تقارير

جِرَاحُ الجَسد لا تمنع الأبطال من واجب الدفاع

اختار طريق النضال في ثورة روج آفا بدلاً من البقاء في الغربة، ليبدأ مشوار نضاله بمقاومة هجمات المرتزقة في العديد من جبهات القتال، وجعل من نفسه درعاً لحماية رفاقه في الكثير من المعارك حتى ارتقى إلى مرتبة الشهادة التي يحلم بها.

وُلد المناضل دليار في قرية ــ خربة سِرْت ــ التابعة لمقاطعة الحسكة عام 1999، لعائلة وطنية حيث كبُر و ترعرع المناضل وسط القصص التي دائماً كان يتم سردها وتقع على مسمعه والتي كانت في مجملها ملاحم بطولية لشبَّانٍ كُرد في صفوف حركة التحرر الكردستانية ضد أعداء القضية الكردية، لهذا تأثر بكوادر هذه الحركة ونضالهم في أجزاء كردستان وكان يقول منذ نعومة أظفاره أنه سينضم إلى الحركة عندما يكبر وسيناضل من أجل شعبه وأرضه.

درس الابتدائية في مدرسة القرية، وبعدها انتقل برفقة العائلة إلى مدينة الحسكة ليكمل دراسته حتى المرحلة الاعدادية، ترك الدراسة لمساعدة والده في العمل، تميَّز المناضل بصفاته الحميدة، وصداقته الوفية للجوار، إلى جانب روحه المرِحَة التي جمعت الغريب بالصديق والقريب

 كان يخدم في الجيش السوري وبعد اندلاع الحراك الشعبي في سوريا غادر الخدمة الإلزامية وعاد إلى المنزل لكن عائلته وخوفاً عليه قررت إرساله إلى باشور كردستان لأنه كان مطلوباً من النظام، ولهذا سافر إرضاءً لأمه وليس رغبة منه.

بعد فترة لم تكن بطويلة، سَمِعَ المناضل أن المرتزقة قد بدأوا بالهجوم على مناطق روج آفا، فقرر العودة إلى مسقط رأسه دون تردد، لينضم إلى صفوف وحدات حماية الشعب، ومع انضمامه ساهم في ضم العشرات من أصدقائه  وبعد تدريبات عسكرية وفكرية مكثفة، تخرج مناضلاً قوياً شجاعاً ليشارك  في العديد من المعارك في الجبهات الأمامية( سري كانية، تل براك، شدادي، تل هرمز، خشمان وخريطة) وغيرها من القرى والمناطق وكان مسانداً لرفاق دربه في المعارك ضد مرتزقة النصرة، عندما حاصرت مرتزقة جبهة النصرة حاجز خشمان وأثناء الاشتباك وقع بعض الرفاق في كمين مرتزقة النصرة، لم يقف حينها المناضل دليار مكتوف الأيدي، وعاهد بتحرير رفاقه من النصرة قبل كل شيء، وقد وفى بوعده لرفاقه وانقذهم من الكمين من دون أن يصاب أحدهم بضرر.

في إحدى زياراته لمنزله يستذكر والد المناضل دليار تلك اللحظات التي تناولوا فيها الطعام معاً وتمازحوا قليلاً، وقبل عودة دليار إلى نقطته، قال له والده: “ولدي أنت مصاب يجب عليك الاعتناء بجروحك”، ويمضي دليار بوداع والده ليعود إليه بعد ذلك بساعتين شهيداً.

بتاريخ  الـ28 من شباط عام 2014،ارتقى دليار إلى مرتبة الشهادة أثناء أدائه لمهامه على طريق الحسكة نتيجة انفجار لغم زرعته مرتزقة النصرة.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: دليار

الاسم الحقيقي: محمد حمو

اسم الأم: حميدة

اسم الأم: غريب

محل وتاريخ الولادة:  1999قرية خربة سرت التابعة لمقاطعة الحسكة

محل وتاريخ الانضمام: 2012

محل وتاريخ الاستشهاد: 28/2/2014 الحسكة

زر الذهاب إلى الأعلى