حواراتمانشيت

حسو: الانتخابات كانت خطوة تاريخية … ونحن كـ PYD علينا أن نستمر في انتهاج فلسفة الأمة الديمقراطية

عائشة حسو الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي؛ وفي تصريح لصحيفة حزب الاتحاد الديمقراطي والموقع الرسمي له.

بداية نعترف بأن هذه الانتخابات كانت أول تجربة نخوضها في هذا الإطار, لذلك  ربما ظهرت فيها بعض الأخطاء المسلكية أو الإدارية هنا أوهناك، وأعتقد أن هذا الأمر من بديهيات الأمور، ورغم ذلك نعتبر ذلك خطوة تاريخية، خاصةً على صعيد مشاركة الأحزاب السياسية في شمال سوريا؛ وبما يمثلون من توجهات سياسية مختلفة، ومن ناحية الأجواء الديمقراطية التي سادت الانتخابات، فقد مارس  الجميع حقه سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي، وهناك من حقق الفوز وهناك من لم يحالفه الحظ بالفوز، ولكن المهم في الأمر أن المكونات في روج آفا وشمال سوريا اثبتت إنها قادرة على إدارة نفسها، وأنها تملك إرادة حرة؛ وتسعى بالانتقال  إلى سوريا فيدرالية ديمقراطية.

وفي السياق ذاته أضافت حسو: “نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD سنستمر بالعمل مع أصدقائنا في الأحزاب السياسية الأخرى، والمستقلين الذين فازوا في إطار ما يخدم الوطن والمواطن، وسنظل على ما عاهدنا به شهداءنا وشعبنا بأن نكون أصحاب مشروعٍ ديمقراطيٍّ يحقق لمكونات سوريا الحرية والديمقراطية، والوصول إلى نظامٍ فيدراليٍّ لأنه النظام الوحيد الذي يُخرج سوريا من الأزمة وينقذها من التقسيم، ويحقق العدالة والحرية لجميع مكونات الشعب السوري.

وبالنسبة للمرحلة الثانية من انتخابات إدارة المجالس المحلية؛ البلدات والنواحي والمقاطعات أكدت حسو: ” أنه جزءٌ من مشروع الانتخابات الفيدرالية في شمال سوريا الذي سيكون مثال الحل للأزمة السورية؛ التي باتت أكثر تعقيداً، والشعب هو الذي يدفع ثمن السياسات الطائفية والمتطرفة، والتي لا تصب بمصلحة المجتمع”.

وأشارت حسو: كان يوم الانتخابات في الشمال السوري عرساً وطنياً بامتياز. وتدفق فيها جميع المكونات للإدلاء بأصواتهم. كانت هذه تجربة جديدة لشعوب شمال سوريا عامةً، الا أن الاقبال الجماهيري كان كثيفاً وبشكل ملحوظ، وآلية العمل الانتخابي والتحضيرات لها كانت على أكمل وجه من الناحية العملية، وحتى كانت هناك جهود جبارة من الناحية الأمنية لإنجاح العملية الانتخابية، والتي كانت بدورها تحدياً لإثبات أن من حق الشعوب تقرير مصيرها، وأيضاً تواجد وفود من الخارج لمتابعة العملية الانتخابية لم يكن بالأمر العادي وإنما يؤكد بأن هذه الخطوة مهمة ويجب الإشراف عليها لإنجاحها، وأيضاً للتأكيد على أنه مشروع ضد تقسيم الأراضي السورية، وهو الحل الأمثل.

وحول نتائج هذه الانتخابات نوهت حسو بالقول:

“نتائج الانتخابات أكدت على مدى الحرية الذي تمتع به المواطن عند الإدلاء بصوته، وبعد هذه النتائج؛ المطلوب منّا وما يقع على عاتقنا نحن كحزب الاتحاد الديمقراطي PYD؛ أن نستمر في انتهاج فلسفة الأمة الديمقراطية, الذي أوصل شعوب المنطقة إلى بّر الامان, والتعايش المشترك, وأخوة الشعوب. ولتكون هذه المجالس متمتعة ومشبعة بالذهنية التي تؤمن بريادة المرأة والشبيبة الذين كان لهم حضورٌ بارزٌ ودورٌ في انجاحِ هذه العملية الانتخابية، وتطبيق البرنامج الانتخابي الذي تم طرحه لتحقيق المشروع الذي سيكون الجسر للرقيِّ بالمستوى المعيشي للمواطن في الشمال السوري وصولاً إلى سوريا فيدرالية تعددية”.

التهديدات التركية لعفرين

تطرقت عائشة حسو إلى الأوضاع في عفرين منوهة: عفرين قلعة الصمود و ستكون مقبرة لكل من يحاول أن يدخل القلعة التي كانت ومازالت أرض الحرية والأحرار، ففي سياق المجريات وخاصة بعد تحرير الرقة، وانتصار الايدولوجية التي حررت عاصمة الإرهاب، وهزمت داعش في معاقلها، كل هذا أدى إلى إفلاس سياسة الحكومة التركية التي كانت تدعم داعش بشكل مستمر، وما موافقتها و استغلالها لما يسمى “مناطق خفض التوتر” إلا لغاية احتلال الأراضي السورية ومن ضمنها مدينة ادلب، وتالياً التحرك نحو إقليم عفرين.

تركيا كما كانت منذ القِدَم؛ هي اليوم أيضاً تعاني من فوبيا الكرد، وتعلن دوماً عن معارضتها لأي مشروع  تتبناه القوى الكردية، وهنا نود أن نقول لماذا تزايدت التصريحات التركية تزامناً مع موعد الانتخابات؟ ولكن الشعب في عفرين بعربها وكردها وكافة مكوناتها ردت على ذلك، وتوجه إلى صناديق الاقتراع في كافة المناطق.

عفرين ليست لقمة سائغة؛ فشعبها على أهبة الاستعداد بشيبها وشبابها ورجالها ونسائها، وسيكون الرد أعنف مما تتوقع تركيا، وستكون محاولتها هذه كسابقاتها مكللة بالفشل، وستكون مقبرة للطورانية التركية، ونحن واثقون بأن قوات سوريا ديمقراطية ستكون بالمرصاد، وسيكون ردها قاسياً.

زر الذهاب إلى الأعلى