الأخبارالعالممانشيت

جورساليم بوست: تركيا تستهدف المستشفيات والمقاتلين المناهضين لداعش

أكد المحلل في صحيفة جورساليم بوست (سيث فرانتزمان) أن تركيا قامت بإيواء عناصر داعش ودعمت الجماعات المتطرفة في شمال سوريا. موضحاً بأنها استخدمتهم في التطهير العرقي ضد الكرد والإيزيديين والأقليات الأخرى عام 2018-2019.

 وأوضح فرانتزمان أنه وتزامناً مع انشغال العالم بالأزمة في أفغانستان، زادت تركيا من غاراتها الجوية على الأقليات الإيزيدية في شمال العراق, ومهاجمة المقاتلين الذين يحاربون تنظيم داعش الإرهابي في شمال وشرق سوريا. مشيراً إلى أن أنقرة تحاول زعزعة استقرار المناطق التي كان تنظيم داعش ينشط فيها ذات يوم وارتكب فيها إبادة جماعية, ويشمل ذلك استهداف المجتمع المسيحي في تل تمر بسوريا والمجتمعات الأيزيدية في العراق بالقرب من شنكال. مؤكداً على أنه ليس من قبيل المصادفة أن تستهدف تركيا الأقليات العرقية والدينية، بل هذا الاستهداف هو جزء من عملية استمرت مائة عام من الهجمات على الأقليات في البلاد والمنطقة من قبل القوات المسلحة التركية.

وقال فرانتزمان في مقالته:

بدأت الجولة الأخيرة من الهجمات التركية الأسبوع الماضي, وتزامنت مع جذب انتباه أمريكا والعالم إلى كابول, وقتلت تركيا أربعة من الكوادر الصحية في غارات جوية على شنكال “سنجار” مستهدفةً أحد المشافي هناك, زاعمةً أنها استهدفت (إرهابيين) وهي التسمية التي تطلقها على وحدات مقاومة سنجار أو YBS.

وأضاف فرانتزمان:

هؤلاء الذين استهدفتهم تركيا هم من الأقلية الإيزيدية الذين نجوا من الإبادة الجماعية لداعش عام 2014, وشكلوا وحدات مسلحة لمحاربة داعش وإنقاذ أفراد مجتمعهم. إنهم أقرب إلى مقاتلي المقاومة اليهود الذين قاوموا النازيين في غابات بيلاروسيا. وبالنسبة لتركيا تعتبر قوى المقاومة التي حاربت داعش (إرهابية) رغم أنه لا يوجد دليل من تركيا أو أي مصدر آخر يربط هذه الأقليات الإيزيدية بأية هجمات إرهابية في أي مكان, ومع ذلك فقد نفذت أنقرة غارات جوية على شنكال منذ عام 2017، وقتلت الكرد والإيزيديين, وفي إحدى الحالات نفذت غارة جوية استهدفت الأيزيديين المتجمعين أمام نصب تذكاري لمجزرة (كوجو).

وأوضح فرانتزمان بأن جولة الهجمات التركية الأخيرة هي جزء من سياسة مستمرة لإبقاء مناطق شنكال خالية من سكان الإيزيديين, والتأكد من أن الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش لها تأثير طويل المدى للتطهير العرقي للإيزيديين, لأنهم لا يستطيعون العودة إذا تم قصف المشافي والمرافق الخدمية, حيث أن هناك حوالي 500000 من الأيزيديين يعيشون في مخيمات اللاجئين والنازحين داخلياً.

وأشار فرانتزمان إلى أنه بالتزامن مع شنها لغارات جوية على الأيزيديين في شمال العراق، زادت تركيا من الهجمات على شمال وشرق سوريا, حيث استشهد أربعة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية في قصف تركي على مقر المجلس العسكري في تل تمر, وتضررت بعض المنازل في البلدة.

وأضاف فرانتزمان :

يبدو أن تركيا كانت تتابع عن كثب نجاح طالبان في الإطاحة بالولايات المتحدة بأفغانستان وتعتقد أنها قد تكون قادرة على تحقيق الشيء نفسه في سوريا, وكانت أنقرة قد دفعت إدارة ترامب للانسحاب من شمال وشرق سوريا واحتلت مناطق كردية مع انسحاب الولايات المتحدة.

وتابع: في عفرين عام 2018 قامت بتهجير 160 ألف شخص كردي وجلبت مستوطنين من أجزاء أخرى من سوريا لتغيير التركيبة السكانية فيها, وعندما أمر ترامب بانسحاب جزئي للولايات المتحدة في تشرين الأول 2019  فعلت تركيا الشيء نفسه في سري كانيه  حيث طردت حوالي 200 ألف شخص من منازلهم, ثم وقعت روسيا وتركيا اتفاقاً لتقسيم المناطق التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية سابقاً, وهدف تركيا هو دفع الولايات المتحدة إلى مغادرة شمال وشرق سوريا وتحويل المنطقة إلى حاضنة للجماعات المتعاطفة مع المتطرفين مثل حركة طالبان مثلما فعلت في عفرين وإدلب, حيث كانت أنقرة تبعث رسائل إيجابية تجاه طالبان، والجماعات المتطرفة المدعومة من تركيا مثل (أحرار الشرقية) التي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها في أواخر تموز تمارس فظائع شبيهة بما فعلته طالبان في شمال سوريا.

وفي ختام مقالته قال فرانتزمان:

 تقوم تركيا أيضاً بالتواصل مع الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى، وتحاول على الأرجح رسم خارطة طريق إلى شرق أوسط ما بعد أمريكا, حيث تنوي أنقرة لعب دور أكبر في العراق وسوريا وأفغانستان ودول أخرى, وأيضاً غيرت أنقرة تكتيكاتها؛ من مواجهة الإمارات ومصر ودول أخرى إلى محاولة العمل معهم لمناقشة قضايا مثل ليبيا والعراق, وتركيا أيضاً حليف رئيسي لقطر التي تستضيف طالبان, ويبدو أن الضربات الجوية في العراق وسوريا مرتبطة بدفعة إقليمية أكبر.

زر الذهاب إلى الأعلى