PYDآخر المستجداتمقالات

خيبة أمل المجرم

محمد أمين عليكو

قمة طهران انتهت، والتي  صادفت الذكرى العاشرة لثورة روجآفا شمال وشرق سوريا ” ثورة 19تموز “، وخرج أردوغان منها خاوي الوفاض، وكان المجرم يمنِّي نفسه بالخروج من طهران وبيده كرت العبور إلى ارتكاب حرب إبادة جديدة بحق الشعب الكردي والمكونات الاخرى في شمال وشرق سوريا كما فعل في 2018 عفرين و 2019 في تل أبيض “كري سبي “وسري كانية “رأس العين”، ولكنه لن يتوقف عن التهديدات وشن هجمات عبر المسيَّرات أو عبر الخلايا الإرهابية وتجنيد العملاء.

وفي ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية التي تشهد بناء تحالفات جديدة في المنطقة وآخرها كانت زيارة الرئيس الأميركي جون بايدن إلى الشرق الأوسط وإجراء اللقاءات في المملكة العربية السعودية، ومع رؤساء الدول والتخمينات التي ذهب البعض إليها بتشكيل مسمى “الناتو العربي”.

إذاً في ظل التطورات على كافة المستويات وكما هي العادة، حاول أردوغان استغلال الأوضاع لتمرير مشروعه في المنطقة وأن تغيير المسميات ” الميثاق الملي، المنطقة الآمنة، محاربة الارهاب، الأمن القومي التركي، القضية الفلسطينية…” هدفها إعادة أمجاد العثمانيين الحالمين في الشرق الأوسط، ولكن كانت تصريحات القيادات الإيرانية وعلى رأسهم الخامنئي الذي أكد على السيادة السورية ووحدة الأراضي السورية بمثابة خيبة أمل كبرى له.

إن الالتزام الروسي والإيراني بسيادة ووحدة الأراضي السورية وقضية عودة اللاجئين وإيجاد الحل السياسي، لم يسر خاطر السلطان التركي، وبقي الوضع في مكانه، بل جاء اليوم تصريحات وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد من طهران خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حيث أكد المقداد “أن ما يسمى ب المنطقة الآمنة التي يزعمها أردوغان يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ونرفض سياسات التتريك والتدخلات التركية في شؤون سوريا، وعليها الخروج من الأراضي السورية، وأننا مرتاحون للجهود التي بذلها أصدقاء سوريا في إيران للخروج ببيان متوازن يؤكد على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها.

ومع ذلك لا نستطيع أن نؤمن أن الأصدقاء يبحثون عن الحل والأمان للسوريين، بل يبحثون عن مصالحهم بالدرجة الأولى، ولا ننسى غزو مدينة عفرين وتل أبيض و سري كانية وتهجير سكانها الأصليين.

من المهم والضروري جداً الاعتماد على أنفسنا في مواجهة الفاشية التركية، وكما أكد القائد مظلوم عبدي “ننظم أنفسنا ونقوِّي قدرات قواتنا من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل دماء شهدائنا.

علينا أن نكون على أهبة الاستعداد للمقاومة والدفاع عن وطننا العزيز. أردوغان لم يحظَ بالضوء الأخضر بَعدْ، ولكن يبحث عن الفرصة وتهيئه الأجواء لشن العدوان على أرضنا وتاريخنا.

زر الذهاب إلى الأعلى