الأخبارمانشيت

جديد الانتهاكات التركية، عصاباتٌ لاغتيال شخصيات وطنية

شكّلت المخابرات التركيّة MİT مجموعة عصابات في كري سبي يقودها أعضاءٌ سابقون في داعش, وتستخدم هذه المجموعة في عمليّات التخريب واغتيال أعضاء وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية ومسؤولي الإدارة الذّاتيّة.

لقد حدّدت تركيا سياستها في سوريا من خلال عصاباتٍ مختلفةٍ منذ عام 2011 مثل عصابات الإخوان المسلمين, وبعد هزيمة جبهة النّصرة وداعش على يد وحدات حماية الشّعب وقوّات سوريا الدّيمقراطيّة تدخّلت تركيا بنفسها في سوريا لكنّها لم تتخلّ أبداً عن العصابات تحت مسمّى الجيش السّوري الحر وذلك لإضفاء الشّرعية على عمليّات الاحتلال غير الشّرعي تماماً, وكقوّةٍ رخيصةٍ تستخدمها في المعارك.

وكشفت الصّحافة الدّوليّة بقيام الدّولة التّركية بحلق ذقون عناصر داعش وإعادة تأهيلهم في زيّ الجّيش السّوري الحرّ, فشكّلت قوّات درع الفرات خلال عمليّة احتلال جرابلس الّتي تمّ إطلاقها في 24 أغسطس 2016. استخدم الـ MİT التّركي مرّةً أخرى عصابات داعش خلال احتلال عفرين, ومنذ ذلك الحين ازداد نّشاط هذه العصابات في المدن الشّماليّة السّوريّة وعلى وجه الخصوص كري سبي ومنبج.

شكل الـ MIT فرقةً تُسمّى (جيش كري سبي الوطني GANG) بقيادة أعضاء سابقين في داعش وبدعمٍ من رئيس بلديّة أقجة قلعة، وتُستخدم هذه العصابة في عمليات التخريب واغتيال مسؤولي الإدارة الذّاتية الدّيمقراطيّة وقسد وYPG

عمدة أقجة قلعة مسؤولٌ عن تشكيل مجموعة GANG)).

بعد أن احتلت الدّولة التّركيّة عفرين, صعّد الـ MIT نشاطه في كري سبي التي تعتبر الجسر الواصل بين الجزيرة وكوباني، وبواسطة عناصر الـ  MIT تمّ نشر دعايةٍ بين السكان العرب في أوروفا وأقجة قلعة بأنه ستكون هنالك عمليّةٌ عسكريّةٌ في كري سبي وطُلب من النّاس الانضمام إلى الجيش الّذي سيقوم بها.

وواحدٌ من الأشخاص الرّئيسيّين الّذين كُلّفوا بتشكيل هذه العصابة في أورفا وأقجة قلعة هو عمدة البلدة (عبد الحكيم آيهان), وعقد الـ MIT العديد من الاجتماعات من خلال آيهان بين السّكان العرب في أقجة قلعة لتشكيل مجموعة العصابات المسمّاة “Girê Spî National Army”, ووفقاً لمصادر موثوقة فإنّ اجتماعات الـ MİT كانت تحضرها عصاباتٌ من فصائل “درع الفرات” وعائلاتهم والعديد من أعضاء تنظيم داعش السّابقين.

صلاحيات القيادة وضعت في يد أعضاء من داعش

وقد أدّت الاجتماعات والزّيارات التي أجراها الـ MİT إلى الاتّفاق على تشكيل هذه العصابات قبل شهرٍ, و في اجتماعٍ ضم (إكرام ديدي وصالح الحاج وعبيد الهنداوي وعبد اللطيف كيسيل) وهم عناصر من داعش، تمّ تحديد صفوف القيادة, وتقول مصادر موثوقةٌ إنّ بعض الجّماعات العربيّة الّتي شاركت في هذه الاجتماعات اعترضت عليها, لكنّ أعضاء داعش شكّلوا الجّزء الأكبر من هيكل القيادة.

وأعضاء تنظيم داعش الّذين يشكّلون القيادة في مجموعة العصابات الجديدة كانوا أعضاء في جميع المجموعات الإرهابيّة المدعومة من تركيا والّتي هزمتها القوّات الكرديّة، ووفقاً للمعلومات الّتي حصلت عليها ANF  فإنّ قادة مجموعة عصابات “Girê Spî National Army” الّتي تمّ تشكيلها حديثاً هم كالتالي:

* العضو في داعش المدعو عبد اللطيف كيسيل وتمّ تعيينه في منصب القائد العامّ لمجموعة عصابات GANG, وكان قد شكّل كتيبة (ألوية الحقّ) مع بداية الأزمة السّوريّة, لكنّه انضمّ فيما بعد إلى داعش, وهو من أحد العشائر العربية المشهورة في كري سبي.

* مثنّى عبد اللطيف كيسيل هو القائد الأول لعصابات GANG, وهو ابن عبد اللطيف كيسيل وكان سابقاً قياديّاً في كتيبة ألوية الحق وعنصراً من داعش بعدها مثل والده. وقد فجّر عبد اللطيف سيارةً مفخّخةً أمام مقرّ الجّيش السّوري الحرّ في تل أبيض سابقاً وقُتل على إثر التّفجير ثلاثة عناصر من الجّيش السّوري الحرّ.

* والعضو السّابق في داعش المدعو أحمد الحلو وهو القائد الثّاني لمجموعة عصابات GANGوكان الحلو قد شكّل كتيبة شيخ الإسلام ابني تيمية ثمّ انضمّ فيما بعد إلى داعش وهو من عشيرة عميّر وله صلة قرابة مع عمدة أقجة قلعة.

* عضو داعش السّابق المدعو إسماعيل عبد الله العيدو هو أيضاً في هيكل القيادة, ومع بداية الحرب الأهليّة في سوريا انضمّ إلى النّصرة وشارك في الهجوم على سري كانيه, وهو مسؤول عن نهب القمح من صوامعها, ألقي القبض عليه من قبل النّصرة لسرقته الذخيرة, وقام لاحقاً بحلّ كتيبته وانضمّ إلى داعش.

خلاف هؤلاء فإنّ أعضاء داعش السابقين (محمد العوفي وحسين محمد العوفي المعروف باسم أبو آية وياسين العمير) هم في صفوف القيادة في عصابات GANG

ووفقاً لمصادر موثوقة  فإن 50 شاباً معظمهم من عشيرة الأمير انضمّوا إلى GANG في الوقت الرّاهن, وجميع المنضمّين يتلقّون تدريباتٍ عسكريّة ودفاعيّة، وهم ليسوا فقط من أقجة قلعة أو أورفا بل بينهم عدداً من أهالي تل أبيض أيضاً.

أعضاء عصابات GANG الّذين يتلقون تدريباً خاصّاً من الـMİT التركي و داعش، يعملون مع منظّمة مكافحة حركة كيام الّتي شكّلها سابقاً الـ MİT التّركي لتنفيذ الاغتيالات في الرقة وكري سبي ومنبج وغيرها من مناطق الإدارة الذّاتيّة.

وسارعت الدّولة التركية مع عصابات GANG إلى مساعدة أعضاء داعش الّذين كانوا عالقين في تل أبيض وكانوا يواجهون الإبادة أثناء عمليّة تحريرها في عام 2015.

مدينة كري سبي جسرٌ بين الجزيرة وكوباني في روج آفا وتقع على الحدود مع تركيا, وكانت مركزاً مهمّاً لكلٍّ من داعش وتركيا لأن الأول كان يتلقّى الدعم والعناصر والأسلحة والأدوية وغيرها من الموارد عبر تركيا من خلال معبرها.

لم تستوعب الدّولة التّركيّة أبداً هزيمة داعش على يد القوّات الكرديّة, لأن داعش كانت أهمّ أدواتها الأساسيّة في اللعبة السّوريّة, لذلك وفور تحرير تل أبيض احتجّ الرّئيس التّركي رجب طيب أردوغان بنفسه على هذا التّحرير, وبعد ذلك أرسل العصابات عبر الحدود عدّة مرّاتٍ لخلق الفوضى في كري سبي.

كانت محاولة الاحتلال كري سبي في 28 فبراير 2016 هي الأكثر أهميّةً حيث عبرت عصابات داعش إلى تل أبيض من حدود أقجة قلعة تحت إشراف الجّنود الأتراك وهاجمت 25 موقعاً من بينها وسط المدينة على طول خط سلوك ومبروكة وعين عيسى, وقتلت 15 مدنيّاً, ومع ذلك فقد تمّ إفشال هذه الهجمات من قبل وحدات حماية الشّعب والأسايش في غضون 24 ساعة, وبعد ذلك مباشرةً اعترف أفراد العصابة الذين تمّ القبض عليهم في عمليّةٍ من قبل الـYPG / YPJ) ) بأنّ هذه العمليّة نفذت بالتّخطيط من الـ MİT التّركي.

وعلى الرغم من انتهاء حرب الوصاية لا تزال عصابات GANG اليوم تأخذ حيّزاً مهمّاً في سياسة تركيا بالنّسبة لروج آفا وسوريا, ففي هذا العام في كانون الثاني كشفت شبكة التّلفزيون الألمانيّة ARD عن وثائق تظهر 3 معسكرات لتدريب داعش في تركيا, واحدٌ منها في أورفا وتمّ توثيق العلاقة بين داعش والدولة التركية عدّة مرّاتٍ من قبل الصّحافة الحرّة كذلك.

وكتبت وسائل الإعلام الألمانيّة أن 234.900 لاجئ شاب من سوريا كانوا مسلّحين في معسكرات AFAD وأُرسلوا إلى سوريا والعراق للقتال, وأشاروا إلى أنّه من بين 21 مخيّماً استخدمت تركيا مخيّم سلمان شاه في أقجة قلعة وأورفا أكثر من غيرها, وأنّ النّساء في هذا المخيّم تلقّين تدريباً كجزءٍ من نفس الهدف.

تريد تركيا احتلال منبج وتل أبيض وحتّى قامشلو, وتعمل على تحريض المجتمع العربي ضدّ الإدارات الدّيمقراطيّة المستقلّة من خلال GANG، وربّما إضفاء الشّرعيّة على هذه العصابات في عمليّة احتلالٍ في المستقبل.

المصدر: ANF

زر الذهاب إلى الأعلى