الأخبارروجافامانشيت

جيا كرد: الإدارة الذاتية ملزمة بالدفاع والمقاومة في جميع الظروف

في مقابلة مع صحيفة Yeni Özgür Politika تحدث نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (بدران جيا كرد) عن التطورات الحالية في المنطقة. موضحاً أن جميع المحادثات السياسية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية كانت إيجابية للغاية في الآونة الأخيرة,

وقال: اكتسبت الإدارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية وزناً سياسياً حول العالم اليوم, وأصبح الحل السياسي في سوريا مستحيلاً دونهما. نحن نتقدم بثقة ونتخذ الخطوات الصحيحة, وينظر إلينا الآن على أننا نقطة اتصال من قبل العديد من بلدان العالم, حيث يدرك الجميع هذا الدور الرئيسي ووزن الإدارة الذاتية, وفي هذا السياق أدرجنا قضايا مهمة للغاية على جدول الأعمال, ونناقش إيجاد حل دائم لسوريا.

وأضاف جيا كرد: أقرّت جميع الأطراف بأن الإدارة الذاتية جزء من أي حل للأزمة السورية, وأنه لا يمكن الحديث عن حل دائم خارج هذا الإطار, وبالطبع لقد طلبنا الدعم والمساعدة من الأطراف الدولية, لأننا خضنا صراعاً كبيراً ضد تنظيم (داعش) وجميع هياكله، وفقدنا عدداً كبيراً من مقاتلينا, لقد طرحنا هذا الأمر بوضوح شديد, وطالبنا بوجوب دعم الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية حتى لا يعود تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى إلى تهديد العالم, وطالبنا دول العالم أن تتخذ موقفاً واضحاً من الهجمات على شمال وشرق سوريا, وخلال هذه النقاشات ركزنا على موضوع توقف الحوار السياسي بين الأطراف السورية المختلفة, وطالبنا الدول التي التقينا بها بأن تجمع كل الأطراف السورية معاً وأن تعمل على منع نزوح جماعي آخر من سوريا, وأن تبذل الجهود لكي يكون الناس قادرين على العيش بسلام, وأيضاً ناقشنا مع الأطراف الدولية انتهاكات الجماعات العسكرية المدعومة من تركيا وارتكابها لجرائم ضد الإنسانية خاصةً في عفرين, وعرضنا شروط إنهاء الاحتلال التركي وعودة سكان عفرين إلى منازلهم.

وحول التهديدات التركية الأخيرة بتنفيذ عملية عسكرية على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, أوضح جيا كرد قائلاً: تركيا ومرتزقتها يهددون بالهجوم على مناطق الإدارة الذاتية, بعد أن زعموا أن قوات سوريا الديمقراطية تشكل خطراً على تركيا وتنفذ الهجمات على قواتها, لقد ذكرنا عدة مرات وسنقولها مرة أخرى: قوات سوريا الديمقراطية لم تنفذ أية اعتداءات على تركيا ولا تشكل أي تهديد لها, وعلى الرغم من أن تركيا تدرك ذلك جيداً لكنها تواصل الهجمات وإطلاق التهديدات, ولذلك فإن الإدارة الذاتية ملزمة بالدفاع والمقاومة في جميع الظروف, ومن حقنا حماية شعبنا وبلدنا وهذا الحق يكفله القانون الدولي, وتحدثنا عن تهديدات وهجمات الدولة التركية في كل محادثاتنا الأخيرة, لقد أكدنا أن هذه الهجمات ستؤدي إلى موجة نزوح جديدة وستفاقم المعاناة الإنسانية, ولن تضر بنا فقط  بل ستؤذي دول أوروبا والدول المجاورة, لأن هجمات الدولة التركية ستنعش وتحيي الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش، وستشكل مرة أخرى تهديداً للعالم أجمع، ونحن نؤكد بأن الإدارة الذاتية  لا تمثل تهديداً لأي طرف, والدولة التركية تقوم بنشر هذه المزاعم لإضفاء الشرعية على هجماتها, لا الولايات المتحدة ولا روسيا ولا أي من الدول الأوروبية الأخرى التي أجرينا محادثات معها تتفق مع تركيا في هذه القضية, ولا أحد منها يدعم هذه الهجمات.

وبالنسبة للتصعيد الروسي الأخير على المناطق لسورية التي تحتلها تركيا, قال جيا كرد: روسيا عبر الضربات الجوية الأخيرة على الجماعات المسلحة التابعة لتركيا تبعث رسالة واضحة إلى تركيا مفادها  أنه لم يعد هناك اتفاق بين تركيا وروسيا, لأن تركيا لم تتمكن من إيجاد حل محدد للجماعات التي تعتبرها روسيا متشددة, حيث كان من المتوقع أن تجد تركيا حلاً لهذه المجموعات، لكنها بدلاً من ذلك عملت على توظيف تلك الجماعات المتشددة في خدمة مصالحها الخاصة, أرادت تركيا خداع روسيا, لكن في الاجتماع الأخير بين بوتين وأردوغان  أصر بوتين على الحل الفوري لهذه الجماعات المسلحة, لذلك ازدادت الهجمات الروسية بعد هذا الاجتماع, ويبدو أن روسيا قررت تصفية هذه الجماعات حتى لا تشكل تهديداً, وذلك كان عبر توافق روسي أمريكي, وروسيا تسعى إلى أن  يكون لها النفوذ الأكبر في سوريا, ومن أجل ذلك يتطلب من روسيا تطوير علاقات أقوى مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, ونحن نريد تطوير هذه العلاقة والحفاظ عليها, ونريد أن تلعب روسيا دوراً نشطًا في الحل السياسي للأزمة السورية.

واختتم جيا كرد حديثه للصحيفة بالقول: إن الأولوية القصوى بالنسبة لنا هي تبادل وشرح مفاهيم وأسس مشروع الإدارة الذاتية مع جميع الأطراف السورية, ونسعى إلى مناقشة الخلافات التي تنشأ في هذه المحادثات مع جميع الدول والأوساط التي نمارس معها الدبلوماسية من أجل إيجاد حلول لها, همنا الأساسي هو تمهيد الطريق لحل سياسي للأزمة السورية, وحل المشاكل مع الدول الإقليمية, حيث أن هذه المشاكل تؤثر على كل من الإدارة الذاتية وجميع الأطراف السورية, وهناك قضية أخرى مهمة هي استمرار تنظيم داعش في شن الهجمات انطلاقاً من أماكن مثل كري سبي وسري كانيه ودير الزور, حيث من الممكن أن تتعرض المنطقة  لتهديدات كبرى, وكإدارة ذاتية نعمل أيضاً على إعداد الخطط والمشاريع والمفاهيم لإعادة إعمار مناطق شمال وشرق سوريا لكنها ليست عملية سهلة, فكما هو معروف هناك حصار على مناطقنا, ورغم ذلك الإدارة تعمل بجد لإعادة الإعمار, ووفقاً لمشروعنا الديمقراطي نحن مصممون على التغلب على أوجه القصور في التفاهم السياسي وبناء نموذج يحتذى به لسوريا, وعند الانتهاء من هذه الاستعدادات ستجرى انتخابات جديدة في مناطقنا من أجل تشكيل إدارة ذاتية أكثر ديمقراطية وحيوية.

زر الذهاب إلى الأعلى