مانشيتمقالات

حول الفيدرالية وقانون الانتخابات والتقسيم الإداري

مع اختتام اجتماع المجلس التأسيسي الفيدرالي في شمال سوريا، وصدور مخرجاته؛ صدرت ردود أفعال مختلفة من أطراف كثيرة عليها، تراوحت بين المؤيد والعداء المطلق لأية رؤى مختلفة، والعداء المتطرف للحقوق الديموقراطية للمكونات السورية، وترديد الأسطوانة المشروخة للنظام التركي دون تفكير. وعليه نرى ضرورة لإلقاء الضوء على بعض النقاط تتعلق بالنقاش حولها. ربما يكون مفيداً لمن يهمه مصير السوريين كشعب وسوريا كوطن.

– سوريا كدولة قومية تحدد حدودها، وتم الاعتراف بها منذ الاستقلال عام 1946، وتتالت عليها أنظمة متنوعة دون إبداء الاهتمام بالحقوق الديموقراطية للأفراد والمجموعات، والنتيجة أمام أنظارنا. قد يقول البعض مؤامرة أو ما شابه ذلك من أقاويل، ولهؤلاء نقول:” هل يستطيع المتآمر فعل أي شيء إذا لم نترك له ثغرة يستفيد منها؟ وهل استطعنا كسوريين حل إشكالاتنا كي لا يستفيد منها أعداء سوريا ؟.

– قامت الثورة السورية الأخيرة للمطالبة بالحرية والديموقراطية للشعب السوري، وحدث ما حدث، والسؤال هل يمكننا العودة إلى سوريا ما قبل 2011؟ . وإذا كان ذلك مرفوضاً فما هي سوريا التي نتطلع إليها بعد كل ما حدث؟ ومن الذي سيقرر شكل سوريا ونظامها المستقبلي؟، هل هي القوى التي تمثل شرائح ومكونات الشعب السوري أم هي القوى الخارجية الإقليمية والعالمية؟ .

– المؤتمرات التي عقدت في رميلان لم تضم سوى السوريين ليتناقشوا حول همومهم وتطلعاتهم ومشاريعهم التي تهم مستقبل الوطن السوري. ونؤمن بأن الجميع يجب أن يدافع عن الحوار السوري – السوري . وهل أي حوار خارجي يستطيع التخلص من التأثيرات الخارجية؟ .

– هناك مناطق استطاعت التخلص من استبداد النظام السابق، ومن الأدوات التخريبية الخارجية، وتضمن الحرية لجميع السوريين للتحاور حول مشاريعهم وتطلعاتهم. رغم الحصار المفروض من الجوار. فما الضير في أن يجتمع السوريون في بقعة محررة من النظام ومن الإرهاب ليتحاوروا، ويقرروا علاقاتهم ويرتبوا شؤون بيتهم؟ .

– المجتمعون قرروا بعض الأسس، وجسدوا رؤاهم لسوريا المستقبل في مشاريع قابلة للنقاش والتطوير، وحددوا بعض الإجراءات والخطوات التنفيذية لترتيب شؤون شعبهم ومكوناته حيثما تطال أيديهم، على أمل أن يكون ذلك جزءاً من كلٍ لم يتفق السوريون على ملامحه بعد. والسؤال هو: هل يجب عليهم الانتظار حتى يتفق أهل الخلافة الإسلامية وأهل الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، مع الذين اختلفت مشاربهم وتبعياتهم؟ .

– نحن فيما نطرحه نعتمد التغيير الذهني إلى الذهنية المعاصرة المعتمدة على الحرية والديموقراطية والحقوق الديموقراطية للأفراد والمجموعات حسب عقد اجتماعي متفق عليه . لذلك لا يمكن الحكم على ما يتم طرحه انطلاقاً من ذهنية استبدادية متخلفة تسلطية أو ذهنية الراعي والرعية.

رغم كل هذا إذا كان هناك من يراهن على ذهنيته السابقة التي تسببت فيما نعاني من كوارث، أو لازال يفكر في دفع الجزية للخليفة أو السلطان، أو يريد الاستمرار في السياحة السياسية على حساب الدم السوري، فذلك هو شأنه. فنحن نراهن على الذين عانوا واستنبطوا الدروس من معاناتهم لرسم مستقبل أجيالنا.

نحن واثقون من أن النصر سيكون حليف أخوة الشعوب والأمة الديموقراطية.

الموقع الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي

3 / أغسطس / آب / 2017

زر الذهاب إلى الأعلى