حواراتمانشيت

حوار مع الدكتور هاوجين أمين حول قضايا المنطقة

في حوار مع موقع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD تطرق الدكتور في علم الاجتماع  بجامعة السليمانية هاوجين أمين إلى جملة من قضايا منطقة الشرق الأوسط وتحديداً بعد تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جوزيف بايدن.

وإليكم نص الحوار:

ـــ قراءتكم لأوضاع الشرق الأوسط عموماً وخاصة بعد 20/1/2021 تسلم بايدن للرئاسة الأمريكية.

حتى الآن وإلى حد ما سياسة أمريكا في الإدارات المتعاقبة لم تحدث فيها تغييرات مفصلية أو كبيرة.

صحيح أن انتخابات امريكا لها تأثير على الإدارة والسياسة الخارجية، ولكن من المعروف أن امريكا دولة مؤسسات ولها مشاريع قصيرة وطويلة الأمد من أجل إدارة السياسة الخارجية، إنما ما يلاحظ بشكل واضح هو أنه ومنذ زمن إدارة أوباما حدثت اختلافات كبيرة بين الجمهوريين والديمقراطيين في علاقاتهم بالسياسة الخارجية، وتحريكهم لبعض الملفات المهمة في الشرق الأوسط، وهذه الاختلافات ظهرت بشكل أوضح في زمن إدارة ترامب، وأصبحنا نستطيع توقع شكل جديد لإدارة الملفات في الشرق الأوسط مع قدوم الإدارة الجديدة لجو بايدن، وأنا اتوقع بشكل عام بالنسبة إلى قضية الشعب الكردي وبعض المشاكل الباقية في الشرق الأوسط، وبالنسبة لإنهاء بعض الأمور غير الواضحة في السياسة الأمريكية المرتبطة بالشرق الأوسط؛ يمكن أن نرى خطوات وقرارات حقيقية، ولأن الظروف الواقعة في المنطقة تتطلب هذا الى حد كبير اعتقد بأن التغيرات التي ستحدث في الشرق الأوسط  مع إدارة جو بايدن لن تكون مبشرة بالخير في العلاقات بين تركيا وأمريكا بالنسبة لتركيا، وأعتقد أن هذه الإدارة الجديدة ستلحق بدولة تركيا وحكومة أردوغان أضرار كبيرة لا نستطيع توقع اكثر من ذلك ولكن يحتمل أن تحدث مراجعات أساسية ومهمة ايضاً في علاقات حلف الناتو بشأن هذه الأوضاع تتجاوز العلاقة العائلية بين إدارة ترامب وأردوغان التي سمحت باحتلال تركيا للمزيد من الأراضي في شمال سوريا، لذلك أتوقع كما ذكرت أن الإدارة الجديدة سوف تطرح هذه الملفات بشكل جدي وغربلتها وستكون تركيا وحكومة العدالة والتنمية هي الخاسر الأكبر.

ــ طبيعة العلاقات العراقية التركية وخاصة بعد زيارة وفد عراقي إلى تركيا برئاسة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، وما تمارسه تركيا من ضغوط بغية إقحام العراق في مخطط إبادة الكرد واحتلال كردستان.

طبعاً نحن نعلم بأن كل التدخلات الإيرانية والتركية في الحكومة والدولة العراقية تأتي لسببين رئيسيين، الأول: هو سوء الإدارة الامريكية للملف العراقي، والسبب الآخر هو الضعف الشديد الحاصل في الحكومة العراقية وإدارتها، وتملك هذه التدخلات الإيرانية والتركية أيدي خاصة بها، أي أنها تدخلات لم تنجم من سلطة إقليمية بقدر ما هي تدخلات عن طريق مجموعة أذرع، ومجموعة قوى سياسية عراقية مشتركة مع الاجندات الايرانية والتركية.

المشاكل في الدولة العراقية تعمقت بشكل تجعل هذه الإدارة الحكومية للكاظمي التي تشكلت بغرض إنقاذ العراق من المشاكل العالقة والتحضير لانتخابات جديدة جعلتها غير قادرة على اتخاذ قرار لحل المشاكل، وترك الملفات الصعبة الموجودة كما هي، وبقدر ما هي مشغولة بمداراة الوضع السياسي والاستراتيجي للعراق.

حقيقة بطبيعتها البنية السياسية لهذه الحكومة لا تسمح لها بأخذ بعض القرارات المفرجة، وفي الشكل الخارجي لزيارة الكاظمي وزير خارجية العراق لتركيا وكما رأينا في بعض الجهات الإعلامية تبين بأنه من الممكن أن تستسلم العراق للضغط التركي، ولكن أتوقع بأن الإدارة الامريكية الجديدة، يمكن أن تعمق حضورها في العراق، وفي جنوب وغرب كوردستان أيضاً، بشكل تمنع المخططات التركية تجاه دولة العراق أو إشراك العراق وبعض القوات الكردية ضد غرب كوردستان، أو حتى قوة ثورية تحررية مثل PKK.

هناك أخبار تشير بأن الدولة التركية في وضع محرج وغير مستقر، وبشكل من الاشكال تعيش في انتظار الفشل وهذا جعلها أن تفكر في اللجوء الى إحياء علاقاتها ونقاشاتها حتى مع السيد عبد الله اوجلان، وهذا أصبح موضوع  للنقاش في بعض المراكز. لذلك من الممكن للحكومة التركية من أجل انقاذ نفسها من الوضع  والمشاكل التي شكلتها حكومة العدالة والتنمية واردوغان أن تلجا إلى ورقة الحديث عن إحياء عملية السلام وعملية المباحثات الداخلية واعتقد أنها ستستعجل على المستوى الاعلامي لأن الدولة التركية تعلم جيداً بأن هذه الإدارة الجديدة لأمريكا ليست من مصلحتها؛ فهي ترغب أن يكون لها بعض الإنجازات المؤقتة، وترغب عن طريق الهجمات أن تجعل الحكومة العراقية قسماً من المخططات ضد روج افا وضد القوات المحررة للشعب الكردي في باكور كوردستان، ولكن أعتقد بأن الوقت قد تأخر وأن الدولة التركية لا تملك ذلك الوقت لتقديم تلك المخططات، وحقيقة الى حد كبير لا اعتقد بنجاح أي من تلك المشاريع التي تذكر عن فصل غرب كوردستان وعن فتح طريق تجاري مع الدولة العراقية، طبعاً المشروع قسم منه تجاري وقسم آخر سياسي استراتيجي، لا اعتقد أن تمر تلك المشاريع بسهولة الى النهاية وحكومة الكاظمي ايضا لا تملك القدرة مثلما ذكرت على فعل هذه الخطوة الكبيرة في علاقتها لاكتساب الدولة التركية أو استسلامها لظروف إقليمية، والدولة العراقية تعلم جيداً بانه ستنتهي  بفشلها وبشكل من الإشكال بتقسيم وتعميق تلك الخلافات الموجودة بين الكُرد والقوات السياسية العراقية الأخرى.

ــ هل سترضخ بغداد لابتزازات تركيا وستنخرط ضمن مخططات الدولة التركية الرامية الى السيطرة على شنكال؟

لا أتوقع ان تستسلم العراق لمخطط تركيا بالشكل الذي تريده الدولة التركية، والعراق لها منظور آخر لمسألة شنكال، وبشكل من الأشكال العراق بعد استفتاء استقلال الإقليم أصبحت قلقة من انفصال إقليم كردستان وزيادة استقلالها ضمن الدولة العراقية، لذلك تحاول الاستفادة من جميع المشاكل والاوضاع المتأزمة خاصة في حدود المناطق المتنازعة، وذلك لبسط نفوذها على تلك المناطق، وبدون شك هذا سينتهي بالضرر على الإدارة الذاتية والمقاومة التي تشكلت في شنكال، وللأسف هناك قوة كُردية خلف هذه المخططات، وهذا ما جعل القضية الكُردية أكثر تعقيداً في شنكال ،وحقيقة لا استطيع  أن أرى بشكل واضح وصريح ان العراق ترغب بتسليم شنكال لتركيا، لأن حقيقة أطماع تركيا وما تريده من العراق هي أكثر من مسألة شنكال، وحكومة تركيا تعلم جيدا بأنها لا تستطيع الاستمرار في خلق المشاكل في المناطق الكُردية.

ــ هل للحكومة العراقية بديل اقتصادي عن تركيا؟

بدون شك إن إحدى مشاكل الحكومة العراقية من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية هي الأوضاع والحصار الاقتصادي على الجمهورية الإسلامية، وهذا ما يجعل من تركيا أن تكون البديل الاقتصادي الأقوى للحكومة العراقية، ولكن تلك الاتفاقيات التي تحدث ضمن إطار الدول الخليجية وقدرة العراق للعودة إلى احضان الدول الخليجية وحتى توجيه ملف تصدير النفط بحرياً عن طريق الخليج إلى حدٍّ ما اختيار آخر للعراق، ولكنها لا  تتباحث بالشكل الكافي، ولكنه يبقى خيار بيد العراق يمكن أن يستخدمه مقابل الضغوطات التي تمارسها الدولة التركية على العراق، وطبعاً هذه هي النقطة الأضعف للحكومة العراقية, ونحن نعلم بأن العراق يمر بأزمة اقتصادية صعبة، وهذا هو الوجه الواضح للورقة الراجحة التي تستخدمها تركيا ضد الحكومة العراقية وتمارس ضغوطها عن طريقها, والتسهيلات التي تقدمها الدولة العراقية للمخططات التركية ومشاركتها في هذه الخطط، وهذا يرتبط الى حد كبير مع الاوضاع الاقتصادية في العراق، ولكن كما ذكرت لا اعتقد بأن العراق لا يملك طُرُق أخرى للتخلص من تلك الضغوطات، والمشاكل الموجودة بين حكومة الإقليم وحكومة العراق وخاصة بالنسبة لمسألة النقاط الحدودية، ومسألة تسليم نصف مردود تلك المعابر للحكومة العراقية تستطيع أن تساعد إلى حدٍّ كبير الحكومة العراقية كي لا تُجبر للخضوع الى مخططات تركيا بهذا الشكل، ونحن نعلم إلى حد كبير لعبة عدم تسليم ملف النفط  وملف مردود المعابر الحدودية وإصرار حكومة مسرور برزاني على عدم تسليم هذا الملف للحكومة العراقية بسهولة في هذا الوقت، لأنه يرتبط بشكل كبير بإضعاف موقف الحكومة العراقية امام الحكومة التركية والاتفاق معها والتسليم لإرادة تركيا في شنكال وفي تلك المناطق بشكل عام.

ــ ما هو موقع القوى الكردية في إقليم كردستان وتحديداً الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني في المخطط التركي الرامي للتضييق على حزب العمال الكردستاني ومقاتليه.

طبعاً نحن نعلم بحكم التاريخ وبحكم بعض الاعتبارات الجيوستراتيجية، أن الديمقراطي الكردستاني اُجبر على تمتين علاقاته مع تركيا إلى مستوى خطير، وكذلك بشكل من الأشكال وعبر التاريخ الاتحاد الوطني مرتبط بحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تلك الصعوبات والحصار الذي تطبقه أمريكا على إيران جعل الى حد ما الاتحاد الوطني أن تفكر في تحسين بعض علاقاتها التجارية ومنها بعض العلاقات السياسية والمرونة مع تركيا التي تريد الى حد كبير وعن طريق تقديم المصالح التجارية لكلا الحزبين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) أن تشاركهما في مخطط العدائية ضد النضال التاريخي للشعب الكردي وتريد خلق أوضاع تسبب في اختلافات كبيرة بين العمال الكردستاني وحكومة إقليم كوردستان، أو الحزبين الرئيسيين في الحكومة، ولكن كما ذكرت هذه الأوضاع  مؤقتة بسبب الحكومة العراقية المؤقتة، وتلك التطورات التي يُتوقع حدوثها بعد الانتخابات في العراق، ومجيئ أمريكا بقوة أكبر، وامتلاكها لحلول اكثر لمشاكل الشرق الأوسط ستكون من اكبر الصعوبات امام مخططات تركيا ورضوخ القوات العراقية والكُردية لهذه المخططات.

ــ هل الوحدة الكردية ممكن في هذه المرحلة وما هي المعوقات والمصاعب التي تحول دون التقارب الكردي المطلوب؟

حقيقةً لا يوجد أي كُردي على وجه الأرض لا يعلم مدى أهمية الوحدة الكُردية و والتوافق الكردي، وخاصة ضمن هذه المرحلة وهذه الأوضاع، ولكن أكبر الصعوبات أمام وحدة القوة الكردية هي التوزع الإقليمي الكبير التي تشكلت وخاصة بين أحزاب جنوب كوردستان (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) بشكل خاص، والأحزاب الأخرى، وأيضا ضمن الأحزاب نفسها، كما ذكرت من قبل الأوضاع الجيوستراتيجية جعلت من الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني أن ينقسما على قوتين اقليميتين ولا يملكان الإرادة المستقلة لتوحيد الكلمة الكُردية، والمحافظة على وحدة الصف الكردي وأصبحا مساعدين غير جيدين لتشكل مؤتمر كردي حقيقي ووحدة كردية حقيقية، وكما ذكرت فإن التدخلات الإيرانية والتركية وتأثيرهما وسيطرتهما على الحزبين الرئيسيين في جنوب كوردستان هو السبب والتحدي الرئيسي أمام وحدة القوة الكردية.

ــ ما موقف تركيا بعد المصالحة الخليجية القطرية؟

هذه نقطة مهمة جداً في الحقيقة، المصالحة الخليجية تسببت في ضعف الموقف التركي أكثر مما كان عليه سابقاً، وعودة قطر إلى حضن الدول الخليجية والمصالحة الخليجية، ستسبب فقدان تركيا الدولة الوحيدة الصديقة لها في الشرق الأوسط وهي قطر، وهذا سيجعل تركيا تفكر في انسحابات كبيرة، وحقيقة تركيا فهمت جيداً بأن التسكع والتجوال في الشرق الأوسط وتلك التدخلات والتوسعات إلى خارج حدودها لم تجلب لها اي فائدة، بالعكس تماماً خلقت لها المشاكل الاقتصادية والمشاكل الداخلية، وأيضا مشاكل استراتيجية بالنسبة لعلاقاتها مع جميع الدول المجاورة، اعتقد بأن الدولة التركية على علم  بحقيقة أن استمرارها على هذه المواقف ستصاب بعزلة إقليمية وستواجه عقوبات دولية كبيرة، ونحن نرى تتابع العقوبات على الدولة التركية فمواقف دول الناتو قد تغيرت تجاهها، وكذلك مواقف الدول الأوربية والبرلمان الأوربي قد تغيرت كثيراً إضافة الى موقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه تركيا، لذلك  اعتقد وخاصة بعد المصالحة الخليجية بأن تركيا ستضطر الى مراجعة مبدئية لسياساتها في الشرق الأوسط، وإلا ستتجه نحو النهايات التي ترغب بها  مصالح ومغامرات وتدخلات أردوغان، ولكن القوى والمعارضة داخل تركيا من الصعب أن تقبل هذه التصرفات من اردوغان بعد الآن، والتي باعتقادي ستقود تركيا نحو تشوُّه أكثر وحتى تفكك ذلك الحدود الجغرافية السياسية التي تسمى الآن بدولة تركيا.

ــ رأيكم بالتدخل التركي في ليبيا وخاصة بعد زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا؟

طبعا الدولة التركية كانت لها طموح كبيرة جداً في تدخلها في ليبيا، وهذا من جهتين رئيسيتين، من جهة لكي تصل بذاتها إلى مصادر الطاقة وكذلك لكي تبسط نفوذها على البحر الأبيض المتوسط وتتحكم اكثر واكثر بجميع الممرات البحرية، ولكن من الواضح أن تركيا واجهت فشلاً كبيراً جداً في ليبيا، وزيارة وزير الدفاع التركي الى ليبيا تبين لنا بأن المرتزقة التي أرسلتها تركيا إلى ليبيا لتقاتل بهم في مأزق كبير وصعب داخلياً، وإلى حدٍّ كبير الانسحابات التي أجراها الحكومة الليبية في اتفاقاتها مع الدولة التركية، ستصبح سبباً لكي تنظم  تركيا مرة أخرى سياساتها، وخاصة سياستها العسكرية في مساعدة حكومة الوفاق، باعتقادي السبب الأكثر أهمية لفشل تركيا في تدخلاتها الخارجية هي مواجهة تركيا لموقف دولي واضح بعدما تدخلت بشكل سافر في ملف ليبيا، وملف ليبيا ملف شائك جداً ولها حساسية كبيرة للدول الإفريقية بشكل عام، وحساسة بالنسبة للدول الأوربية وخاصة فرنسا، وكذلك لها حساسية فائقة بالنسبة لروسيا وامريكا، لذلك فأن التدخل التركي في الملف الليبي ودعمها لحكومة الوفاق في ليبيا أظهرت حقيقتين للمجتمع الدولي، الأولى: أوضحت أن الطموحات التركية خطيرة للأمن الدولي، والحقيقة الثانية هي أن الدولة التركية دولة مارقة، دولة مخالفة للقوانين اختلطت يدها مع بعض القوات أو ما تسمى  حكومات ذات اتجاه إسلامي سياسي، وهذه القوة مستقبلاً هي الأكثر خطورة على الدول الأوربية بشكل عام وأمريكا بشكل خاص.

ــ دور المثقفين والأكادميين والصحفيين والناشطين في هذه المرحلة، ودورهم في توعية الشعب الكردي في أجزاء كوردستان الأربعة.

مع الأسف نحن لا نرى هذا الدور بشكل جيد، ولكن نستطيع أن نتصور هذا الدور على مستويان، حقيقة على المثقفين والإعلاميين والأكادميين وكُتَّاب الكُرد في أجزاء كردستان الأربعة وخارجها ايضاً في هذه المرحلة التركيز على وحدة النضال الكُردي وتوحيد صفوفهم وصوتهم، والتركيز على تحديد  تلك الخطوط الحمراء التي لا يصح لأي قوة  سياسية كسرها وفعل ما يستطيعون لتوحيد الكلمة الكُردية، ومن جهة أخرى  كمحللين وإعلاميين يجب عليهم خطف تلك الفوبيا التي تشكلت داخل سايكولوجيا الإنسان الكُردي، بسبب وحشية الدولة التركية واعتقاد الشعب الكردي بأن لا حل لديه سوى الاستسلام لإرادة الدولة التركية.

الدولة التركية أضعف بكثير مما كانت عليه سابقاً، وموقف الدولة التركية متجهة نحو الفشل باعتقادي، ومصير الدولة التركية لن يكون أفضل من مصير إيران ومصير الأسد، ومصير حكومة صدام حسين، كل هذه  الدول كانت لها الدور والأهمية والتأثير والمحل الاستراتيجي الإقليمي، ولكن السياسة الخاطئة لمسؤوليها وتدخلهم في تخريب الأمن في الشرق الأوسط والعالم تسببت في نهايتهم، وتسببت في عقوبات قاسية عليهم واحتلالهم وتوجههم نحو التقسيمات. صحيح إننا تضررنا كثيراً من الدولة التركية، والدولة التركية عدو رئيسي لنا وتعمل على ابادة الشعب الكردي واحتلالهم، وتغيير الديموغرافية خارج المبادئ الدولية، الدولة التركية دولة خطيرة جداً لا شك بها، ولكن الدولة التركية ليست بتلك الدولة الناجحة حقيقة، وسياسات اردوغان تتجه نحو الفشل النهائي، و يمكن أن توجه تركيا نحو تفكك تلك الجغرافيا السياسية التي تسمى بالدولة التركية، ولا يجوز تخويف الكُرد من هذا العدو الذي يعيش في فوبيا قضية الشعوب وقضية الشعب الكردي، ولا يجوز لإعلامِيِّنا إظهار الدولة التركية بأنها قوة عظمى تستطيع السيطرة على شعبنا في شمال أو غرب أو جنوب كوردستان، بل يجب علينا أن نُصرّ جميعاً بأنها دولة متجهة للفشل والسقوط، والمخرج الحقيقي لنا هو كيف نستطيع الخروج من ظل هذه الدولة بصوت واحد معاً.

زر الذهاب إلى الأعلى