حواراتمانشيت

حوار مع فالنتينا عبدو حول التقارب الكردي و …

حول التقارب الكردي والتصعيد العسكري الأخير للحزب الديمقراطي الكردستاني على مناطق الدفاع المشروع أجرى مراسل حزب الاتحاد الديمقراطي في حلب لقاءً مع عضو المجلس العام للحزب فالنتينا عبدو.

وفيما يلي نص اللقاء.

1ــ ماذا تعني لكِ شروط المجلس الوطني لتحقيق التقارب الكردي ــ الكردي, أليس شرط التعليم يعني عودة منهاج نظام البعث؟

وسط جميع التجاذبات الإقليمية والدولية, والتسابق الروسي ــ الأمريكي على الاستثمار السياسي في شمال وشرق سوريا والمحاولات التركية لإجهاض أي توافق بين الكرد وإن كان بنسب صغيرة نرى وللأسف بعض الأطراف الكردية تسير وفق التيار والوجهة التركية في الوقت الذي أصبحت فيه القضية الكردية قضية متداولة في المنصات الدولية وبيضة القبان في الموازين الدولية بفضل التضحيات التي قدمها الشعب الكردي والمكونات الأخرى من عرب وسريان وآشور وكلدان في شمال وشرق سوريا، ونحن نرى بل نعتبر هذه الشروط المُسبقة شروط تعجيزية لا تصب في مصلحة التوافق الكردي، وتُخيب آمال الكُرد وتدمر المكتسبات وتنسف المنجزات التي تحققت في مسار وحدة الموقف والصف الكردي الذي طالما انتظره الشعب طويلاً، وشرط التعليم هو من هذه الشروط إذ إن إلغاء اللغة الأم لمكون ما يعني إلغاء جميع حقوقه الثقافية والتاريخية والحضارية بل إمحاء هذا المكون وإبادته ثقافياً وتاريخياً.   

2ــ لماذا يهرع ENKS الى أربيل وأنقرة قبيل أي جولة حوار مع أحزاب الوحدة الوطنية الكردية؟؟

إن الهدف الأساسي من إجراء أي حوار بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي هو للوصول إلى الأمن والاستقرار بين الكرد أنفسهم ومنع أية صِدامات سواء أكانت عسكرية أو سياسية إذ أن الصِدام السياسي لا يقل عن الصدام العسكري سلبية وخصوصاً في زمن الإشاعات والحرب النفسية التي تقودها تركيا على الشعب الكردي وخصوصاً على مناطق روجافا، وكما قلنا سابقاً يبدوا أن بعض الأطراف الكردية لم تتخلص بعد من الإملاءات التركية ومراجعهم السياسية التي تبني سياساتها على أساس المصلحة الحزبية الضيقة بعيداً عن المصلحة الوطنية الكردية تماشياً مع سياسات الدولة التركية بقيادة نظامها الحالي حزب العدالة والتنمية العدو الأخطر للشعب الكردي في كل أصقاع الأرض كما يتضح علانية من تصريحات رجب طيب أردوغان دائماً؛ لذلك نرى من الضروري أن يكون الطرف الآخر مستقلاً في اتخاذ قراراته السياسية في ما يتعلق بالحوار الكردي ــ الكردي حتى نتغلب بكل سهولة على المخططات الرامية إلى إفشال منجزات الإدارة الذاتية.      

3– التصعيد العسكري غير المبرر من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني على مناطق الدفاع المشروع وحدود روج افا في خدمة من؟ ولأجل ماذا؟

من المعروف أن أي مكتسب أو منجز كردي في أي بقعة من الأرض الكردية يصب في صالح الكرد جميعاً وانطلاقاً من ذلك نرى بأن تركيا تعمل جاهدة  لضرب أي مكتسب يتعلق بالكرد لذلك نرى الدولة التركية تبرع في اختلاق الحجج والذرائع المزيفة للهجوم على الكرد سواء أكانوا في روج افا أو في باشور أو في مناطق الدفاع المشروع وتلعب الدولة التركية على زرع بذور الفتنة المقيتة لدى بعض الأحزاب التي تتعامل معها لإحداث اقتتال كردي ــ كردي لتتخلص في نهاية الأمر من الطرفين لأن ما أثبته تاريخ الدولة التركية لنا أنه ليس لدى تركيا كردي جيد ولا كردي سيء وقالها أردوغان في كثير من خطاباته أمام أعضاء حزبه لو أن الكردي بنى له خيمة في أقصى بقاع الأرض لهدمتها ولهذا أن أي اقتتال كردي لا يصب سوى في خدمة السياسة التركية ونأمل من الأطراف الكردية التي تسير في المسار التركي في الآونة الأخير أن يقرؤوا ذلك جيداً بأن المستفيد الوحيد من هذا المسار هو كل من يضمر ويتربص بالكرد شراً والتاريخ الحديث القريب خير دليل على ذلك.        

4– لماذا يُصدِّر الحزب الديمقراطي الكردستاني أزماته الداخلية الى روج افا؟

كما قلنا سابقاً أن تركيا لا تدخر أي جهد في الخطط والأساليب لضرب الكرد بعضهم ببعض على مبدأ (فرِّق تَسُد) وتحاول كل القوى المتربصة بالكرد العمل على إيجاد فتنة وحرب طاحنة بين القوة الكردية المتشكلة وعدم حصول توافق بينهم لإهلاك الطرفين في الحرب البينية وهذا ما تعمل عليه تركيا جاهدة بإظهار طرف معين على أنه عدو الطرف الآخر وهذا ينعكس على المسار السياسي الذي تمر به الأطراف الكردية بأن يرى طرف وحيد كالحزب الديمقراطي الكردستاني نفسه صاحب السياسة الصحيحة والقويمة في تحصيل الحقوق الكردية ومن هذا المنطلق نرى التأثير السلبي وتحديداً على مجريات الحوار بين الأطراف الكردية وتصدير مثل هذه الأزمات الفكرية تؤدي بالتأكيد إلى التعثر والتباطؤ في مسار الوحدة الكردية في شمال وشرق سوريا بل في كل مكان، ومن هنا نقول: الواجب الأخلاقي يحتم على الأطراف الكردية تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة.

إعداد: علاء الدين علو

زر الذهاب إلى الأعلى