الأخبارسوريةمانشيت

جورساليم بوست: حدود المُدن السورية التي تحتلها تركيا ملاذٌ آمن لقادة داعش

أوضح المحلل السياسي (سيث فرانتزمان) أن مقتل زعيمي تنظيم داعش الإرهابي (أبو بكر البغدادي) و(أبو ابراهيم القرشي) من قبل القوات الأمريكية في بلدتي باريشا وأطمة على بعد عدة كيلومترات من بلدة الريحانية الحدودية التركية المهمة والاستراتيجية على الحدود مع تركيا, يشير إلى أن الحدود التركية والمناطق السورية التي هي تحت سيطرة الدولة التركية تعتبر ملاذاً آمناً لقادة تنظيم داعش وعائلاتهم, وقال فرانتزمان في مقالة له على صحيفة (جورساليم بوست):

لا يبدو من المعقول أن تركيا التي دعمت المتطرفين في سوريا لسنوات, ومكنت الآلاف من أعضاء داعش من العبور عبر تركيا إلى سوريا في عام 2014، ليس لديها علم بأن اثنان من قادة داعش يعيشون بالقرب من معبرها الحدودي, كما أنه لا يبدو معقولاً أن تنظيم داعش يشعر بأي تهديد من تركيا وجذور قياداتها كانت مقربة جداً من تركيا.

وأضاف فرانتزمان في مقالته:

السؤال حول الموقع القريب من تركيا هو سؤال لا يريد المسؤولون الأمريكيون وحلف شمال الأطلسي الإجابة عليه, لأنه سيثير تساؤلات أخرى عن سبب دعم ورعاية تركيا للعديد من المتطرفين للعيش في المناطق التي تحتلها في سوريا, كما أن توقيت العمليتين يثير التساؤلات, حيث جاءت الغارة الأمريكية لقتل البغدادي بعد أن أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لغزو تركي لجزء من سوريا, حيث هاجمت تركيا والمتطرفون الذين تدعمهم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة, وكان هذا خلال إدارة ترامب التي كانت قريبة جداً من أنقرة, ووافقت الإدارة على الغزو التركي والتطهير العرقي للكرد من أجزاء من سوريا, وجاء ذلك بعد غزو عفرين في عام 2018, عفرين التي كانت ذات يوم منطقة سلمية كردية  بالقرب من أطمة, وهذا يعني أن داعش قد استفاد على الأرجح ليس فقط من دور تركيا في إدلب, ولكن أيضاً من التطهير العرقي في عفرين عام 2018, حيث أن الغزو التركي ودعم المتمردين السوريين والجماعات المتطرفة مثل أحرار الشرقية  أجبر 160 ألف كردي على الفرار من عفرين, ثم في تشرين الأول 2019 سمحت الولايات المتحدة لتركيا بغزو شمال وشرق سوريا، حيث كانت القوات الأمريكية تعمل مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة داعش, وأدى الغزو إلى تحرك روسي إلى مناطق كانت القوات الأمريكية موجودة فيها من قبل, وفي عام 2021 هددت تركيا مرة أخرى بغزو أجزاء من سوريا ومهاجمة قوات سوريا الديمقراطية, وتميل تركيا إلى مهاجمة مجموعات مثل قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل داعش, وقد مكن هذا تنظيم داعش من الاستمرار في نشاطه بأجزاء من سوريا, حيث يحافظ التنظيم الإرهابي على وجوده ليس فقط في إدلب، بل أيضاً في تركيا، وقد شن التنظيم مؤخرًا هجوماً كبيرًاً على سجن تديره قوات سوريا الديمقراطية في سوريا, وبعد فشل هذا الهجوم  شنت تركيا غارات جوية واسعة النطاق في سوريا والعراق  مستهدفة مناطق شنكال حيث يعيش ضحايا داعش الإيزيديون, كما هاجم المتطرفون المدعومون من تركيا (تل تمر) المنطقة التي تعيش فيها الأقليات المسيحية, والغريب أن الغارة على زعيم داعش جاءت بعد أيام فقط من هروب بعض عناصر داعش من سجن الصناعة بالحسكة, ثم استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية في 26 كانون الثاني, وفي يوم الأربعاء  2 شباط جرت عملية قتل زعيم تنظيم داعش.

وأضاف فرانتزمان:

التوقيت غريب, هروب بعض عناصر داعش من السجن والغارات الجوية التركية ضد القوات المناهضة لداعش, ثم الغارة الأمريكية على زعيم التنظيم, من الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد التلميح إلى دور تركيا الإشكالي في دعم المتطرفين في سوريا, وتوفير ملاذ آمن لهم في إدلب, حيث مكّن هذا الملاذ الآمن قادة داعش من الانتقال إلى منازل مجاورة لحدود تركيا, ورغم أن قادة داعش هؤلاء هم بالأصل من العراق ومع ذلك فهم يخشون العيش في العراق أوفي أجزاء أخرى من سوريا حيث تتواجد قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري, والمكان الوحيد الذي يبدو أنهم يشعرون فيه بالأمان هو بالقرب من الحدود التركية, والسؤال الهام هو: كيف لم تلاحظ المخابرات التركية وجودهما؟ فإما أن تركيا لا تولي اهتماماً لذلك, أو أنها تلعب دوراً فيما يحدث.

واختتم فرانتزمان مقالته بالقول:

إن التطهير العرقي للكرد في عفرين, وقواعد تركيا العسكرية القريبة، كانت بيئة مثالية لداعش لإقامة معسكرات, واختيار الزعيم الجديد لداعش لهذا الموقع بالقرب من المكان الذي عثرت فيه الولايات المتحدة على البغدادي، يظهر أنه غير قلق, ورغم أنه تم قتله لكن ليس من الواضح ما إذا كان سيتم العثور على المزيد من قادة داعش في هذه المنطقة، أو ما إذا كانوا سيعبرون الحدود التركية عبر عفرين وإدلب أو منطقة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى