مقالات

“حي طي” المسمار الأخير في نعش البعث

محمد أمين

ليس غريباً أن تبيع مجموعةَ ما يُسمى “الدفاع الوطني البعثية” ذمتها، مثلها مثل بقية الميليشيات التي عاثت فساداً في سوريا لإحداث أكبر قدرٍ ممكن من الفساد والتخريب خدمة لأجندة قوموية سلطوية(دمشق… موسكو… طهران) تهدف إلى إشعال الفتنة بين مكونات المجتمع لزعزعة الأمن والاستقرار  وخصوصاً في شمال وشرق سوريا وتحديداً في مدنية قامشلو سعياً منها لتفكيك النسيج الاجتماعي بين المكونات كافة في إقليم الجزيرة.

الهجمات الأخيرة لم تكن وليدة الصدفة، وليست المرة الأولى، بل هي تنفيذ لتعليمات حكومة البعث السورية، فمنذ قدوم المدعو “غسان حليم خليل” محافظ الحسكة، يعمل على مدار الساعة وبدون توقف مع المرتزق ” تركي عزيز حسن ” أمين فرع حزب البعث في الحسكة،  لخلق الفتن بين مكونات المنطقة وخاصة بين الكرد و العرب بهدف إعادة إحياء خلايا داعش في مناطق شمال و شرق سوريا وخصوصاً بعد حملة “الأمن والانسانية” الناجحة التي قامت بها “قسد” والتحالف الدولي في مخيم الهول للبحث عن الخلايا الإرهابية.

وتصب عملية اغتيال الشيخ هايس الجربا المؤمن بمشروع الأمة الديمقراطية في إطار محاولات إحياء الفتن وضرب هذا المشروع الديمقراطي عبر الخلايا الداعشية ومن يدور في فلكها.

 إن هذه السياسات المُمَارسة في شمال وشرق سوريا جميعها تُعقِّد المعادلة السورية المستعصية الحل أصلاً في ظل ذهنية النظام السوري الحالي والهجمات التي يشنها الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق الشهباء حيث أهالي عفرين المهجرين قسراً والانسحاب الروسي المفاجئ، والقصف اليومي العشوائي على بلدة عين عيسى وقرى كوباني والمنازل المدنية كما حصل بتاريخ السادس عشر من نيسان الجاري على منزل مدني مكث فيه القائد عبد الله أوجلان في قرية علبلور أمام مرأى الدولة الروسية التي من المُزمع أنها دولة ضامنة بل تبقى مُتفرجة حيال هذه السياسات والمخططات الإرهابية من قبل نظام أردوغان و بشار ، رغم أن روسيا تُدرك جيداً أن هذه السياسات لا تجلب معها أي حل ولا يمكن عودة الأوضاع في سوريا إلى ما قبل 2011 بل تعمق الأزمة السورية أكثر وأكثر. فإذا كانت موسكو تبحث عن مخرج سريع للأزمة السورية عليها وضع حد للعدوان التركي وتجاوزات حكومة البعث التي تضحك على عقول الشعب السوري عبر مسرحية الانتخابات الرئاسية.

بالمحصلة، لن يتحقق أهداف و مخططات أنقرة ودمشق من خلال بعض الغرباء وضعاف النفوس لضرب وحدة الشعب السوري في شمال و شرق سوريا. إن درجة الوعي المجتمعي و البناء الحقيقي في ظل الإدارة الذاتية اقوى من مخططاتهم الإرهابية، وعلى دمشق إدراك أن لا سبيل لسياساتها العدوانية تجاه الإدارة الذاتية، بل عليها إعادة النظر في الاتفاقية مع الاحتلال التركي، والعمل مع شرفاء الوطن لإنهاء الاحتلال التركي ومرتزقته و إنهاء الوضع المعيشي المزري للمواطن السوري الذي يعاني من كل شيء (الاحتلال، التهجير، القتل، التغير الديمغرافي) والكثير من ويلات الحروب السلطوية القومية، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تفهم و تدرك حكومة البعث السورية الوضع القائم أم أنها دقت في نعشها المسمار الأخير؟.

زر الذهاب إلى الأعلى