الأخبارمانشيت

جون بولتون: التهديد بطرد تركيا من الناتو سيمنع أردوغان من التلاعب بنتائج الانتخابات

أوضح (جون بولتون) مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق أنه مع وجود أردوغان على رأس القيادة أصبحت تركيا مرة أخرى(رجل أوروبا المريض), مشيراً إلى أن أداء أردوغان دائماً مثيرٌ للانقسام وخطير, وأن سياساته الإقليمية العدوانية محفوفة بالمخاطر، من تخريب البنود الرئيسية للدستور العلماني في تركيا إلى تعريض نظامها المالي واستقرارها الاقتصادي للخطر, مؤكداً أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، لكنها لا تتصرف كحليف.
جاء ذلك في مقالة لبولتون نشرتها صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية, أضاف فيها:
رغم كل ما سبق فإن هناك فرصة لإيقاف أردوغان إذا اتخذ الغرب إجراءات جريئة للمساعدة في ضمان حصول المعارضة المحلية التركية على حصة عادلة في الانتخابات الرئاسية المقبلة, وللقيام بذلك يجب على حلف الناتو أن يضع عضوية أنقرة على حافة الانهيار, والتفكير في طرد تركيا من الناتو الآن سيسمح للحلف بمناقشة إيجابيات وسلبيات عضويتها, والتأكيد لكل من الناخبين الأتراك وأعضاء حلف الناتو على المخاطر الكبيرة للانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.
وأكد بولتون أنه سيكون لدى الناخبين الأتراك فرصة لاستعادة بلدهم في حزيران أو أيار, ومشيراً إلى أن مرشحو المعارضة لديهم فرصة حقيقية, حيث قال:
لقد فازوا في الانتخابات البلدية الرئيسية في عام 2019 في مدن من بينها اسطنبول وأنقرة وإزمير, وكان هذا على الرغم من جهود أردوغان لإفساد العملية الانتخابية باستخدام الملاحقات القضائية لشل المعارضة وتوجيه تهم ملفقة ضد قادتها، بما في ذلك رئيس بلدية اسطنبول الذي حاول جاهداً هزيمته, إذ يتهم أردوغان وحلفاؤه المعارضة بعدم الولاء لتركيا, ويتم مضايقة وسائل الإعلام المستقلة القليلة المتبقية في البلاد, ومن المرجح أن يتخذ أردوغان تدابير إضافية ضد الكرد في تركيا، مثل وقف تمويل أحد أحزابها السياسية الرئيسية، واعتقال أتباع رجل الدين المنشق فتح الله غولن بتهم إرهابية خادعة.
وأكد (بولتون) أنه يمكن لدول الغرب أن تمنع هذه النتيجة من خلال تسليط الضوء على ازدواجية أردوغان من خلال تشجيع زيادة المراقبة الدولية والتقارير الإعلامية عن الانتخابات التركية, وأضاف:
وبالمثل يمكن لحلف الناتو أن يوضح أن فشل تركيا في إجراء انتخابات حرة ونزيهة سيكون الدافع الأخير في تقرير ما إذا كانت ستسحب عضويتها من الناتو, ولا ينص الميثاق التأسيسي للحلف على الطرد أو التعليق، ولكن سيكون للهيئة الحاكمة لحلف الناتو (مجلس شمال الأطلسي) السلطة الكاملة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها المؤسسي, فأردوغان لم يتصرف كحليف للحلف, وكان أسوأ هجوم له عليه في السنوات الأخيرة هو شراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 المتطور في 2017, وهذا القرار غير متوافق مع تدابير الدفاع الحالية لحلف شمال الأطلسي من خلال تعريض تكنولوجيا التخفي للطائرات الأمريكية F-35 للخطر، مما يهدد أمن حلفاء الناتو وشركاءه في الشرق الأوسط. .
وقال بولتون مشدداً:
كان ينبغي على الرئيس ترامب أن يفرض عقوبات صارمة فورية على تركيا بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، لكن تقاربه مع أردوغان وفلاديمير بوتين منعاه من ذلك, ولم يتم الإعلان عن العقوبات حتى 14 كانون الأول 2020 بعد أن بدأت تركيا في اختبار صواريخ إس -400، وبعد أن خسر ترامب في الانتخابات, وطرد الكونغرس تركيا من برنامج إنتاج وبيع مقاتلات F-35 .
ووصف بولتون سياسات أردوغان الخارجية بأنها خادعة وتحمل تطلعات (عثمانية جديدة) لاستعادة نفوذ تركيا في شؤون الشرق الأوسط, ومشيراً إلى أن سياسة ترامب دفعت إلى ترسيخ الهيمنة التركية على شمال سوريا وسط الحرب الأهلية في البلاد, وأضاف:
أنقرة مستمرة في أطلاق تهديدات مباشرة بعمليات عسكرية على المناطق التي تتواجد فيها قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، مما سيعرض الجهود الأمريكية في هزيمة داعش ومنع عودة ظهوره وإبقاء مقاتليه محتجزين داخل سوريا للخطر، كما ابتز أردوغان أوروبا من خلال تمكين تدفق اللاجئين عبر تركيا إلى البلدان المجاورة، وكل ذلك أثناء التدخل في الفوضى السائدة في جميع أنحاء سوريا, وعداءه المستمر لإسرائيل يعكس بالمثل مخططاته الأوسع للهيمنة في الشرق الأوسط.
وأكد بولتون أن تزويد أردوغان أوكرانيا بطائرات بدون طيار بعد الغزو الروسي في شباط 2022 كان بمثابة حيلة دعائية للإعلان عن برنامج الطائرات بدون طيار, وأنه ولا ينبغي أن بتم تجاهل تهديداته المستمرة في مكان آخر, وأضاف:
ولعل أكثر هذه الأمور وضوحاً هو خطته لعرقلة عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي، وممارسة الابتزاز لدعم حملته العسكرية ضد الكرد السوريين وقمع المعارضة داخل تركيا وفي الشتات, ويبدو أن البيت الأبيض يشترط بيع طائرات F-16 لتركيا على دعم انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو، لكن معارضة الكونغرس لهذه العملية قوية، مما يعكس استياء الولايات المتحدة على نطاق واسع من تصرفات تركيا.
واختتم بولتون مقالته:
يتفق المراقبون الأتراك والخارجيون على هزيمة أردوغان في الانتخابات إذا كانت العملية حرة ونزيهة وظلت المعارضة موحدة بما يكفي لشن حملة فعالة, وسيكون من الصعب عليه التلاعب بعملية التصويت إذا جذب الناتو الاهتمام الدولي لجهوده بالتهديد بطرد تركيا من الحلف, وإذا نجح أردوغان في سرقة الانتخابات الرئاسية والتشريعية، فلن يعد بإمكان حلف الناتو تجاهل الضرر الذي ألحقه بالتحالف وأعضائه, ومن الواضح أن التفكير بجدية في طرد تركيا أو تعليق عضويتها هو عمل خطير, لكن الأمور ستزداد سوءً ف إذا فشل الحلف في مواجهة السلوك السام لأردوغان.

زر الذهاب إلى الأعلى