الأخبارمانشيت

جالينوس عيسى: عقلية الإبادات، والفكر الشوفيني الطاغي وجهان لعملة واحدة

galinos- isaجالينوس عيسى المهندس، والمدير المشترك لمعهد أورهي لعلوم اللغة السريانية في قامشلو

في لقاء مع صحيفة لاتحاد الديموقراطي، حول مجمل الأوضاع في المنطقة وروج آفا

من يقول إن عصرالجاهلية قد ولَّى, وأن زمن الإبادات والإنكار أنتهى بزوال الأباطرة والسلاطين و الولاة وأمراء  القتل فهو واهم, ولنسأل هل يسيرالحكام الجدد في تركيا على خُطا أجدادهم السلاطين ,الذين لم يُسلَم أي شعب أومذهب من طغيانهم وبطشهم ,بدءاً من الكرد، والأرمن، والسريان، وانتهاءً بالعرب، وحتى بالأتراك أنفسهم ,وكل من يقاوم ويخالف سياسة ومشاريع السلطان في عصرنا الحاضر، وفي ظل هذه الأزمة التي تمر بها  سوريا والشرق الأوسط عموماً ,من هو السلطان ومن هم المقاومون الثوار, هذه الأسئلة وغيرها طرحناه على جالينوس عيسى المدير المشترك لمعهد أورهي للغة السريانية وعلومها خلال لقائنا معه في صحيفة الاتحاد الديمقراطي وهذا نص اللقاء:

مقاومة السلطات العثمانية من قبل الشعوب الواقعة تحت طغيانها، دفعت هذه السلطات إلى اتباع سياسة الافناء والامحاء وباستخدام أساليب وحشية.

تحدث عيسى :أن تاريخ البشرية وأقصد تاريخ أغلب الرؤساء والسلاطين مليئ بالقتل والدمار والمجازر والحروب وتعرضت شعوبٌ للإفناء عن بكرة أبيها, وأخرى تناثرت وتشردت في أرجاء العالم،  وأخرى مازالت تتعرض للاضطهاد والقتل إلى يومنا هذا, مجازرالسيفو والتي كنا في مناسبة أحياء الذكرى السنوية لها قبل يومين , وحوادث التفجيرالانتحاري الارهابي هي إحدى نتاجات الفكرالإقصائي الشوفيني الطاغي ,والتي شملت شعوب المنطقة عامة, وفي مقدمتهم الشعب السرياني، والآشوري، والأرمني والكردي, العثمانيون هم الذين ارتكبوا هذه المجازروعشرات المجازر الأخرى بحق شعوب “السلطنة ” ,وبأوامر واتفاق مع حلفائهم وأمام أعيينهم, وفي مقدمتهم الألمان ,وكان القتل تحت شعارات دينية، أو مذهبية، أوقومية, كما هو حادث الآن ,لذا أتسم القرنين التاسع عشر والعشرين بالإبادات والقتل والدمار, في نفس الوقت الذي تتطور فيه آلة القتل والتدمير, إن مقاومة السلطات العثمانية من قبل الشعوب الواقعة تحت طغيانها دفعت هذه السلطات إلى اتباع سياسة الإفناء والإمحاء وباستخدام أساليب وحشية.

العقلية الشوفينية “عقلية الابادة” الحالية وقوى الشر والتكفير وجهان لعملة واحدة ,من يمارس القتل للقتل,ومن يساند هؤلاء ويدعمهم بالسروالعلن ,هم نفس الجهة والعقلية التي ارتكبت المجازر والإبادات بحق الشعوب من سريان، وأرمن، وكرد، وغيرهم , لذا لا يمكن الفصل بين ماحدث ويحدث اليوم في سوريا , فكل من يقاوم نهجهم الظلامي  ويسعى للنهوض بتاريخه وثقافته ولغته ووجوده ويسعى لإحلال الديمقراطية والكرامة والعدل والمساواة بين كافة الشعوب والمكونات  فهو لا شك مستهدف من قبل هذه القوى , لذا فإن ما قدمه الشعب الكردي والسرياني من شهداء في سبيل الدفاع عن وجودهم، وكرامتهم، أرضهم، وعرضهم, إلى هذه اللحظة يشكل مقاومة تاريخية في وجه قوى الإرهاب وداعميها.

الثورة الفكرية ثورة التنوير العقلي,وإظهارالحقيقة, بدأت من هنا,اليوم الكُلُ في هذه المنطقة يُحيونَّ ثقافتهم ولغتهم وتاريخهم وبشكل تتساوى فيه الحقوق وتسمو به القيم الانسانية ,

 وقال عيسى :نحن مستهدفون لأن مشروع الديمقراطية وتعايش الشعوب قد أثمر ولن يرضخ أو يستسلم لآلة الفكرالإرهابي وداعميه ,الثورة الفكرية ثورة التنوير العقلي وإظهار الحقيقة بدأت من هنا,اليوم الكل في هذه المنطقة يحيون ثقافتهم ولغتهم وتاريخهم وبشكل تتساوى فيه الحقوق وتسمو به القيم الانسانية ,بعيداًعن فكرة الإقصاء والإمحاء والإنكار والاستبداد ,والسريان  كغيرهم من شعوب مقاطعة الجزيرة شاركوا في بناء الإدارة الذاتية, رغم أنه وفي البداية كان هناك تخوف بسبب حداثة هذه التجربة في المنطقة عموماً. الإدرة الذاتية نموذج ديمقراطي ومشروع حلٍ حقيقي تحقق بفضل دماء أبناء كل مكونات روج آفافي الـ( ypg-ypj (رغم الصعوبات التي واجهناها في البداية.

لذا فإن مشروع التعايش الأخوي الديمقراطي هو مشروعٌ  لكل الشعوب في الشرق الأوسط , وفي منطقتنا هذا المشروع الذي أسس له ودعا إليه القائد أوجلان في كل مؤلفاته، تحقق في ظل الإداة الذاتية  من استقرار أمني وحالة من الديمقراطية والعدالة , الكل في تعايشٍ وتآخ لا أحد يتعرض للإقصاء والتهميش  كما كان في ما مضى. وعلى خلاف ما يجري في المدن السورية التي تتأرزح تحت وطأة الدمار والاقتتال الداخلي فيها,

حزب الاتحاد السرياني وكحزب في الإدارة الذاتية، يشجع أبناء المكون السرياني في الانضمام إلى القوى التي تدافع عن الأرض والكرامة ,حيث تم تأسيس المجلس العسكري السرياني, والسوتورو ,وامتزجت دماؤهم مع دماء أخوتهم من المكونات الأخرى في حملات التحرير, وشاركوا في تحقيق الانتصارات,وهذا دليل على مدى نجاح هذه التجربة  الديمقرطية الفريدة من نوعها وعلى مستوى سوريا والشرق الاوسط  عامة .

الفكر الشوفيني التركي الطوراني,’ ورغبة في استعادة أمجاد الإبادات وسلاطينها ,هونفس الفكر الذي قُمِعَ به الاكراد على مرّتاريخهم المقاومَ.

لقد استطردعيسى في حديثه قائلاً : في البداية تمت المطالبة بتدريس اللغة السريانية في تركيا لكن جوبهت بالرفض القاطع والممانعة التامة من قبل حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان ,والذي أنكر ومن معه وجود اللغة السريانية في العالم , لكن التاريخ يشهد أن اللغة السريانية, هي أم اللغات السامية ,هذا أبسط الحقوق التي أنكرها أردوغان وتركيا الحديثة على الشعب السرياني، أما فيما يتعلق بالشعب الكردي, فقد مورس بحقه الاضطهاد والانكار،  وتعرض للقتل والدمارخلال فترات طويلة , ويكمن السبب في أن الشعب الكردي المقاوم يطالب بحقوقه الإنسانية ويطالب بالديمقراطية والمساواة والعدالة ,هذا الفكر الشوفيني التركي الطوراني,’ ورغبة في استعادة أمجاد الإبادات وسلاطينها هونفس الفكر الذي قمع به  الكرد على مرَّ تاريخهم المقاوم .

واليوم فإن أردوغان وأعضاء حكومته المطيعة الذليلة يطالبون برفع الحصانة عن أعضاء حزب الشعوب الديمقراطية ,ويفرضزن السجن والعقاب والملاحقة بحقهم , والسبب لأنهم يطالبون بحقوق الشعوب في الديمقراطية في بلد تدعي حكومته الديمقراطية , لن ينجح أردوغان الداعم الأساسي للإرهاب في سياسته تجاه كافة الشعوب المطالبة بالتحرروالديمقراطية.

في الختام توجه عيسى بنداء إلى مكونات روج آفا يقول: نتوجه بالنداء إلى كافة المكونات  في أن يعملوا على إظهارالحقيقة, وأن يتآلفوا مع بعضهم البعض , فالمستقبل في سوريا مستقبل الشعوب والديمقراطية، عليهم أن يتعايشوا ويتكاتفوا ليحافظوا على ما أكتسبوه  حتى هذه اللحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى