آخر المستجداتمقالات

جنديرس الانتفاضة

عريفة بكر –

خمس سنوات من المعاناة والقتل والتشرد والاعتقال والإتاوات وقطع أشجار الزيتون وتجريف الغابات وسرقة الآثار والاغتصاب والخطف، وارتكاب أبشع الانتهاكات بحق أهالينا في عفرين المحتلة. طبعاً كل الجرائم ترتكب بمنهجية وتخطيط من قبل دوائر الاستخبارات التركية، والفصائل ليست إلا أدوات تنفيذية قذرة في المدينة للترهيب وزرع الخوف وتهجير ما تبقى من الكرد الأصلاء بعد تهجير أكثر من نصف سكانها الأصليين.

أخيراً انكسر حاجز الخوف لدى شعبنا وأهلنا في جنديرس وعفرين، وكُسر الحاجز الوهمي الذي بناه الأنظمة المستبدة أمام الشعوب، مرة أخرى انبثقت بقوة وإرادة المرأة الحرة التي ذاقت طعم الحرية ولم ترضى الخنوع ونادت بأعلى صوتها وبقلب محروق “كفى للظلم” “كفى للاستعباد” “كفى للصمت” وقالت: “إما الموت أو الحرية” “لا للمذلة”.

عفرين عرفت بمدينة المرأة التي وقفت طوال العصور بجانب الرجل وشاركته بكل شيء ولم تتعود أن تكون عبدة أو تابعة، خلقت حرة ذات إرادة قوية إنها من بنات الشمس والنار أمهات “جياي كورمنج”، مرة ثانية المرأة هي التي ستعيد رمز الحرية إلى سماء عفرين وهي التي ستجمع أبناءها الذين تهجروا إلى كل بقاع الأرض وتحضنهم بحضنها الدافئ.

رأينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حديث لبوات الحرية رائدات السلام في عفرين وتعريتهم لأفعال الدولة التركية ومرتزقتها الذين تم جمعهم من كل أرجاء العالم، فمن كانوا يدّعون أنهم سياسيين وقادة لأحزاب كردية وأن عفرين بخير، باعوا شرفهم وضميرهم قبل أن يبيعوا قضيتهم مقابل الارتزاق.

تستحق أن تكون تلك النساء وسام الشرف والنضال السياسي التي أوصلت القضية الكردية إلى المنابر الدولية، ومرة أخرى تسجل  المرأة  الكردية بطولة وقيادة جديدة للنضال التحرري، تحية احترام وتقدير لكل أم وامرأة حرة رفعت صوتها وفضحت انتهاكات الدولة التركية وعنصريتها وكراهيتها.

الاحتلال التركي وبخلقه للفتن وتجييشه للمرتزقة ضد الشعب الكردي قسموا أحياء ناحية جنديرس إلى مناطق نفوذ، وسرقوا ممتلكات المدنيين وتركوا الضحايا تحت الانقاض وهم ينادون ويستغيثون بينما هم مشغولين بسرقتهم، ومنعوا أهالي الضحايا من انتشال جثامين أولادهم، وهم يصفون الكرد بالخنازير والموت حق عليهم، إنهم \كفرة\، لسرقة مما تبقى تحت الأنقاض من الغنائم، هل فعلها هتلر أو أي مجرم عبر التاريخ؟

نعم هذه هي المنطقة الآمنة التي يدعونها، فالمسؤول الأول عن كل الانتهاكات والمجازر والجرائم التي تجري في عفرين والمناطق المحتلة هو المجلس الوطني الكردي، وهم مسؤولون  عن تشريد أهلنا في عفرين، ودفعوا شبابنا إلى المظاهرات ومن ثم شكلوا كتائب باسم الجيش الحر على أساس يقوم الكرد مع بيشمركة روج آفا بإدارة مناطقهم بعد خروج النظام، ولكن تواطئ المجلس الكردي أدى بحياة أكثر الناس إلى الخطر والتشرد والتعذيب والقتل، وتم تصفية جميع الكتائب الكردية في الجيش الحر بمساعدة الدولة التركية وبقى المجلس الوطني في حضن الائتلاف الجسم المعفن الذي يأخذ أوامره من الدولة التركية وسبب الويلات بحق الشعب السوري بما فيهم الكرد.

 جريمة جنديرس

الجريمة التي حصلت في جنديرس بتاريخ 20 آذار ليلة عيد النوروز هي امتداد لسلسلة من الجرائم التي حدثت خلال الخمس سنوات التي مضت.

في عفرين بتاريخ 20 آذار أقدم مسلحين من الفصائل الإرهابية أو ما يسمى جيش الشرقية المدعومة من الاحتلال التركي أربعة أخوة مدنيين من عائلة واحدة من عائلة بيشمركة بناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين على إثر إيقادهم شعلة نوروز؛ هذه الشعلة التي حرموا منها منذ خمس سنوات بعدما دخلها الساقطون اخلاقياً ووطنياً وارتكبوا الجرائم وشردوا سكانها الأصليين.

بحسب المرصد السوري خلال خمس سنوات شهدت عفرين المحتلة  7900 جريمة اختطاف و 3300 عملية سطو وتخريب وتدمير آثار وتجريف غابات كاملة واستشهاد 668 مواطن كردي بينهم 100 طفل، هذه الأسماء تم توثيقها بالأسماء والصور مما قامت بها ميليشيات الدولة التركية تحت أنظار ومسمع كل العالم وبالقرب من مقرات الدولة التركية، ولكن هذه الجريمة بدت أكثر فجوراً ووحشية، فالوضع في عفرين المحتلة لم يعد يحتمل، لذلك نطلب من الجهات الدولية والمنظمات الأممية بما فيها الحقوقية والأطراف الكردية من أحزاب ومنظمات المجتمع المدني الكف عن دعم الدولة التركية ومرتزقتها والضغط عليها للانسحاب من جميع المناطق المحتلة وتهيئة الظروف لعودة السكان الأصليين إلى مناطقهم وإعلان عفرين منطقة منزوعة السلاح ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات اليومية ومرتكبي الجرائم ضد الانسانية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين والمختطفين وبيان مصير المغيبين قسرًا وتعويض المتضررين وضمان دخول وحرية عمل وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية الدولية إلى عفرين.

زر الذهاب إلى الأعلى