الأخبارمانشيت

حوار مع (غريب حسو) الرئيس المشترك لـ TEV-DEM

في لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع (غريب حسو) الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي  TEV-DEM, وحول رفض النظام التخلي عن ذهنيته والمنطقة الآمنة وموضوع عودة اللاجئين الذي تثيره الحكومة التركية, قال حسو:

نحن كحركة المجتمع الديمقراطي tev- dem معنية بشؤون المجتمع المدني الذي هو المتضرر الأكبر من الصراع الدائر منذ سنوات في سوريا, نتيجة غياب الحلول الجذرية لهذا الصراع, ونحن نؤيد الحوار الذي يتبناه مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية مع النظام السوري, والذي سيؤدي إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة بشكل سلمي وديمقراطي, ولو نظرنا إلى الوضع السوري قبل 100عام, فسنجده كان وضعاً أخوياً وخصوصاً في الثورة السورية الكبرى التي شاركت بها  كافة المكونات وحررت سوريا من المحتلين, وسوريا في وقتها كانت نموذجاً مبنياً على أسس أخوية بين كل مكونات الشعب السوري, ولكن في تلك الفترة لم يكن هناك دستور يتبنى حقوق جميع المكونات السورية, وعند وصول حزب البعث إلى سدة الحكم اعتبر الشعب السوري كله عربياً, ومارس التمييز العنصري, ومن خلال هذه الذهنية العنجهية الشوفينية وسياسة التمييز (فرق تسد) على المكونات واعتبار كل المكونات عربية, أصبح هناك تناقض في الشكل والجوهر, وهذا ما يشير إلى ذهنية النظام الشوفينية في سوريا.

نحن الطرف السوري الوحيد الذي يتبنى مبدأ الحوار على أسس سياسية ديمقراطية

وتابع حسو: الحوار هو عمل مبدئي وأخلاقي وإنساني, ونحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية الطرف السوري الوحيد الذي يتبنى مبدأ الحوار على أسس سياسية ديمقراطية, وللوصول إلى صيغة نهائية لوضع نهاية للأزمة السورية وحل المشكلة الداخلية السورية يجب أن يكون حلاً سورياً بامتياز, ولا يمكن وضع الحلول عن طريق الأطراف الخارجية والتجربة خلال الأعوام السابقة أثبتت ذلك, فما دامت المشكلة داخلية فيجب أن تكون الحلول أيضاً داخلية, وهناك فرص تمكنّنا كسوريين من إطلاق حوار بناء للوصول إلى صيغة نهائية لحل الأزمة السورية من خلال المفاوضات بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا والحكومة السورية, وهذا الأمر ليس معيباً وليس مخجلاً لأن الطرفان سوريّان أصليّان, فقوات سوريا الديمقراطية قوات سورية تمثل العرب والكرد وباقي مكونات المنطقة, وهي دافعت عن الأراضي السورية وحمت ترابها, وليس في نيتهم أي تقسيم أو تجزئة أو انفصال, ومن خلال العمل والنضال والكفاح والمقاومة أثبتت قسد أنها تحمي تراب سوريا وتصون وحدتها الجغرافية وتدافع عن مكونات الشعب السوري وتحمي مؤسسات وممتلكات الحكومة السورية, وقد رأينا أن الاجتماعات الخارجية من جنيف وأستانا وسوتشي لم تأتِ بحل للأزمة السورية, بل انعكست نتائجها سلبياً على المجتمع السوري, وأبرز نتائجها كان الاحتلال  التركي للأراضي السورية, وازدياد قوة الفصائل الإرهابية والمرتزقة, وتنفيذ تركيا للسياسات الإنكارية في المناطق التي تحتلها, وكذلك ارتكاب الإبادة العرقية والتغيير الديمغرافي الكبير كما في عفرين, وتم تمركز قوات الاحتلال التركي في نقاط عديدة بالأراضي السورية, وكذلك بنى الاحتلال التركي جداراً لفصل عفرين عن الأراضي السورية, كل هذه هي نتائج الاجتماعات الخارجية كأستانا وسوتشي, بدل أن تتمخض عن حلول للأزمة السورية زادت من معاناة الشعب السوري بكل مكوناته والمجتمع المدني بكل شرائحه, ونحن كمكونات لشمال وشرق سوريا لا نؤمن ولم نؤمن بالحلول الخارجية, لأن هذه الاجتماعات استبعدت الكثير من المكونات السورية وأقصت آخرين, ولذلك فمصيرها آلٍ وسيؤول إلى الفشل.

المكتسبات التي تحققت في شمال وشرق سوريا هي لكل السوريين

وشدد حسو بالقول: نحن في الإدارة الذاتية مؤمنون بالحوار الداخلي (السوري-السوري), وقد عقدنا العديد من الاجتماعات والمنتديات من أجل هذا الحوار وبمشاركة كل المكونات والأحزاب السياسية السورية بمختلف اتجاهاتها, وشخصيات معتبرة ووجهاء العشائر من كل المناطق السورية, وكان لتلك الاجتماعات والمنتديات تأثيرات إيجابية على الداخل السوري وشدت انتباه الإعلام العالمي أيضاً, وتهدف إلى بناء حوار جاد وبنّاء مع الحكومة السورية, ولكن مع التقدم العسكري الذي يحرزه النظام يعتبر نفسه منتصراً وسيسيطر على كل الأراضي السورية, متناسياً أنه خسر الكثير من إمكانياته وقوته, ولا يأخذ العبرة من الأعوام السابقة, ويتقرب من القضايا المصيرية  والمشاكل السورية بذهنية أمنية قمعية, وهذا مؤشرٌ إلى أن الصراع السوري سيستمر, لأن النظام لم يتخذ خطوات سياسية جادة, فقط اتخذ الخطوات الأمنية, فذهنية النظام الأمنية والقمعية والتعسفية هي التي أوصلت سوريا إلى ما هي عليه الآن, والنظام السوري لا يريد أن يقبل بالحوار ويرفض إرادة الشعوب, فهو يهدد المقاومين(قسد) الذين دحروا الإرهاب من سوريا وقاوموا بشرف ورفعوا رأس الشعب السوري عالياً بمقاومتهم, ويتهمهم بالخيانة والسعي إلى الانفصال وتقسيم سوريا, متناسياً أن المكتسبات التي تحققت في شمال وشرق سوريا هي لكل السوريين, والقضاء على الإرهاب الذي كان سيقسم سوريا, واتهامات النظام وتهجمه على الإدارة الذاتية الديمقراطية يخدم الاحتلال التركي, فهو يتهم من حمى أكثر من 30% من الأراضي السوري بالخيانة والعمالة والإرهاب, وبنفس الوقت يبارك ويؤيد الاحتلال التركي لحوالي 15% أو أكثر من الأراضي السورية, فهو بذلك يفضل الاحتلال على إرادة الشعب السوري.

النظام همه الوحيد هو البقاء على سدة الحكم

وتابع حسو مؤكداً: هم متفقون, فهناك جبهة مؤلفة من النظام السوري وتركيا وإيران برعاية روسية, فهذه الدول الثلاث لا تعترف بإرادة الشعوب, ولها أطماع سياسية وأحلام تاريخية يريدون تحقيقها على حساب شعوب المنطقة, وهذه الجبهة هي التي تعرقل جهود الحوار والسلام, وتقف ضد إرادة الشعب السوري الذي يسعى إلى السلام والديمقراطية عن طريق دستور يصون حقوق كافة المكونات السورية, فتركيا دولة محتلة, والاحتلال لا يصون الحقوق ولا يعترف بالسلام, ولا يؤمن بالحوار المبدئي, بل يؤمن بالإبادة العرقية والتغيير الديمغرافي, وهذه الجبهة تضغط على النظام لعدم القبول بالحوار معنا, وهذه الدول في كل فترة تعقد القمم من أجل سوريا ويخرجون بخطط وقرارات تخدم مصالح تلك الدول, وتقوم بعرقلة الحوار السوري لأنه يتعارض مع مصالحها, وهذا ما يؤدي إلى إطالة عمر الأزمة السورية, والنظام همه الوحيد هو البقاء في سدة الحكم, ولكن لا يمكن للنظام أن يعود إلى مناطقنا بدون تفاهمات وتفاوض تحقق تطلعات وإرادة الشعوب في المنطقة.

تركيا تستخدم ورقة اللاجئين سياسياً  واقتصادياً

بالنسبة لموضوع المنطقة الآمنة واللاجئين السوريين, قال حسو موضحاً: تركيا دولة محتلة وأي دولة احتلال تبحث عن كل السبل لاستخدامها كورقة ضغط على الطرف الآخر, وتركيا خلال الثمانية أعوام المنصرمة استخدمت الكثير من أساليب الضغط, ومارست سياسات احتلالية والاضطهاد في داخل سوريا, واستخدمت عدة أوراق للضغط على المجتمع الدولي في نفس الوقت, طبعاً تركيا متورطة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مع الإرهاب الدولي, وخاصةً حزب العدالة والتنمية والحزب القومي التركي, وهذه الحكومة داعم رئيسي للإرهاب بشكل علني وفاضح, وتحاول دائماً زعزعة الاستقرار سواء مع دول الجوار أو الدول الغربية بنفس الوقت, فعندما تقوم تركيا باستخدام ورقة اللاجئين فهي ورقة سياسية وبنفس الوقت اقتصادية, وتحاول دائماً الضغط على الدول الأوروبية لكسب المزيد من الدعم الاقتصادي, وحقيقة الأمر إن الدول الأوروبية قدمت حوالي 6مليار يورو إن لم يكن أكثر إلى حكومة الاحتلال التركي من أجل دعم اللاجئين السوريين داخل تركيا, ولكن السؤال هو أين ذهبت هذه المبالغ؟

ذهبت لدعم الإرهاب, داعش والنصرة والفصائل الإرهابية الأخرى, ولم يستفد أي لاجئ سوري داخل تركيا من فلسٍ واحدٍ من هذه المبالغ الهائلة التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى تركيا, رغم أنها كانت مخصصة للاجئين السوريين في تركيا.

لا يمكن أرسال كافة اللاجئين السوريين ومن مختلف المدن والمناطق إلى مناطقنا

 وتابع حسو حديثه: اليوم تركيا تستخدم هذه الورقة ضد مناطق شمال وشرق سوريا, المناطق التي تحررت من الإرهاب الداعشي الذي كانت تركيا تدعمه ومازالت بفضل المقاومة العظيمة, تركيا عندما تطالب بإنشاء المنطقة الآمنة وإرسال اللاجئين إليها فهي ورقة ضغط سياسية واقتصادية, فتارة تهدد بإرسالهم إلى أوروبا وتارةً أخرى بتوطينهم في المنطقة الآمنة التي تطالب بها, وهذه الورقة خطيرة جداً وخطورتها تكمن في تجميع العدد الكبير من المرتزقة وعائلاتهم وتوطينهم في شمال وشرق سوريا, والهدف من ذلك هو إعادة إحياء مجموعات إرهابية بمسميات أخرى, والوصول إلى المخيمات التي يقبع فيها مرتزقة داعش وعائلاتهم, من أجل فتح طريق يوصلهم إلى تركيا, وأكثر من مرة صرح أردوغان وحكومته بأن لديهم عوائل تركية في مخيمات الهول والركبان وحتى في مخيم عين عيسى, وعندما يطالب الاحتلال التركي بإنشاء منطقة آمنة بعمق 40كيلو متر فهي لوضع قدم له في مخيم عين عيسى, وكذلك توطين اللاجئين السوريين الموجودين بتركيا في هذا العمق, فَنيَّة الأتراك هي أنه بعد انسحاب قوات قسد وأسلحتها الثقيلة إلى هذا العمق هي تأمين المرتزقة وعائلاتهم في هذه المنطقة, وهذا الأمر لا يمكن قبوله لأنه يشكل خطراً على المكونات السورية, وهذا سيُعتبر احتلالاً تركيّاً لشمال وشرق سوريا, وكذلك سيكون فصلاً بين إقليمي الفرات والجزيرة, وهو سيشكل خطراً على الحوار السوري والحلول الجذرية في سوريا وسيتسبب بارتكاب المزيد من المجازر بحق المكونات الموجودة في شمال وشرق سوريا, وتركيا قد تطالب ب40 كيلو متر أخرى بعد ذلك لأنها تطمح إلى الوصول للحدود العراقية لتقسيم العراق أيضاً بدءاً من الموصل وشنكال؛ فهي تريد تحقيق أطماعها, فلذلك موضوع إعادة اللاجئين إلى مناطق شمال وشرق سوريا خطير جداً, ولن نقبل به نحن كحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM , ونرفض هذه السياسة الشوفينية الخطيرة,  وقد وجه مجلس سوريا الديمقراطية نداءات إلى السوريين اللاجئين ليعودوا إلى قراهم ومدنهم, ولا يمكن إرسال كافة اللاجئين السوريين ومن مختلف المدن والمناطق إلى مناطقنا, ونعتقد أن التحالف الدولي لن يقبل بذلك, وقوات سوريا الديمقراطية رفضت ذلك أيضاً, ونحن كحركة المجتمع الديمقراطي نرفض هذه السياسات الخطيرة التي تنطوي على نوايا خطيرة جداً.

إعداد: جوان محمد/ أفين بوبلاني

زر الذهاب إلى الأعلى