مقالات

حان وقت فك الارتباط الأممي والنظام التركي

سيهانوك ديبو

لن تتحيّن للجامعة العربية فرصة مثلى في مثال احتلال تركيا لبعض من مناطق شمال سوريا، ومحاولتها اليوم في احتلال عفرين في مقاومتها التاريخية لليوم الثامن على التوالي؛ حتى تفك ارتباطاتها مع تركيا إنْ لم نقل ربط تركيا للبلدان العربية والتدخل الصارخ في شؤونها الداخلية.

لن تجد منظمة التعاون الإسلامي مناسبة أفضل من هكذا مناسبة في أن تركيا باتت مصدر الخطر الأكبر على الدين الإسلامي الحنيف، وأن النظام التركي إليه يعود عموم الأسباب في إعطاء الصورة المشوشة للدين الإسلامي الحنيف من بعد دعمه وتأسيسه لداعش الإرهابي وللنصرة الإرهابية التي تقاتل باسمها وتقاتل باسمه مع جميع الفصائل المتطرفة والجماعات المسلحة التي تهاجم على عفرين الآمنة الشامخة.

لن يجد مجلس الأمن الدولي فرصة كمثل هذه الفرصة بأن دولة مارقة تقف بالضد من قوانين الأمم المتحدة وتناهض قرارات مجلس الأمن. وبخاصة أن النظام التركي محتل اليوم احتلالٍ دامغ لسوريا، وفي ذمته تعود بشكل أساسي عشرات المناطق في سوريا التي نالها التغيير الديموغرافي. وهي اليوم في عفرين تنحو تغيير ديموغرافياً خطيراً على شاكلة لواء اسكندرون. وتقوم بأخطر جريمة حرب في تجنيدها للاجئين السوريين وتقحمهم في حربها من بعد تهديدهم بالطرد. كما أن النظام التركي بات في معرض استخدام الأسلحة المحرمة الدولية ليس فقط اليوم في عفرين إنما أيضاً في 7 نيسان 2016 في الشيخ مقصود من بعد تسليم جماعاتها بالسلاح المحظور دولياً.

لن تجد جميع القوى السورية الذين عوّلوا على كلٍّ من تركيا وقطر فرصة أفضل من هذه الفرصة أن يفكوا ارتباطهم عن الباب العالي. فرئيس النظام التركي يريدها حرباً عربية كردية. بعد أن أرادها ونال من بيعهم عديد من المرات.

لن يجد المجلس الوطني الكردي السوري من عفرين أفضل محطة للقفز من سفينة النظام التركي الفاشي المعادي حتى للشهيق والزفير الكرديين. ومقصود من ذلك الشرفاء في المجلس الكردي وهم أكثر بكثير من الذين يظهرون اليوم في هيئة اللوزانيين الجدد وشهود المقتلة الكردية ليس فقط في عفرين وروج آفا وشمال سوريا إنما في إقليم كردستان العراق وفي باكور/ شمال كردستان وفي روج هلات/ شرق كردستان.

لن تجد الأحزاب الكردستانية أفضل من هذا التوقيت المثالي كي يعلنوا فك كل ارتباط عن النظام التركي، والنحو إلى توحيد الصف الكردستاني وإنجاز الحلم في عقد مؤتمر وطني كردستاني يخرج منه أجندة وطنية كردستانية تهدف إلى تحقيق الوحدة الوطنية في المجتمع الكردستاني بما يهدف ويعزز الأمن والسلم في الشرق الأوسط وبخاصة في سوريا والعراق وإيران وتركيا.

لن تجد الشعوب في تركيا وقواها الديمقراطية والوطنية أفضل من هكذا ساعة صفر في اعلان النفير العام وبأن النظام التركي بالضد من إرادة شعب تركيا بعموم شعوبها وبالأخص الشعبين التركي والكردي في تركيا.

لن يجد الاتحاد الأوربي أفضل من هكذا فرصة كي تأخذ الموقف الفعلي من النظام التركي الذي بات يهدد أمنها واستقرارها، وأن كل عملية تفجير في أوربا من أقصاها إلى أقصاها حدثت في السنوات الأخيرة يعود رأس الخيط إلى دهاليز وأقنية أقبية النظام التركياتي الأسود. وأنها تجد في هذه الفرصة حداً لمسلسل الابتزاز التركي سواء بالمتعلق لملف الهجرة أو توجيه الإرهاب أو الاستعمال الخاطئ فالخطيئة للمنتجات الأوربية المصدرَة إلى تركيا كما في استعمالها للآلات الأوربية العسكرية اليوم في عفرين.

لن تجد روسيا في حجم العداء التاريخي العثماني لروسيا القيصرية وروسيا السوفيتية وروسيا البوتينية أن تتفكر في أن الدول هي بالجمعيات الخيرية أيضاً جنباً إلى جنب مصالحها. وروسيا التي تدرك بأن 11 معركة حدثت بينهما في التاريخ وكانت نتيجة جميعها لصالح روسيا. وأن تصحح اليوم خطأها التاريخي في سماحها للنظام التركي في قصف عفرين؛ بل في قصف سوريا برمتها؛ بكردها وعربها وعموم الشعوب في سوريا.

لن تجد أمريكا وهي تتربع على عرش سلطة النظام المهيمن العالمي في قصف تركيا لعفرين أفضل من ذلك في اعلان فك الارتباط مع تركيا. تركيا التي تنتظر من القضاء الأمريكي أن يحكمها في مخالفة النظام التركي لقرارات مجلس الأمن من قضايا الشرق الأوسط. وهذا ينطبق على حلف الناتو والتحالف الدولي ضد الإرهاب وأن النظام التركي هو الذي لا يجعل من نبع داعش الإرهابي والقاعدة الإرهابية لا تنضب، وطالما كان النظام التركي كان يعرقل مهمة وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد الإرهاب معرقلاً.

هذه هي تركيا وهذه هي عفرين. عفرين التي تدخل يومها التاسع من المقاومة التاريخية ضد أبشع وأعتى نظام فاشي في التاريخ المعاصر. لكن عفرين تبقى. وعفرين هي المنتصرة. ليعلم الجميع فيما قريب: لماذا تقع تركيا شمال عفرين؛ أيضاً؟

زر الذهاب إلى الأعلى