الأخبارمانشيت

جورساليم بوست: تركيا تخترع أحداثاً لإظهار الكرد إرهابيين

 أشار المحلل السياسي  SETH J. FRANTZMAN في تقرير له على صحيفة (جورساليم بوست) إلى أنه في كل مرة تعقد فيها تركيا اجتماعاً رفيع المستوى مع مسؤولين أمريكيين أو تجري مكالمة مع مسؤول أمريكي، يتم تعبئة وسائل الإعلام الحكومية التركية لابتكار واختراع أحداث لإظهار وحدات حماية الشعب الكردية على أنها إرهابية, حيث أن وسائل الإعلام التركية الحكومية زعمت الأسبوع الماضي أنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم 61 جثة في منطقة عفرين التي احتلتها تركيا بشكل غير قانوني وطهرتها عرقياً من الكرد في عام 2018, موضحاً بأن هذه المزاعم تفتقر إلى أي دليل على أن المقبرة تضم جثامين ضحايا قتلتهم وحدات حماية الشعب, مؤكداً بأن الضحايا هم أشخاص استشهدوا خلال الهجوم التركي على المنطقة عام 2018, ودُفنوا في قبور معلّمة, وكانت تركيا قد أزالت علامات القبور بالجرافات, كما يقول العديد من الكرد، مضيفاً بأن أنقرة تقوم باختراع تقارير كاذبة.

وأوضح المحلل السياسي بأنه ليست المرة الأولى التي تخترع فيها أنقرة ووسائل إعلامها الحكومية (التي تعتبر ذراع دعاية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا) قصصاً عن عفرين, فقد اخترعت تركيا قصة (هجوم إرهابي لوحدات حماية الشعب الكردية على مشفى في عفرين عشية لقاء أردوغان مع الرئيس الأمريكي (جو بايدن)، ثم توقفت تلك الوسائل الإعلامية فجأة عن تغطية هذا الحدث وكأن الهجوم لم يحدث قط, ولم يتضح بعد من قصف المستشفى.

وأكد FRANTZMAN بأن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي تبين بوضوح أن تلك المقبرة هي للأشخاص الذين استشهدوا خلال هجوم أنقرة على مدينة عفرين عام 2018 ,مشيراً إلى أن عفرين كانت منطقة كردية سلمية في سوريا خلال الحرب الأهلية الدائرة في البلاد, ولكن تركيا أطلقت جماعاتها المتطرفة التي تتألف من سوريين جندتهم تركيا وهاجمت المنطقة في كانون الثاني 2018, وكان الهدف هو إخلاء عفرين من سكانها الكرد ثم جلب العرب السوريين الموالين لتركيا الذين نزحوا من مناطق أخرى من سوريا وتوطينهم هناك, وأرادت تركيا استخدام الجماعات المتمردة السورية لمحاربة الكرد والعمل مع إيران وروسيا في سوريا ضد الولايات المتحدة, موضحاً بأن الهدف العام هو جعل المتمردين السوريين يتحولون من محاربة النظام السوري إلى محاربة القوات الكردية التي تعاديها تركيا, رغم أن القوات الكردية نفسها كانت تقاتل تنظيم داعش الإرهابي ومدعومة من الولايات المتحدة, واخترعت أنقرة عدداً من الجرائم وكلها تفتقر إلى الأدلة ونسبتها إلى القوات الكردية لتصويرها على أنها إرهابية.

وقال FRANTZMAN في تقريره:

المقبرة الجماعية تثير جدلاً غريباً, فهناك صور وافرة للمنطقة ومعرفة بها تُظهر أنه من المحتمل أن تكون تركيا أو المتمردين السوريين المدعومين من تركيا قد هدمتها بالجرافات، وتم تدنيسها ثم حفرها هذا الأسبوع لسبب ما, وقد يكون السبب في الإعلان عن اكتشاف هذه المقبرة الجماعية فجأة مرتبطاً بالدعوة التي أطلقها مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان, إذ يبدو أنه في كل مرة تعقد فيها تركيا اجتماعاً رفيع المستوى مع مسؤولين أمريكيين أو مكالمة مع مسؤول أمريكي، يتم حشد وسائل الإعلام الحكومية التركية لابتكار أو اختراع أحداث لإظهار وحدات حماية الشعب الكردية على أنها إرهابية, ثم تتناسى أو تتوقف وسائل الإعلام تلك عن تغطية ذلك الحدث الذي تم اختراعه بعد كل اجتماع أو لقاء, وعادة ما تكون التغطية باللغة الإنجليزية لإقناع الجماهير الغربية، واختفاء اللغة العربية أو التركية حول تغطية نفس القضية.

وأضاف المحلل السياسي:

لم تسمح أنقرة أبداً للمحققين المستقلين في عفرين بدراسة هذه الهجمات والجرائم المزعومة, بل تقوم أنقرة بترتيب رحلات سياحية أو إعلامية تتحكم بها, كما تتحكم في وسائل الإعلام التابعة لإيران أو كوريا الشمالية خلال تغطيتها للمناطق التي تحتلها تركيا, وتعطيهم المعلومات المناسبة لها فقط, وسنرى ما إذا كانت أنقرة ستسمح بأخذ عينات من الحمض النووي للجثث التي استخرجتها من المقبرة, أو التحقيق باستخدام الصور الجوية وصور الأقمار الصناعية وأخذ شهادات من أشخاص عبر صحفيين مستقلين, فالهجوم الأخير على المستشفى بعفرين على سبيل المثال لم يتم التحقيق فيه بشكل كامل.

واختتم FRANTZMAN :

على عكس المناطق الأخرى بالعالم التي يسميها المجتمع الدولي (محتلة)، مثل الخليل في الضفة الغربية، لا يوجد مقرّرون خاصّون تابعون للأمم المتحدة معينون في عفرين, ولا وجود دولي مؤقت هناك لكشف ما يجري, ويرجع ذلك لحد كبير إلى أن المجتمع الدولي منح الموافقة للاحتلال التركي والتطهير العرقي الذي تمارسه, على عكس الطريقة التي رصد بها المجتمع الدولي التطهير العرقي في البلقان في التسعينيات.

زر الذهاب إلى الأعلى