تقارير

ثورة 19 تموز.. الماهية، الأسبابُ، والنتائج

تحقيق: سليمان محمود

مقدّمة:

 ثورةُ 19تموز لم تكن وليدةَ السّاعة، أو حدثاً آنياً وقعَ كَردّ فعلٍ تجاهَ حدثٍ ما, بل كانت نتيجةً تراكميّة للإرث النضالي للحركة الوطنية الكردية السورية والكردستانية الممتدّ لعشرات السنين. لكنّ ما جرى في سوريا حينذاك من حِراكٍ شعبي ساهمَ بانبثاق هذه الثورة. في 19 تموز قرّر شعبُ روج آفا أن يقودَ كيانه الوجودي ذاتياً، ولم يضع مصيرَه في سلة أحدِ الشرّين النظام أو المعارضة. وكنتيجةٍ لثورتنا تطوّرت تشكيلاتنا العسكرية والمدنية حتى وصلنا إلى قوات سوريا الديمقراطية وفدرالية روج آفا – شمال سوريا، وتمكنت كافةُ مكونات المنطقة كالسريان و الآشور والأرمن والعرب من المشاركة في الإدارة والحماية. ولم تكن ثورتنا ذاتَ صبغةٍ واحدة، وفي هذا يكمنُ الجوهر الإنساني لثورتنا.

وتعتبرُ مقاطعة كوباني المنطقةَ الأولى كردياً التي تحرّرت من نظام البعث في 19-7-2012  بشكل كامل، وأصبحت عاصمةً للمقاومة في روج آفا بانتصارها على داعش، و باتت الوجهةَ الإنسانية لكلّ المناضلين الأمميين.

ثورة 19 تموز حققت مساعي القائد عبد الله أوجلان:

إن صاحبَ الثورة الحقيقي والكبير في ثورة روج آفا هو القائد آبو، الذي ناضلَ في هذه الساحة لمدة 20 عاماً.

إنّ ثورةَ روج آفا لا تزالُ تسيرُ على فكر و نهج القائد، لذلك حققتِ الكثيرَ من الانتصارات.
لقد كانَ لفكر قائد الشعب الكرديّ عبد الله أوجلان أثرٌ كبيرٌ على أبناء روج آفا، وهذا ما جعلَ أبناءَها أكثرَ قدرةً على فهم واستيعاب المرحلة والثورة. فبدؤوا منذُ اليوم الأول بتنظيم أنفسهم عبرَ بناء المؤسسات، والاعتماد على ذاتهم، بعيداً عن النظام أو قوى المعارضة المرتبطة بالخارج، واتّبعوا سياسةَ الخطّ الثالث بقيادة حركة المجتمع الديمقراطي.

إن  تركيا تحاولُ بالعديد من الطرق والأساليب اللاأخلاقية  ارتكابَ مجازر بحقّ الشعب الكردي، وتجريدهم من حقوقهم. فهي تفشل دائماً بالنيل من إرادة الشعب الكردي، لذا زاد تخوفها، فبدأت بفرض العزلة على القائد أوجلان خوفاً من زيادة قوة الشعب الكردي بفضل فكر و فلسفة القائد.
إن ثورة19 تموز ليست لروج آفا وحدها:

 بل هي في جوهرها ثورةُ جميع أجزاء كردستان. ففي البداية تم تعزيزُ التنظيم، تأسيسُ المجالس، إجراء الانتخابات، تشكيلُ مؤسسات الإدارة الذاتية من داخل المجتمع. ومع ذلك لم يهتم أحدٌ بتلك الخطوات بل كانوا يسخرون منها. إلا أنّ قوى الاحتلال حاولت الهجومَ على هذه الخطوة وبشكلٍ خاص الاحتلال التركي. فبعد إعلان الثورة تركتِ النظامَ جانباً وبدأت بتصفية المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة الديمقراطية، وتصفية كل الشخصيات الوطنية، وساندت بدلاً منها مجموعاتٍ مرتزقة مثل جبهة النصرة وداعش ووجّهتهم نحو روج آفا. البعض قالوا إن جمهورية مهاباد استمرت 11 شهراً، فهل سيتمكنون من الصمود بقدر صمود مهابات!. واليوم وبعد مرور خمسةِ أعوام، اضطرّت القوى العالمية عقدَ العلاقات معها لمحاربة إرهاب داعش في الخنادق الأمامية. ويتم الحديثُ عن ثورة روج آفا كمشروعٍ لتحرير سائر سوريا، وتم تِأسيسُ قوات سوريا الديمقراطية، لتكون نواةً للجيش السوري الديمقراطي وتحرير كافة مناطق سوريا من إرهاب داعش.

بعد 5 سنوات، ماهي النقطة التي وصلنا إليها؟ اليوم روج آفا هي المنطقة الأكثرُ أماناً واستقراراً. روج آفا هي المنطقة التي يعيش فيها الشعبُ بحرية أكثر من أي منطقة في عموم سوريا. رغم كافة النواقص والأخطاء، يجب أن لا ننسى أننا في حرب مستعرة كبيرة، ويجب أن لا ننسى أنه يتم خطو الخطوات من قبل الإدارة الذاتية وتأمين خدمات للمجتمع  إذا نظرنا إلى الخطوات التي تم خطوها منذ 5 سنوات، فإننا سنرى بأنها حققت معجزة. أعداءُ الثورة لم يكونوا يعتقدون أن تُخطا هذه الخطوات. النقطة التي وصلنا إليها اليوم هي وجود نظام في روج آفا، نظام سياسي وإداري، وتم تنظيمُ حياة الشعب من جديد. هناك منطقة واحدة تعيش فيها جميع القوميات والديانات والمذاهب والأجناس معاً، وبشكل حرٍ ومتساوٍ. وهذه المنطقة هي روج آفا، وهذا يعني انتصارَ فكر القائد آبو، وإثبات حقيقة القائد آبو. ومن هنا تنبع أهمية ثورة روج آفا في الشرق الأوسط.

اليوم بتنا نرى بأعيننا ونعيش ذلك كيف أن ثورة روج آفا ليست لروج آفا وحدها، فهي أصبحت في جوهرها ثورة عموم كردستان، وعندما نجد أنّ شعبنا في باكور وروجهلات يدعمونها حتى الموت، وشعبنا في باشور يتعاطف معها حتى النهاية، وشعبنا العربي في الرقة ودير الزور ينادينا، فإن هذا يدلّ أن هذه الثورة ليست لروج آفا وحدها. لأن الجميعَ يرى الأمل والحرية في هذه الثورة. فثورةُ 19 تموز أكبرُ من حجم روج آفا، ثورة روج آفا هي ثورة سوريا الديمقراطية، ثورة كردستان الحرة، وثورة الشرق الأوسط الديمقراطي والكونفدرالي. فإنْ كان عدونا يهاجم ثورة روج آفا بكل هذه القوة فلأنه يخاف منها، فهو يعلم أن جميع شعوب الشرق الأوسط تتبنى هذه الثورة، وعندما نرى الشعب يتبنى هذه الثورة رغم إثارة الفتن والنعرات من قبل تلك الأطراف، فإن هذا يدل على أن الشعب يرى مستقبله في هذه الثورة.

 أسباب ثورة 19 تموز:

وفي مقالٍ سابقٍ له، بيّنَ لنا الباحثُ والمستشارُ في حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو أسبابَ ثورة روج آفا بالتفصيل.

-1 الأسباب السياسية:

لا يمكنُ الفصلُ بين عدم حلّ القضية الكردية في سوريا وبين قضية الاستبداد السلطوي وبين مسألة تشكل سوريا بعد تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات؛ تم رسمها من قبل الاستعمار الحديث عبرَ اتفاقية بين الدول الاستعمارية بعد مرضِ ومن ثم احتضارِ رجل أوربا العجوز/ تركيا. الوشائجُ مترابطة يصعب فكفكتها دفعةً واحدة، ومن المؤكد أن الواحدة منها أفضت إلى الأخرى. والكُرد طُبقت بحقهم سياساتٌ إقصائية مرعبة تمثلت بمشاريع عنفية ممنهجية تصيب كينونة الكرد، أهمها: مشروعُ الحزام العربي الذي قدّمه ضابط في الاستخبارات العسكرية و لم يرقه المشهد الحقيقي الديموغرافي في روج آفا، فأراد تعريبها وفصلها من خلال مستوطنات ثم استقدام آخرين (عرب الغمر) لملئها. ومشروع لا إنساني آخر هو مشروع الإحصاء الاستثنائي والذي تم جرد أكثر من مائة ألف من الكرد من جنسيتهم السورية؛ معظمهم من أنهى الخدمة العسكرية السورية.

ورغم أن الكرد والمكونات الأخرى التي رفضت هذه المشاريع ورفضت سياسات الأنظمة المستبدة في سوريا، والتي زجت – من خلال رفضها- في السجون حتى امتلأت وفاضت. السياسة المستبدة كانت مطبقة على كل السوريين وعلى الكرد بشكل مزدوج، والكرد حاولوا مع الشركاء الآخرين من أجل قضية الحرية في سوريا التي تحولت إلى سجن كبير، وانتفاضة 12 آذار 2004 كانت أولى مشاهد الرفض الحقيقية للاستبداد وبالتأكيد كانت أحد المساهمات النوعية في التأسيس للحراك الثوري السوري عام 2011، وبينهما وتحديداً في العام 2006 التزم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بفلسفة الأمة الديمقراطية والتي تعتبر فلسفة نهضوية – جمعية، لا تقتصر على الكرد وحدهم بل على المكونات السورية كلها، رغم أن الدورَ الريادي في مسألة التغيير سيكون ملقىً على الكرد أكثر، فقضية الحرية وقضية العقل الجمعي هما معياري التحوّل والتغيير في سوريا، ومشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية حققت حتى اللحظة- رغم قصر زمنها- مسألة متقدمة من التمثيل السياسي ولكل المكونات في روج آفا، وهي ترفض الاستعلاءَ القومي والنظر إلى مسألة التحرر المجتمعي من وجهة نظرة الفئوية القومية والتسلط القومي الواحد. الإدارة الذاتية لا تُماهي جلادَها الذي ثارت عليه، وإنما تحاول رفع وتمثيل الإرادة المجتمعية الكلية.

-2 الأسباب الاقتصادية:

لثورة 19 تموز أسباب ودواعي اقتصادية أيضاً؛ إحدى الخصال المميزة في الثورة الاجتماعية هو إنشاء اقتصاد تشاركي تحرّري يقوم على التنسيق بين اتحادات أفقية ولامركزية للتعاونيات الزراعية والصناعية. وهذا ينشأ عبر عملية نزع وإزالة المشاريع المطبقة الواسعة على مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، ورفض النظر إليها أنها مناطق نائية؛ علماً أن نسبةَ مساهمة مناطق الإدارة الذاتية في سوريا لا تقل عن 45% خاصة المتعلقة بمجالات النفط والزراعة، مما يستدعي على الإدارة المتشكلة حديثاً بإعادة جمعنة وسائل الإنتاج وأدواتها، واحداث قطيعة اقتصادية مع السياسات الاقتصادية التفقيرية المعادية للديمقراطية والقديمة المطبقة بحق مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية وشعبها، وبالرغم من الحرب التي نشهدها وبالرغم من أن الحصار على أشده، إلا أن بعض من الخطوات القيّمة- الاقتصادية تم تحقيقها، وخاصة في مجال المحروقات و بناء بعض من المشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة وبعض منها قيد التنفيذ.

إن المضمونَ الإنساني للنظام الاقتصادي في الإدارة الذاتية الديمقراطية بصفتك إنسان ذو اختصاص أو مهنة ليس بالضرورة أن تهاجرَ إقليمك إلى منطقة أخرى، بحثاً عن فرصة عمل، بل يجب وبناءً على الخطط الاقتصادية التي تضعها الإدارة الذاتية أن تحصلَ على عمل مناسب في إقليمك مباشرة، حيث يؤمن لك و من خلال تلك الفرصة مستوى لائق من الحياة البشرية.

–3 الأسباب الاجتماعية:

آ- تراجع دور المرأة العام بسبب السلطوية الذكورية، وابعادها قسراً عن الوظائف المترتبة وتقويض دورها في بناء المجتمع، وخاصة أنها تمثل حقيقة أكثر من 80% من المجتمع السوري.

فأولى ما ابتدأت بها ثورة 19 تموز هي إعادة تنظيم المرأة وتدريبها وتعريفها لهويتها ودورها الحقيقي في البناء المجتمعي، سواء في مجال الدفاع المشروع وتأسيس المنجز التاريخي وحدات حماية المرأة ودورها التاريخي في الدفاع عن روج آفا كواجب من واجباتها، وأيضاً المتعلق بتأسيس عشرات المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة في مجالات السياسة و الثقافة والاجتماع، والعقد الاجتماعي الذي تشكل وفقه الإدارة الذاتية الديمقراطية يضمن حقوق المرأة ويضمن نسب تمثيلها في الحياة السياسية والإدارية

ب- إقصاء فئة الشباب من الحياة العامة السورية، واستبدادهم من قبل العجزة والمسنين وتحت حكم الأبوة البطركية في الاجتماع السوري العام، وإبعادهم أيضاً عن تمثيلهم في الحياة السياسية، وبالتالي حصار الدور الشبابي ومنعه في البناء المجتمعي، هذه المسألة بالإضافة إلى كل مظاهر القمع ضد هذه الفئة الديناميكية أحدثت خللاً مجتمعياً، فكانت ظاهرة البطالة لدى هذه الفئة تتزايد يوماً بعد يوم دون أن تعالج. وما فعلته ثورة 19 تموز ووفق خطط استراتيجية يتم من خلالها تنظيم الشبيبة في المجتمع باعتبارها الإطار الأكثر فعالية وتحقق المساهمة في بناء المجتمع السياسي والأخلاقي، وكانت من أهداف الثورة خلق تنظيم شبابي لتطوير السياسة الديمقراطية وترسيخ مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ولكل المكونات في كانتون الجزيرة، وضمان مشاركة نوعية لها في الإدارة المتشكلة. وهيئة الشباب والرياضة كانت من أبرز هذه الإنجازات من أجل القيام بدورهم الطليعي في المجتمع.

 ثورةُ 19 تموز رمزُ تحرّر الشعب من القوى المحتلّة:

استطاعَ شعبُ روج آفا، خلالَ السنوات الخمس الماضية، الحفاظَ على مناطقهِ آمنةً، مقارنةً مع غيرها من المناطق السوريّة، ليثبتَ أنّ الاعترافَ بالآخَر وتقبُّلَهُ وضمانَ حقوقهِ، هو الأساسُ في الوصول إلى حلٍّ للأزمة السورية.

انطلقتْ شرارةُ الثورات التي سُمّيت بربيع الشعوب في بداية عام 2011من تونسَ ثمّ ليبيا ومصرَ واليمن، لتصلَ بعدها كتحصيلِ حاصلٍ إلى سوريا. روج آفا كانت في حالة ثورةٍ مستمرّة، نتيجةَ مقاومتها للسياسات والمشاريع العنصريّة التي كانت تتعرّضُ لها. كما كان لفكر قائد الشعب الكردي أوجلان، الذي أمضى فترةً طويلةً فيها وصلت إلى قرابة 20 سنة، أثرٌ كبيرٌ على أبناء روج آفا. تأثيرُ فكر أوجلان جعلَ أبناءها أكثرَ قدرةً على فهم واستيعاب الثورة والمرحلة. فبدأ الشعبُ بتنظيم نفسهِ عبرَ بناء المؤسسات والاعتماد على ذاته، بعيداً عن النظام البعثي وقوى المعارضة المرتبطة بالخارج، واتّبعَ سياسةَ الخطّ الثالث بقيادة حركة المجتمع الديمقراطي.

ولِإنجاحِ أيّ ثورةٍ لا بدّ من وجود نظام حماية ذاتية ومنظومة دفاعية متكاملة تحمي الشعبَ وتحافظ على أمنه واستقراره. لذا بدأت وحداتُ حماية الشعب تنظيمَ نفسها بشكلٍ سريّ، وفي19 تموز عام2012 تمّ الإعلانُ عن تأسيسها رسمياً كقوّةٍ عسكريّةٍ لروج آفا. لعبت هذه القواتُ الدورَ الطليعيّ في مقاومة كوباني مع الشعب هناك، كما وحررت في 21 تموز عام 2012 مدينةَ ديريك ومقاطعةَ عفرين. وفي 9 تشرين الثاني عامودا والدرباسية وفي اليوم التالي تل تمر. وتلا ذلكَ منطقة كرزيرو وبلدتي رميلان وجل آغا وكذلكَ تربي سبيه، والعديد من المراكز الخدمية والأمنية في مدينتَي قامشلو والحسكة.

وبعدَ تحرير مقاطعة كوباني، بدأت سلسلة تحرير العديد من المدن، مثل منطقة جبل كزوان في إطار حملة القيادي روبار قامشلو، لتتبعها بلدة سلوك وتل أبيض وعين عيسى، وذلكَ بدعمٍ من التحالف الدولي الذي تقودهُ أمريكا. ومع بداية عام 2015 حررت بلدتَي تل حميس وتل براك إحدى معاقل مرتزقة داعش في مقاطعة الجزيرة.

كما وشاركت وحداتُ حماية الشعب في حماية قضاء شنكال شمالي كردستان، بعدَ هروب البيشمركة منها، وأنقذت عشراتِ الألاف من الكرد الإيزيديين، بعد أن أنشأتْ ممراً آمناً لهم ونقلتهم إلى روج آفا.

 خاتمة:

يعيشُ مواطنو روج آفا تحتَ نظامٍ يسمّى الإدارة الذاتية الديمقراطية. تأسّسَ هذا النظامُ وفقَ أسسٍ ومنطلقات مُستمَدة من نظرية الأمة الديمقراطية، والتي تهدفُ في المحصّلة إلى بناء مجتمعٍ أخلاقي وسياسي، تنتفي فيه الفروقاتُ الطبقية والأثنية والدينية والقومية والثقافية. يكونُ فيه المجتمعُ هو مصدر القرارات والقوانين، من خلال هيكليّةٍ إدارية مجتمعيّة، تبدأُ بوضع القوانين والتشريعات وتنتهي ببناء مختلف الكيانات التشريعية والتنفيذية وتشكيل الكومينات والمجالس.

بتاريخ 6 كانون الثاني عام 2014 صادقَ المجلسُ التشريعي في مقاطعة الجزيرة على ميثاق العقد الاجتماعي، ليكون بمثابة الدستور الناظم لعملِ مؤسسات الإدارة الذاتية، وضمان حقوق جميع المكوّنات والشرائح الاجتماعية.

 إنّ ثورة 19 تموز استمدت نورَها من دماء الشهداء،  ومازالت مستمرةً بكل قوتها وعنفوانها وانتصاراتها التي أبهرت العالمَ وأجبرته على تغيير نظرته للكرد والقضية الكردية.

إن هذه الثورةَ التي عبّرت عن روح المقاومة والفداء الكامنة لدى الشعب الكردي، والمتمثلة في وحدات حماية الشعب والمرأة وشعب روج آفا المقاوم، جاءت من أجل تحرير الوطن من النظام البعثي الشوفيني واسترداد الحقوق المغتصبة، وكذلك مقاومة القوى “الإرهابية المتطرفة والإسلامية الشوفينية” التي تريد سلبنا حقوقنا التي نلناها بالعرق والدم الزكي الطاهر.

كما نؤكد للعالم بأن شعبنا الكردي شعبٌ توّاقٌ للحرية، ولا يمكن أن يسكتَ عن ضيم أو ظلم، وبأن ثورتنا هي خطُّ الدفاع الأول عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.

ونبارك الذكرى الخامسة لثورة 19 تموز على جميع مناضلي ومقاتلي وحدات حماية الشعب ومقاتلات وحدات حماية المرأة، الذين يواصلون مسيرتهم بتحقيق الانتصارات وحماية المكتسبات التي حققتها الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى