكد التقرير أن زعيم داعش  أبوبكر البغدادي لا يزال على قيد الحياة بالإضافة إلى عدد من كبار المساعدين والقادة بالتنظيم، ما يجعل هيكل الجماعة الإرهابية لا يزال سليما.

وقد تحول التنظيم من السيطرة على الأراضي إلى تكتيكات المتمردين مثل التفجيرات وهجمات القناصة والاغتيالات، وهي نفس التكتيكات التي استخدمتها التنظيمات الإرهابية لإعادة بنائها وهيكلتها من جديد. وبحسب بلومبيرغ، شن التنظيم 1271 هجوما و 148 عملية اغتيال في شمال العراق في عام 2018

كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن التفجير الانتحاري بتاريخ 16 يناير في مدينة منبج ما أسفر عن مقتل 19 شخصا بينهم أربعة أمريكيين، في هجوم يشير إلى أن التنظيم لا ينوي التخلي عن العراق وسوريا.

وتراوحت التقديرات بشأن عدد منتسبي التنظيم بين عدة آلاف إلى 30 ألف مقاتل في نهاية عام 2018، لكن ما وضع في الاعتبار أن العديد من العناصر عادت إلى أوطانها في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويواجه التنظيم حاليا صعوبات لاستجلاب عناصر إلى سوريا والعراق بسبب خطوات اتخذتها الدول لتشديد الرقابة على الحدود.

وفقد داعش مئات الملايين من الدولارات في خزينته بعد انعدام سيطرته على الأراضي وآبار النفط التي كانت بحوزته، لا سيما حقول دير الزور في سوريا، والضرائب والنهب، لكن في ذات الوقت منذ أن تحول إلى شبكة إرهابية تحت الأرض، تمكن من حماية الأموال المتدفقة إليه من الأنظار.

ومع ذلك، تقول السلطات التي تراقب داعش إن المجموعة الإرهابية تسللت إلى أعمال تجارية مشروعة مثل البناء وتحويل الأموال ومصايد الأسماك، حيث استثمرت أموالها في ذلك، ولا تزال قادرة على تهريب الأموال عبر الحدود.

وفي سياق متصل أبرزت مؤسسة راند الأميركية أن التنظيم لديه من الأموال يكفي لدعم الهجمات المتفرقة في الخارج.

كما ولا يزال التنظيم قادراً على توجيه الضربات عبر “الذئاب المنفردة”، الذين يستلهمون أفكار التنظيم، وبعد أن كان للتنظيم أذرعا إعلامية واضحة ومؤثرة، تحول إلى استخدام التطبيقات ومواقع تتبع جماعات متطرفة أخرى لنشر الرسائل المشفرة لأعضاء التنظيم، وتمثل القوات الأميركية البالغ عددها بنحو ألفي جندي منتشرين في شمال شرق سوريا وحوالي ربع القوات البرية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن الذي يتألف من 74 دولة لمحاربة داعش.

حيث يقول أغلب المحللين السياسين إن الوجود الأميركي له أهمية في دعم عمليات التحالف والقوات الأخرى التي تشارك في مواجهة داعش، لكن من المفترض أن يستمر التحالف في توجيه الضربات للتنظيم بعد الانسحاب الأميركي.

وفي ذات السياق قال الميجر جنرال كريستوفر غيكا، نائب قائد قوات التحالف الدولي، بعد إعلان الانسحاب الأميركي إن داعش “يمثل تهديدًا حقيقيًا للغاية للاستقرار طويل المدى في هذه المنطقة، ومهمتنا تبقى كما هي، وأضاف أن داعش سيرى في هذه الظروف بيئة مواتية للانتعاش مجددا.

ومن ناحية أخرى ذكر التقرير أن الجماعات الموالية لداعش تنشط في عدد من البقاع في العالم “أفغانستان، سيناء المصرية، حيث تعمل الجماعات الموالية لداعش على استهداف قوات الشرطة والجيش والمدنيين إضافة إلى استهدافها طائرة ركاب روسية عام 2015 أودت بحياة 224 شخصا.

وفي ليبيا، فيشكل داعش تهديدًا للدول المجاورة لها عبر المتوسط، وقد كانت هجمات برلين عام 2016 ومانشستر في بريطانيا عام 2017، أفضل مثال على ذلك؟

أما في الفلبين، أعلنت جماعات متطرفة في منطقة مينداناو الجنوبية ولاءها لداعش واستولوا على مدينة مراوي الجنوبية في مايو 2017 ولمدة خمسة أشهر.

وفي الساحل الأفريقي، قامت مجموعة متحالفة تعرف باسم تنظيم داعش وقد خرجت هذه الجماعة إلى العلن بعد نصب كمين في النيجر عام 2017، أودى بحياة أربعة جنود أميركيين وأربعة نيجريين.

في حين أن جماعة بوكو حرام المتحالفة مع داعش في نيجيريا تستهدف قوات الأمن والمدنيين وتختطف مئات الفتيات، وكذلك استفاد التنظيم المتطرف من الانقلاب الحوثي ليقوم بعمله الارهابي في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى