تقاريرمانشيت

جرابلس المحتلة… ثلاثة أعوام من التتريك

تعتبر  مدينة جرابلس أولى المناطق السورية التي احتلها تركيا عسكرياَ وذلك في الـ24 من شهر آب 2016هذا الاحتلال جاء بعد النصر الذي حققته وحدات حماية الشعب على تنظيم داعش الإرهابي في كوباني ومنبج ، وفي الوقت الذي كانت الفصائل الثورية ووحدات حماية الشعب تتأهب لتحريرها من تنظيم داعش سارعت الدولة التركية إلى التدخل العسكري بحجة محاربة التنظيم وهي التي فتحت كامل حدودها للجهاديين والمتطرفين بالدخول إلى سوريا وقدم لهم كل أشكال الدعم، لكن الحقيقة التي يعلمها الجميع هي إن تركيا اقدمت على هذه الخطوة لتقطع الطريق أمام تقدم الفصائل الثورية ووحدات حماية الشعب، ولإدراكها بأن تنظيم داعش لم يعد بمقدوره الاستمرار وبأنه سيندحر عاجلاً أما آجلاً، وبتمثيلية درامية  وبموافقة دولية أعلن النظام التركي احتلاله لجرابلس بعد أن ضم كل الجهاديين إلى المجموعات المرتزقة العاملة تحت رايته وانتقل أخرون إلى مناطق أخرى من سوريا.

وجاء الاحتلال التركي متماشياً مع مساعي تركيا في تطبيق “الميثاق المللي” أي احتلال المنطقة الممتدة من حلب إلى كركوك.

قد يبدو للوهلة الأولى أن تركيا نجحت في تنفيذ مخططها، إلا أنه وبعد ثلاثة أعوام تعكس الاضطرابات والصراعات الموجود في المناطق المحتلة (جرابلس واعزاز والباب وعفرين وإدلب) من عمليات تغييرٍ ديموغرافي وتتريكٍ للمنطقة، وخطفٍ وقتلٍ ونهبٍ، تُظهر بشكل جلي فشل تركيا في تحقيق أهدافها والمآزق التي تعانيها اليوم تركيا في إدلب ربما تكون نهاية البداية لأوهام العثمنة الجديدة.

ويشير تقرير لوكالة رويترز حول المساعي التركية لتتريك المناطق الخاضعة لاحتلالها إلى السياسة الممنهجة التي تنتهجها الدولة التركية لصبغ المناطق المحتلة بصبغة تركية عثمانية وبإيديولوجية دينية متطرفة.

 حيث جاء في التقرير “تشير من الكتب المدرسية، مروراً بلافتات الطرقات، وصولاً إلى شركات الكهرباء والبريد والصيرفة، بأن تركيا تغزو بلغتها ومؤسساتها المشهد في مدينة أعزاز الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة”. و”تنتشر في هذه المنطقة قوات عسكرية واستخباراتية تركية، كما تنشط فيها شرطة محلية مدعومة ومدرّبة من تركيا”. “والى جانب التواجد العسكري، وجدت المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة التركية خلال العامين الماضيين، موطئ قدم لها في هذه المنطقة الآمنة نسبياً”.

 ويرى الأستاذ الجامعي والباحث في الشأن التركي في جامعة ديسايلز أحمد يايلا أن تركيا تسعى الى ترسيخ وجودها في سوريا على المدى الطويل.

ويقول “تقود تركيا مؤسسات عديدة في تلك المدن. الأمر أشبه بشكل من الوصاية”، مضيفاً “لن تكون هذه المناطق جزءاً من تركيا رسمياً، لكن تركيا ستبقى المتحكمة بها بفعل الأمر الواقع”.

أما الوقائع تشير إلى إن تركيا تهدف إلى تتريك المنطقة الممتدة من جرابلس إلى عفرين ومن ثم ستحاول اقتطاعها من سوريا وضمها إلى أراضيها وهذا ما يشير غليه تصريحات ساسة العدالة والتنمية وفي مقدمتهم أردوغان.

زر الذهاب إلى الأعلى