مقالات

حياة المرأة ضمن الثورة

أمينة بيرم

كان للمرأة في شمال وشرق سوريا الدور الريادي في جميع المجالات حيث قامت بتنظيم نفسها ضمن المجتمع من الناحية الفكرية؛ لتكون أكثر وعياً وإحاطة بقضايا المجتمع والنضال لأجل تحقيق آمال شعبها.

أما في الصراعات والحروب  أو ما سبقها من مفاهيم، وإيماناً بفكر القائد APO الذي  أكد من خلال فلسفة الأمة الديمقراطية على أهمية موضوع حرية المرأة للتوصل إلى مجتمع ديمقراطي سياسي أخلاقي حر، عملت المرأة على هذه الأساس ونظمت جميع فئات شرائح المجتمع من خلال تنظيمها في كافة المجالات التنظيمية ومنها الشبيبة ودورها في بناء القوات العسكرية إلى جانب العمل في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية وتطوير العدالة الاجتماعية التي هي أساس التساوي بين الجنسين والحل الأمثل للنهوض بالعائلة إلى عائلة ديمقراطية وحل مشاكلها وإعادة تصحيح المفاهيم والعادات والتقاليد القديمة ووضعها في المسار الصحي الطبيعي؛ فكان التحول نحو بناء مجتمع مغاير للذهنيات الدوغمائية الإقصائية السابقة وأثبتت نفسها في الدفاع عن  حقها، كما أثبتت أن المرأة قادرة على أن تساوي الرجل حتى في ميدان المعارك والحروب.

نحن قبل أيام كُنَّا في الأول من شهر أكتوبر “اليوم العالمي للتضامن مع مدينة كوباني”  والتاريخ كان شاهداً على بسالة المرأة في الدفاع عن أرضها ضد الأيدي الظلامية والعقلية الفاشية السائدة في التنظيمات التكفيرية الإرهابية من أمثال داعش وجبهة النصرة والكثير من الأسماء التي تنفذ أجندات مشغليهم وعلى وجه الخصوص الاحتلال التركي.

نعم العالم يشهد للعملية الفدائية التي نفذتها الشهيدة البطلة “آرين ميركان” وأصبحت رمزاً للمرأة الحرة ولجميع الحركات النسائية في العالم وشمال وشرق سوريا أمام أكبر التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “حزب العدالة والتنمية التركي الإرهابي”  أصحاب الذهنية المتطرفة إزاء المرأة والمجتمع، وبتلك الروح العظيمة استطاعت كسر تلك العقلية المتخلفة والتكفيرية.

كذلك في مقاومة العصر بعفرين ومقاومة الكرامة نفذت المرأة عمليات دون خوف أمام أحد أكبر جيوش العالم وعضو في الناتو الجيش التركي ومرتزقته الإرهابيين واستطاعت “الشهيدة أفيستا” أن تكون أيقونة المقاومة وأسطورة المرأة السورية الحقيقية، لذلك أصبحت هذه الإرادة  أكبر خطر على وجود الفاشية التركية.

كما نرى قيادة المرأة من الناحية الدبلوماسية التي تقوم بها في جميع أنحاء العالم من أجل حرية جميع المكونات السورية وأثبتت للعالم أجمع بأن المرأة لديها قدرة منذ تاريخها حيث كانت إدارة المجتمع، ولها الدور الأول في  الشؤون الاجتماعية والإدارية في المجتمع الطبيعي وإلى الآن في شمال و شرق سوريا وعلى وجه الخصوص في ثورة ١٩ تموز حتى أصبحت هذه الثورة ثورة المرأة، والتحدي الأكبر لعقلية نظام الحداثة الرأسمالية التي لا ترى المرأة إلَّا مجرد سلعة للبيع ومادة إعلانية فقط وآلة للإنجاب والشهوات وإقصائها عن لعب دورها في المجتمع باسم العادات والتقاليد وتشريع القتل تحت اسم الشرف على يد  الذهنية الذكورية السلطوية، ولكن بفكر وفلسفة القائد عبدالله اوجلان وإعطاء الدور للمرأة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية  تم تنظيمها ضمن المجتمع لتكون قيادية وريادية في مشروع الأمة الديمقراطية.

يتوجب على المرأة العمل على التوعية في سوريا، وأن تنقل تجربتها في ثورة شمال وشرق سوريا إلى العالم أجمع، فبعد أن كانت امرأة فقط للمنزل وبين أربعة جدران مسلوبة الحقوق؛ أصبحت هي المعنية بكل القضايا المجتمعية، فاليوم يتطلب من المرأة السورية التضامن ولعب دورها في حماية سوريا وأن تسعى بكل طاقتها لأجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية لبناء مستقبل مشرق للشعب السوري ورفض جميع محاولات محو هوية وتاريخ المرأة والوقوف أمام الاحتلال بكل أشكاله وأساليبه والحفاظ على المجتمع؛ لأن الحياة ضمن الثورة شيء مختلف تماماً، ويؤكد عليها المفكر والقائد عبدالله اوجلان:

“إن فرصة أي حركة في بلوغ المجتمع الجوهري والحر الراسخ تكون محدودة ما لم تعتمد على عملية حرية المرأة.”

زر الذهاب إلى الأعلى