تقاريرمانشيت

حزب الاتحاد الديمقراطي PYD …عام آخر من المقاومة

استقبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عام 2021 وهو في ذروة الصراع مع الأنظمة الديكتاتورية والجهات الساعية للنيل من سياسة الحزب وتوجهه السياسي الديمقراطي، وضرب قاعدته الشعبية الثورية الواسعة على مستوى سوريا عموماً، لكن الحزب أثبت للعدو قبل الصديق بأن إرادة المقاومة لحزب ميراثه آلاف الشهداء والجرحى لن يثنيه كل اساليب العدوان عن استمرارية نضاله وكفاحه في سبيل  بناء مجتمع ديمقراطي حر.

لنطلع في هذا التقرير المقتضب على جوانبٍ من نشاطات وفعاليات الحزب خلال عام 2020.

سار حزب الاتحاد الديمقراطي PYD خلال عام 2020 بنضاله إلى مستوى أعلى من التنظيم والتصعيد بفعالياته ونشاطاتها على كافة الاصعدة السياسية والمجتمعية والتوعوية والدبلوماسية.

وبالرغم من التحديات الكبيرة والحرب الخاصة التي يشنها الاعداء إلا أن الحزب استطاع توسيع قاعدته الشعبية على مستوى عموم مناطق شمال وشرق سوريا وفي حلب والشهباء وحتى في العاصمة السورية دمشق، كذلك بالنسبة للساحة الأوروبية وإقليم باشور كردستان.

تأثر الحزب بالأوضاع التي شهدها العالم بسبب انتشار فايروس كورنا، لكن الكوارث التي نجمت عن احتلال تركيا والمجموعات المرتزقة التابعة لها لكل من مقاطعة عفرين وفيما بعد مدينة سري كانيه وكري سبي وعدوانها على عموم مناطق شمال سوريا عموماُ كان لها التأثير الأكبر على سوية النضال بشكلٍ عام.

كل ذلك لم يميل الحزب عن السير بخطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافه وتطوير أساليبه في السياسية الديمقراطية من خلال تنظيم وتوعية كافة شرائح المجتمع على أسس التعايش المشترك بين كافة مكونات الإدارة الذاتية الديمقراطية التي كان للحزب دورٌ طليعي في نشأتها وتطويرها.

على الصعيد التنظيمي:

عمل الحزب على إشراك جميع أعضائه ومن كافة الشرائح في صنع القرار وتداوله ضمن الهيكلية التنظيمية للحزب في سعيٍ لخلق الشخصية الثورية الحرة التي تؤمن بالديمقراطية كنهج للحياة بكل أوجهها.

وسعى إلى خلق سياسات وبرامج سياسية أكثر مقدرة وموائمة مع الواقع الذي تشهده سوريا بشكلٍ خاص والعالم بشكلٍ عام بعد عقد مؤتمره الثامن.

عقد حزب الاتحاد الديمقراطي بتاريخ الـ 24 – 25 من شهر شباط 2020 مؤتمره الثامن تحت شعار “بالاتحاد الديمقراطي ندحر الاحتلال، نطور الإدارة الذاتية ونبني سوريا الديمقراطية”.

وانتخب خلاله كلٍ من أنور مسلم وعائشة حسو للرئاسة المشتركة للحزب إلى جانب انتخاب (90) عضواً للمجلس العام، كما واستحدثت لجنة جديدة ضمن هيكلية الحزب وسميت بـ (هيئة الانضباط).

بعد انعقاد المؤتمر وبفترة قصيرة وبالرغم من الأوضاع التي تم ذكرها سابقاً سارع الحزب كخلية نحلٍ إلى تنفيذ وتطبيق البنود والتوصيات الصادرة عن المؤتمر وتحقيق ما أمكن منها وذلك في ترسيخ المفهوم الديمقراطي الإيكولوجي، وتطوير عمل الإدارة الذاتية التي يعتبرها الحزب نموذجاً يرفض الانفصال ويحقق من خلالها حقوق كل المكونات إلى جانب المساهمة في حل عموم القضايا الاجتماعية والسياسية في المنطقة.

خلال عام استطاع الحزب القيام بالعديد من النشاطات والفعاليات على  الأصعدة كافة، سنورد خلال هذا التقرير بعض منها على سبيل الذكر لا الحصر، حيث ساهب الحزب في تطوير وترسيخ الثقافة الديمقراطية فكراً ومنهجاً في الوسط الحزبي والمجتمعي وذلك من خلال تفعيل وتمكين كافة الاقسام ضمن هيكلية الحزب من أصغر وحدة تنظيمية في الحزب إلى أكبرها.

حيث عقد المئات من الاجتماعات الجماهيرية الموسعة في غالبية المدن والنواحي والقرى في اقليم الجزيرة والفرات وحلب والشهباء.

كما نظم وشارك الحزب بمعظم التظاهرات المناهضة للاحتلال التركي ومرتزقته والتي شهدتها مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية خلال عام 2020.

وفي ظل مواجهة التطورات السياسية والميدانية المتسارعة فتح الحزب باب الحوار على مصرعيه مع كافة الأطراف السياسية حتى مع بعض الأطراف المعادية للحزب وقادت دفة الحوار مع المجلس الوطني الكردي وذلك بهدف توحيد كل الأحزاب الكردية تحت مظلة سياسية كردية تخدم الحل السياسي في سوريا عموماً وتكون ركيزة لحل القضية الكردية السورية وفق مبادئ دستورية يصان فيه حقوق الكرد كشعب ومكون من مكونات سوريا.

وتأييداً لمبادرة قيادة قوات سوريا الديمقراطية، أعلن الحزب إلى جانب 24 حزباً كردياً عن تأسيس احزاب الوحدة الوطنية PYNK   في 18 / أيار 2020 لاستئناف الحوار مع المجلس الوطني الكردي ENKS.

أما مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي فلم يكن بعيداً عن مجمل فعاليات الحزب، إلى جانب تنظيم المرأة ومشاركتها في الفعاليات الخاصة بها، قام المجلس بعقد العديد من الاجتماعات والندوات الحوارية (ندوة تحت شعار “المرأة ثورة وليست عورة”).

وشاركت إلى جانب المنظمات والمؤسسات النسوية في العديد من التظاهرات والفعاليات النسوية على مستوى مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية.

على صعيد الشبيبة فقد كان لشبيبة الحزب في الداخل دوراً بارزاً في تصعيد وتيرة النضال باعتبارهم ركيزة ديناميكية من ركائز الحزب على المستوى التنظيمي والثوري وبدورها نظمت العديد من الاجتماعات والفعاليات بدءاً من تنظيمها للمرحلة الثانية لحملة “المقاومة حياة” التي انطلقت مع بداية عام 2020 وانتهاءً بعقدها لمؤتمرها السنوي مع بداية الشهر الأول للعام الجديد.

كما نظمت الشبيبة خلال شهر شباط  2020 مسيراً طويلاً تحت شعار “بالثورة الشابة ندحر الاحتلال ونحرر القائد آبو” على مستوى إقليم الجزيرة.

ومع قدوم شهر أذار باشرت شبيبة الحزب إلى جانب بقية اعضاء الحزب بحملة تشجير لمداخل مدن ونواحي مقاطعة الجزيرة تحت شعار “جمالنا من جمال مدينتنا “.

وخلال موسم الحصاد ومع بداية شهري أيار وحزيران، شاركت الشبيبة إلى جانب عموم اعضاء الحزب بحملة لحصد محصول الكمون في اقليم الجزيرة تحت شعار “العمل هو الحرية” وذهب ريعها لعوائل الشهداء.

بدورها، شاركت شبيبة إقليم الفرات أيضاً بحملة تطوعية للحزب لقطف موسم الفستق.

في حلب والشهباء وفي مخيمات المقاومة

عقد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD العشرات من الاجتماعات والندوات وعلى كافة المستويات والشرائح، ونظم العشرات من المسيرات والتظاهرات المناهضة للاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة له.

على مستوى نضال الحزب في أوروبا

واصل الحزب نضاله السياسي بوتيرة متصاعدة بالرغم من القيود التي فرضتها العديد من الدول الأوروبية بسبب انتشار فايروس كورونا، حيث  عقدت شبيبة الحزب في أوروبا مؤتمرهم الأول كما اعلنوا عن انضمامهم إلى حملة “حتماً سننتصر” وقاموا بالعديد من النشاطات.

كما عقد اعضاء الحزب في الدنمارك مؤتمرهم السادس.

وعمل الحزب على تفعيل منصات التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة الحوارات وعقدها.

على الصعيد الدبلوماسي عمل حزب الاتحاد الديمقراطي على تطوير العلاقات مع كافة الاحزاب والمؤسسات المدنية والحقوقية المنفتحة على الحوار على الصعيد الداخلي والكردستاني، كما والتقى الحزب بالعديد من الوفود والشخصيات الأوروبية.

بهذه الإرادة ترك حزب الاتحاد الديمقراطي PYD خلفه عاماً آخر من المقاومة ليستقبل عاماً جديداً من النضال؛ يؤكد فيه اعضاء وقياديي الحزب عزمهم على تحرير المناطق التي احتلتها تركيا والمجموعات المرتزقة، “عفرين وسري كانيه وكري سبي” في المقدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى