تقاريرثقافةمانشيت

(جكرخوين) رسالتك قد وصلت!!!

مر علينا خلال هذا الشهر مناسبتان تتزامنان مع الأوضاع الثقافية العامرة في شمال وشرق سوريا ،فثمة مناسبة خاصة ثقافية وهي إقامة معرض هركول للكتاب بتاريخ 22/10/2022والذي يقام سنويا برعاية هيئة الثقافة والفن في الجزيرة والمناسبة الأخرى هي إحياء ذكرى وفاة عملاق الشعر الكردي ومدرسة الثقافة والأدب الكردي جكرخوين (22تشرين الأول 1984) حيث يتم التجمع على ضريحه وإقامة الندوات والمحاضرات أحياناً من قبل مجموعات من المثقفين والسياسيين ليؤكدوا أن الشاعر الكبير جكرخوين صان للكرد تراثهم وطوّره وأضاء في حقبة تاريخية صعبة على الكرد لياليهم المظلمة والقاسية وخلّف دواوين ضخمة مؤكداً من خلالها على مدى ارتباطه العميق بمجتمعه وشعبه رغم ثقل المسؤولية عليه.

يحق لنا اليوم أن نزعم أن عروق الكردي لاتزال عامرة بالحيوية وحب الوطن ونحن نرى تجمع أبناء مجتمعنا الكردي وهم يتجمعون على ضريح شاعرنا الكبير ويستذكرون مناقبهم ويناقشون أدبه الموضوعي والثوري وتصوره للحياة الاجتماعية والسياسية ، أن مقياس التفاعل الجماهيري الخلاق مع شخصية جكرخوين تزداد عاماَ بعد آخر حتى أن ضريحه بات مزاراً لأبناء شعبه وكل مغترب لابد وأن يزور ضريحه في كل زيارة وهذا مؤشر واضح على مدى تأثير شاعرنا على أبناء جلدته وعلى مدى الحيوية التي تتنامى في أوساط شعبنا تجاه من أنار له الدرب.

سؤال طرحته على عدد من الشباب مضمونه كيف ينظر شباب اليوم إلى أدب الشاعر جكرخوين ؟

كان الشاب عبد الوهاب خليل سباقاً إلى الإجابة حيث قال:

“جكرخوين والكبد الدامي هو ذاك الاسم والأيقونة التي لطالما تغنت به الأجيال الناشئة والتي دوما ما كنا نفتخر بذكر اسمه ناهيك عن أشعاره التي مازالت محفورة وراسخة في عقولنا”.

وتابع خليل مسترسلاً:”جكرخوين الشاب المتمرد على واقعه بكل النواحي ،وهو الذي استطاع كسر القيود وتحطيم التابوهات المتعلقة بالكثير من المفاهيم التي كانت عالقة في أذهان المجتمع الكردي بشكله العام ،استطاع بقوة شعره فتح آفاقٍ جديدة والتنقل من حالة الصمت إلى الصراخ في وجه الكثير من السلاسل المجتمعية، فهو الثائر على التصوف والداعي إلى العلم والتعقل وهو الذي جعل من نفسه مخاطبا عن الطبقة الكادحة وعمل بإمكانيات ضئيلة جدا في ذاك الوقت متمرداً ومحاولا تكريس مفهوم التغيير “.

أشار عبد الوهاب خليل إلى أن الشاعر جكرخوين كان دائم التفكير بفئة الشباب وكان يعيرها جل اهتمامه وكانت هذه الفئة دائمة الحضور في أدب الشاعر مشيراً:” لا يخفى على أحد حرصه ودعوته الدائمة الشباب الكردي إلى السير في طريق العلم لأنه كان يعلم جيدا بأن التخلف هو ذاك المرض القاتل للشعوب التي تعاني من الاحتلال ويعيش في واقع المظلومية،استطاع أن يجدد أسلوب ونمط الجزيري وخاني بطريقة سلسة وممتعة”.

واختتم خليل حديثه بالقول: “سيبقى جكرخوين دوما بنظر الشباب الشاعر الكردي الثائر والمتمرد والداعي إلى العلم والمحطم لأصنام العادات والتقاليد التي أنهكت المجتمع”.

كلمة للمحرر:

ليس غريبا أن يحتل الشاعر جكرخوين مكانة رفيعة بين أبناء شعبه وهو الذي أدى أدواراً كبيرة في ذلك الوقت العصيب وفي وقت لم يكن في وسع غيره أن يقوم بها ولهذا نجد أن تأثيره الراسخ حتى يومنا هذا تدل على سعة ثقافته وعمقها وتدل في الوقت نفسه على أنه استطاع أن يوجه المجتمع ويهيئ له الفرص ونحن بدورنا نقول للشاعر جكرخوين :”أن رسالتك قد وصلت”.

تقرير : مصطفى عبدو

 

زر الذهاب إلى الأعلى