مانشيتنشاطات

حسن: الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية هو أساس أية مفاوضات وحلول

بحضور وجهاء العشائر والعديد من المثقفين والشخصيات من مقاطعة قامشلو عقد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD اجتماعاً له في صالة سيران بتاريخ ٢٦ – ١٢-٢٠١٩ لشرح الأوضاع السياسية والمستجدات الراهنة، وقال شاهوز حسن الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي خلال حديثه الذي بدأه بكلمة ترحيب بالحضور:

بداية نستذكر شهداء المقاومة وبالأخص شهداء مقاومة سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، وهفرين وتولهلدان وزيلان حسكة وزين، وننحني إجلالاً وإكراماً لتضحياتهم.

وأضاف: إن السياسات القذرة المتَّبعة بحقنا في العصر الحديث وتَعَرُّضُنا لأشرس الهجمات في التاريخ هي نتاج مؤامرة دولية بحق مقاومتنا وكفاحنا، وهذه المؤامرة لم تنجح ولكن لم تنته، ولذلك يجب مراجعة الأوضاع ومعرفة الأخطاء ونقاط الضعف والتقصير وكيفية تلافيها، مع التأكيد والإيمان بأن المقاومة هي الأساس في الحفاظ على المكتسبات.

وأشار شاهوز إلى أنهم كحزب فَعَلَ كل ما يقع على عاتقه لحل القضية الكردية وخاصة في سوريا، وقال مؤكدا:

ما زلنا جاهزين للقيام بكل شيء في سبيل ذلك، ولكن الطرف الآخر(القوى المعادية للكرد) تريد إمحاء الكرد وإنهائهم، وتعتبر الوجود الكردي خطراً عليها، ولا تريد إيجاد حل للقضية الكردية، وسابقاً كانت تلك القوى تنفي وجود الشعب الكردي، والآن هي تقرُّ بوجوده ولكن بحسب الواقع الحالي(شعب ممزق ومفرق)، والقضية الكردية ليست مشكلة في سوريا فقط، وإنما في تركيا والعراق وإيران، ولكن الطرف الأكثر رغبة بمحو وإبادة الكرد أكثر من نظام البعث هو النظام التركي الفاشي، وباسم الإسلام السياسي والقومية التركية وبعقلية وذهنية فاشية يتدخل في الدول الأخرى ويستبيح سيادتها ويتجاهل القوانين الدولية من أجل استهداف الشعب الكردي، وتحقيق أحلام  إعادة الإمبراطورية العثمانية، وتوظيف الإسلام بخدمة الطورانية التركية.

وفي السياق نفسه قال حسن: نجح النظام التركي في فرض تواجده بشكل احتلالي في سوريا والعراق، والآن تمتد أطماعه إلى ليبيا وغيرها، وهذه سياسة خطيرة جداً ومن جانبنا قمنا بتحذير الروس والأمريكان والأوروبيين من هذه السياسة  مراراً وتكراراً، وأخبرناهم بأن خطر أردوغان ليس على الكرد فقط أو على حزب بعينه، وإنما على العالم أجمع، ولكنهم فضلوا مصالحهم المؤقتة على التحذير، وهم أدركوا الآن هذه الخطورة ويحاولون وضع حد لسياسات أردوغان.

ونوَّه إلى أن الجرائم التي ترتكبها تركيا بحق الشعب الكردي الآن لا تختلف عن جرائم الدولة العثمانية منذ مئة سنة بحق الأرمن والكرد والسريان والعرب، وهي دولة ذات تاريخ أسود تأسست على الجرائم والإبادة والتغيير الديمغرافي بحق شعوب المنطقة، وأبرز هذه الجرائم هي الإبادة الأرمنية، وكذلك تهجير الكرد الأيزيديين من سرحد وجبل آرارات إلى أرمينيا الحالية.

وتابع: تركيا تريد تهجير شعوب المنطقة وإبادتهم وتوطين المسلمين المؤيدين للدولة العثمانية الذين يقبلون أن يكونوا عبيداً لها، وإذا عادت هذه الدولة فلن تكون خيراً على جميع شعوب المنطقة، لأن الجميع يتذكر ما قام به جمال باشا السفاح في دمشق وبيروت حينما أعدم كل الشرفاء الوطنيين الذين طالبوا بالديمقراطية والتخلص من الظلم والاستعباد العثماني، والآن الشعوب التي قاومت الاحتلال العثماني وتحررت منه هي نفسها التي تقاوم محاولات إحيائه وخاصة الشعب الكردي.

وأوضح حسن: إن الحكومة التركية الاستبدادية ولكي تتجاهل مطالب شعبها بالديمقراطية وتشغله عنها لا بد أن تخلق حرباً خارجية قائلاً:

إن الحكومة التركية التي تَعتَبِرْ الشعب الكردي في الداخل والخارج خطراً عليها، تقوم بإبادة هذا الشعب كي تبسط سياستها الفاشية على شعبها، وتعتقد بأنها من خلال القضاء على الكرد ستسيطر على كامل الشرق الأوسط، ولكن تفكيرها خاطئ، فالتاريخ يثبت بأن الامبراطوريات العظمى تشكلت باتفاق وتوحد الشعوب المكونة لها، والآن بشمال وشرق سوريا تشكلت الإدارة الذاتية الديمقراطية على مبدأ الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب من كرد وعرب وسريان وغيرهم، واكتسبت قوتها من هذا التنوع، وعندما يحاول النظام التركي إبادة الكرد فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف وإبادة كامل شعوب المنطقة.

وأردف قائلاً: إن تحقيق آمال وطموحات شعوب ومكونات سوريا يتم عبر نظام حكم يضمن الديمقراطية والحرية والكرامة والمساواة، والمنطقة بحاجة إلى نظام حكم ديمقراطي، ونحن نناضل من أجل نظام ديمقراطي، ولذلك تُمارس بحقنا سياسات الإبادة والإمحاء، ولا بديل عن المقاومة لأن القضية هي قضية وجود، والمقاومة وحدها هي التي تثبت مطالبنا ووجودنا، والدفاع عن المكتسبات والإيمان بمبادئنا، وبدون ذلك لن ننال أبسط متطلبات الحياة.

وحول القضية الكردية قال شاهوز:

القضية الكردية في الشرق الأوسط هي جزء لا يتجزأ، فمثلاً نطالب الآن في سوريا بحل قضيتنا، ولكن الهجمات علينا تأتي من تركيا، فتركيا لا تُفرِّق بين الكرد لديها والكرد في سوريا والعراق وإيران، وتريد إمحاءهم، ولذلك المقاومة ضد الفاشية التركية مستمرة وقائمة في الأجزاء الثلاثة من كردستان(روج آفا وباكور وباشور)، لأن المسألة مسألة وجود، وإزاء ذلك يجب علينا ككرد أن نتوحد ضد هذا العدو، وإذا لم نتوحد الآن فمن الصعب أن نتوحد.

وأضاف:

صحيح أن هناك اختلاف في الرؤى والمبادئ بين الأحزاب الكردية في روج آفا وباكور وباشور، ولكن عدونا الذي يهاجمنا واحد، وهذا يبرز الحاجة الملحة لتوحيد الصف الكردي من أجل مواجهة هذا العدو.

وحول مقاومة الشعوب للاحتلال التركي قال شاهوز موضحاً:

جميع شعوب المنطقة ترفض الدولة العثمانية وتاريخها الأسود، وكذلك الجميع يريد التغيير الديمقراطي، لذلك يجب أن نعمل على تقوية مبدأ أخوة الشعوب لمواجهة العدو، وهذا يقع على عاتقنا ككرد لأننا أصحاب هذا المشروع، وعلى هذا الأساس سنستطيع أن نحل جميع مشاكلنا.

وبالنسبة لتصريحات النظام السوري التي أطلقها المعلم مؤخراً في موسكو، أوضح شاهوز بالقول:

وليد المعلم صرح بأن مطالب الكرد غير واضحة، وهم لا يعلمون ماذا يريدون، وردنا عليه هو أن مطالبنا واضحة، ولكن المشكلة هي أنكم لا تتقبلون مطالبنا، وتريدون فرض شروطكم علينا بحسب ذهنيتكم.

وتابع:

حزبنا ومنذ تأسيسه وفي جميع مؤتمراته طالب بحل ديمقراطي من خلال الإدارات الذاتية، وبإرادة حرة من جميع شعوب المنطقة نطالب بكتابة دستور ديمقراطي يناسب الجميع، ونحن نناضل من أجل هذه الأهداف، واخترنا الخط الثالث ورفضنا خط الإخوان المسلمين والخط البعثي، فالخط البعثي يهدف إلى إعادة إنتاج النظام القومي، ونظام الحزب الواحد وحكم المخابرات، وإلغاء باقي المكونات، وخط الإخوان المسلمين مرتبط بتركيا ويهدف إلى تمرير السياسات التركية ونشر فكر الإخوان المسلمين والإسلام السياسي، واعتمد في تحقيق ذلك على تنظيم داعش، والذي انهزم، وأردوغان الآن غارق في المشاكل، وحده الخط الثالث هو الذي يجلب الحرية والديمقراطية إلى الشعوب، والقوة التي تنظم نفسها وتستطيع التصدي والمقاومة ضد كافة الهجمات، وتصمد في هذه المرحلة الصعبة، وتقوى روابطها مع باقي المكونات هي التي ستنتصر.

وفي الختام قال شاهوز حسن:

الهجوم التركي يستهدف بشكل خاص وحدات حماية الشعب YPG ، والاتفاقات التركية مع روسيا وأمريكا كانت تشترط  انسحاب هذه الوحدات من الحدود، والعمل على إضعافها، لذلك يجب أن نعمل على تقوية قواتنا، لأنها القوة التي أثبتت فعاليتها في التحرير وكسر الهجمات، ولأنها تمثل الكرد، ولأن الحلول السياسية وكسر المؤامرات والانتصارات لا تأتي إلا بالمقاومة، فقوتنا العسكرية هي التي ستحقق مطالبنا بالحرية والديمقراطية، وكذلك نؤكد أن أساس أية مفاوضات وحوارات وحلول هو الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وهذا هو هدفنا السياسي والدبلوماسي.

زر الذهاب إلى الأعلى