تقاريرمانشيت

خالدون في ذاكرة التاريخ “الشهيد جمال العبيد”

الشهادةُ وسامٌ كرامة وكبرياء على صدور الأشراف والأبطال الشجعان، هؤلاء هم الكوكبة الغالية الذين يستحقون الخلود لأنهم قلدوا وطنهم أوسمة فخر وعز، وستظل ذكراهم حية وأسماؤهم وتضحياتهم خالدة في صفحات التاريخ يسردها الأجيال القادمة، فكل شبر من تراب سوريا ارتوت بدم شهيد لينعم أهلها بالأمن والسلام.

المناضل جمال محمد العبيد أحد أبناء سوريا الغيورين على أهله وشعبه من أهالي مدينة الرقة، أب لأربع بنات وأربعة صبيان، ينحدر من عائلة وطنية بسيطة من المكون العربي، ربَّت أبناءها على قِيَم الوطنية والفداء والعيش والمشترك وأخوة الشعوب، امتاز المناضل بالصبر والحكمة وتحمل الشدائد، ومدِّ يَدَ العونِ لكل من يقصده، كما عُرف بين أهله بالشجاعة والقوة وحب الناس ومشاركة الأصدقاء والجيران أفراحهم وأتراحهم.

عندما بدأت الأزمة السورية وامتدت إلى غالبية مدنها وأخذت طابعاً عسكرياً نتج عنها تنظيمات ومجموعات إرهابية عديدة منها تنظيم داعش الإرهابي الذي دخل مدينة الرقة وشرَّد أهلها ومزَّق شملها مما دفعهم إلى النزوح عنها، لذا اضطر المناضل كغيره أن ينزح مع عائلته إلى مخيم عين عيسى والذي تم تأسيسه من قبل الادارة الذاتية الديمقراطية، وبعد أن اطمأنَّ المناضل جمال على عائلته التي سكنت في المخيم وأصبحت بأمان عاد إلى مدينته الرقة بعد أن عَلِمَ أن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت عن حملة غضب الفرات لتحريرها من دنس داعش الإرهابي وفكره الظلامي، فقرر المناضل الانضمام إلى قوات قسد مثله مثل أي مواطن شريف يغار على تراب وطنه ويخاف عليه، ويقوم بواجبه ويحرر مدينته من أعتى وأشرش تنظيم عرفه العالم.

في البداية انضم المناضل إلى دورات تدريبية فكرية وأيديولوجية وبعدها التحق بدورات عسكرية ليشارك الرفاق في حملات العديد من معارك منها معركة دوار النعيم ونزلة الشحادة.

وبعد دحر تنظيم داعش الإرهابي من مدينة الرقة وضواحيها قرر البقاء مع رفاقه ليحارب التنظيم أينما وُجِد فحلمه أن يكون بلده سالماً آمناً يسوده المحبة بتكاتف وتضامن جميع مكوناته بعيداً عن العنصرية والتطرف، وعند بدء حملة عاصفة الجزيرة لتحرير مدينة دير الزور شارك رفاقه في تحريرها، وبتاريخ 28/11/2017 واثناء تأدية المناضل لواجبه الوطني، انفجر به لغم حراري عند مركز البحوث الزراعية في منطقة الكسرات بدير الزور، ليرتقي شهيداً ويلتحق بقافلة الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حرية شعبهم وتحرير وطنهم من رجس الارهاب.

تقول ابنته هديل وهي فخورة باستشهاد والدها، رغم الأثر البالغ والفراغ الكبير الذي تركه والدي في نفوسنا إلّا أن شرف الشهادة يسمو فوق كل ذلك مضيفة بقولها نعاهد والدنا بالسير على دربه حتى تحرير آخر شبر من وطننا.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: جمال

الاسم الحقيقي: جمال العبيد

اسم الأم: عويش

اسم الأب: شاهين

مكان وتاريخ الولادة: الرقة

مكان وتاريخ الانضمام: 2017

مكان وتاريخ الاستشهاد: 28/ 11/2017 الرقة 

زر الذهاب إلى الأعلى