تقاريرمانشيت

ثورة 19 تموز…التحول البنيوي لمفاهيم واستراتيجيةٌ التغيير في سوريا.. التحديات وسُبل المواجهة

أخذت رياح التغيير ضد نظام الحزب الواحد ” حزب البعث” وسلطة الدولة القومية الفاشية التي أثبتت فشلها في تكوين دولة ديمقراطية قوية بشعبها ودستورها الديمقراطي اتجاهاً آخر غير الاتجاه الذي عرفته سوريا والشعب السوري مع بدايات اشتعال فتيل الأزمة والصراع في سوريا. ذاك الاتجاه الذي خطط له البعض ممن وضعوا تلك الآمال والمطالب شعاراً لسمسرتهم وبازاراتهم ورهاناتهم على كرسي العرش القومومي الاستبدادي لكنهم لم يجلبوا سوى الكوارث، وحرباً أهلية بين مكونات البلد الواحد، وفتحوا الأبواب على مصراعيها أمام كل الغزاة والمستعمرين الذين عرفتهم سوريا على مر التاريخ.

حفنة من السماسرة المؤدلجين بصبغة قوموية دينية شوفينية متطرفة، وثلة من التجار ومافيات الحروب  أرادوا التحكم بمصير ومستقبل شعبٍ متعدد الهويات والأعراق، شعبٌ خرج للمطالبة بأبسط الحقوق من نظامٍ لم يستجب لرياح التغيير، ولم يتقبل تلك المطالب المشروعة إنسانياً ودولياً، على العكس حاربهم بكل أدواته وسياساته ووصل الحال به لتدمير البلد في سبيل بقاء السلطة بنفس قوامها الشوفيني الاستبدادي.

منتصف شهر آذار 2011 بدأت رياح ثورات الربيع العربي تجتاح سوريا، وكانت هذه فرصة مناسبة لجماعات ( الحركات السلفية- التيارات الشوفينية) كانت تحلم بكرسي السلطة ليس فقط في سوريا وإنما في عموم المناطق التي شهدت رياح الثورة والتغيير( تونس، ليبيا، مصر..) كما كانت هذه الموجة فرصة ذهبية بالنسبة للأنظمة التوسعية الاقليمية والدولية والتي رأت في تلك الجماعات وسيلة وأداة سهلة الطي والانقياد في تحقيق مطامعها واجندتها في سوريا والتي تشكل محمور التغيير في الشرق الأوسط عموماً، لذا  سارعت تلك الأنظمة لتقديم كافة الوسائل، وساهمت بكل الاشكال في تصعيد وتيرة العنف وحرفت كل آمال الشعب في المناطق الداخلية والمناطق التي لم تكن تعرف أي شكلاً من أشكال التنظيم السياسي الديمقراطي( سوى حزب البعث بكل شحنته القوموية، وبعض التيارات السلفية المذهبية).

لقد لعب المال السياسي دوراً كبيراً في ترسيخ الصراع وساهم في تشكيل تكتلات عززت من النزعات المذهبية و أدى هذا كله  بالنتيجة إلى تعقيد الأحداث وجعلت سوريا غنيمة سهلة تتقاسمها الدول ضمن اتفاقيات كتلك التي حدثت في القرن الماضي والتي لازالت شعوب الشرق الأوسط تدفع ثمنها على الصعيد السياسي والاقتصادي والفكري.

19 تموز 2012 كوباني  

حقيقة لم ينجر الشعب السوري عموماً خلف الشعارات البراقة لـ”جماعات التكفير” و”أصحاب الجُمعات”. الغالبية العظمى من الشعب السوري أرادة أن يعيش بسلام لكن أصحاب الشعارات الطائفية والذين حسبوا أنفسهم أنهم وضعوا كل السوريين في كفة ميزانهم وميزان مشغليهم وقوعوا في شِرك نفاقهم وارتزاقهم. كان لمكونات شمال شرق سوريا عموماً والكرد على وجه الخصوص نظرة أخرى لِما يجري في سوريا وعموم المنطقة، لذا لم ينجروا خلف الواهيين ومتلهفي السلطة الذين أغرقهم المال السياسي واتخذوا مسارا أخر  سمي بالخط الثالث.

تطورات الأزمة خلال عامها الأول، والاستقراء الصحيح  للواقع وما ستؤول إليه الأمور، أظهرت بما لا يقبل مجالاً للشك أن التيارات السلفية والالغائية البعثية والقومومية المرتبطة بالخارج ولما لها من تاريخ  في النفاق والارتزاق  والانزواء وافتقارها لأدنى المعايير السياسية والاخلاقية وإن الأزمة السورية كانت ضحية  لمثل هذه القيادات والتيارات. كذلك افتقارها لاستراتيجيات وخطط سليمة لتطوير هذا الحراك الثوري (بما يتوافق مع متطلبات الشعب السوري في الحرية والعيش بسلام رغيد)، وعدم اعتمادها على قواها الذاتية،  سمح للخارج بالتدخل حتى بات الخارج ليس فقط العامل الحاسم للحل السوري في كثير من الأحيان  بل الوحيد، وبعد القراءة الصحيحة للواقع السوري والاقليمي وبأن سوريا ستصبح  ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية (كانت النتيجة ظهور الارهاب بكل تسمياته وتقسيم سوريا بين نفوذ دول عدة) لا أفق التغيير من شمال شرق سوريا من كوباني المدينة التي كانت في نصب عين أعداء الثورة والتغيير الديمقراطي.

19 تموز عام 2012، انطلقت شرارة تغيير مفاجأ لم يتوقع الكثيرين وغيرت من موازينهم السياسية والاستراتيجية على الأرض، من كوباني انطلق الخط الثالث للتحول والتغيير الثوري في سوريا، بالرغم من كل التحديات استطاعت هذه الثورة قيادتاً وشعباً تجاوز كل المراحل التي مرة بها الأزمة والصراع في سوريا. وأفرزت هذه الثورة التي نحن في عامها السابع نتائج على الصعد السياسية و الاجتماعية والعسكرية والإدارية، وجنبت نسبة كبيرة من الشعب السوري من القتل والتشريد، كذلك حافظت على النسيج الاجتماعي السوري من التفتت والتمزيق ومن الحرب الخاصة التي يشنها حزب العدالة والتنمية وسماسرته وخلال فترة قصيرة تمكن بناء الشمال السوري من فرض خطهم الثالث بقوة وعزيمة على الساحة السورية المتأزمة وتمكنوا من بناء إدارة ذاتية شارك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية،  وبنوا  أساس قوة عسكرية قضت على أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم ووقفت بوجه ثاني أكبر جيش في الناتو.

 وبدون أدنى شك هذه الانجازات الكبيرة والانتصارات دفعت أعداء الشعوب لحياكة المزيد من المؤامرات وإطلاق المزيد من التهديدات، حيث وبعد سبعة أعوام تقوم الدولة التركية بحشد قواتها على حدود مناطق شمال وشرق سوريا التي تعتبر المناطق الآمنة الوحيدة في سوريا، وتنم هذه التهديدات عن ذهنية عدائية ضد كل شعوب المنطقة.

نبذة في انطلاقة الثورة

  شعلة الثورة أوقدت في كوباني، لتسطع بنورها كل مدن روج آفا، وتحديداً عفرين ونواحيها ثم قامشلو، عامودا، الدرباسية، الحسكة، ديرك….

بوعي وتخطيط مدروس بعناية، لم يقع ثوار روج آفا في فخ الأزمة السورية، ولم يصبحوا طرفاً في النزاع الذي سرعان ما تحول إلى نزاع مُسلح أشبه بحربٍ أهلية دارت بين معارضي النظام السوري وثُلة من المرتزقة ضد عناصر من النظام وداعميه الإيرانيين والروس.

اختار الثوار لأنفسهم “النهج الثالث”، أنقذهم من التحول إلى بيادق بأيادي خارجية.

بفضل هذا النهج، جنّب أبناء روج آفا منطقتهم حرباً ضروساً كانت ستزيد الأزمة تعقيداً في سوريا.

وبينما كان الصراع يشتد على الأراضي السورية، عمل أبناء المنطقة على بناء مؤسساتهم السياسية والعسكرية والخدمية والاجتماعية، ليُنظموا الحياة في المنطقة ويحدثوا التغيير الذي خرجوا ثائرين من أجله.

بذكريات ماضٍ أليم ساده القمع وطمس الحريات وانتهاك أبسط الحقوق، خرج أبناء روج آفا بالآلاف وانضموا إلى قوافل الثورة مُعلنين انتهاء حقبة سوداء وبدء حقبة أخرى هم من سيحددون تفاصيلها.

النظام السوري الذي هيمن حزب البعث على مفاصل حكمه، مارس على مدى عقود من السنوات أبشع سياسة بحق أبناء روج آفا، إذ منع الكرد من التحدث باللغة الكردية واعتبرهم أجانب، امتنع عن منحهم البطاقة الوطنية السورية، هذا عدا عن اعتبار جنسية كل الكرد عرباً، وفرض سياسة التعريب في المناطق الكردية ضمن سياسة العلم الواحد والحزب الواحد واللغة الواحدة.

لكن ثورة روج آفا جاءت لتدخل المنطقة مرحلة جديدة ، حيث بدأت التغييرات تظهر منذ الأشهر الأولى لانطلاق الثورة.

فبات الكرد و العرب وكل المكونات في روج آفا يديرون المنطقة، ويتبعون سياسات تخدم المنطقة قبل أي اعتبار آخر، وتمكّن الكرد من إدارة عجلة التعليم ليتمكن كل مكوّن من تدريس لغته الأم في المدرسة، خلافاً للسابق حيث كانت اللغة العربية هي الوحيدة.

تهديدات حقيقة واجهت الثورة.. الشعب يعتمد على قواه الذاتية

الثورة في روج آفا وما حققتها من مكاسب على الأرض خلافاً لما كان عليه الوضع في بقية المناطق السورية، أزعج أطرافاً إقليمية تدخلت في الثورة السورية التي تحولت إلى أزمة حقيقية فيما بعد.

بدأت تلك القوى تتربص عبر وكلاء لها على الأرض السورية، وكان أول تهديد للثورة في شمال سوريا من جماعات أطلقت على نفسها مسمى “الجيش الحر” وجماعات مرتزقة أخرى من “جبهة النصرة”(هيئة تحرير الشام حالياً).

هذه المجموعات شنّت هجمات قوية على المناطق الجنوبية في إقليم الجزيرة شمال شرق سوريا وكانت أعنف الهجمات قد شهدتها مدينة سريه كانيه التابعة للحسكة عام 2013 قادتها “جبهة النصرة”، بدعم وتوجيه تركي واضح وعلني.

ثم شهدت عفرين وكوباني هجمات مماثلة، لكن التحدي الأبرز كان في سريه كانيه التي واجهت عدواناً كبيراً، كان أول اختبار حقيقي نجحت وحدات حماية الشعب والمرأة باجتيازه.

تلك الهجمات كانت المحاولة الأولى لإجهاض ثورة روج آفا وإفشالها، لكن بعد المقاومة، انتصر أبناء المنطقة.

منذ اليوم الأول وحتى نهاية عام 2014، كان أبناء منطقة روج آفا يقفون في موقف دفاع عن المكتسبات التي اغتنموها في سياق الثورة، والهجمات التي كانت تشن على المنطقة لم تقف يوماً واحداً.

بناء إدارة ذاتية

كان كانون الأول من عام 2014 نقطة تحول في تاريخ ثورة روج آفا والمنطقة ككل، حينها أعلن أبناء روج آفا عن إقامة إدارة ذاتية ديمقراطية قوامها 3 مقاطعات هي “الجزيرة، كوباني وعفرين”، اختارت كل منطقة هيكليتها الإدارية وفق أنظمة الإدارة المعتمدة في العالم (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، وبُنيت في سياق هذه الإدارات، مؤسسات خدمية وثقافية وأمنية وتربوية وإدارية ومدنية واجتماعية.

تكفّلت هذه الإدارات بعد أن أبصرت النور بعملية إدارة المنطقة التي شهدت فيما بعد نهضة من كل الجوانب.

كوباني نقطة تحول مرة أخرى

لا يختلف أحد على أن كوباني عادت لتكون نقطة تحول في مجرى أحداث ثورة روج آفا مرة أخرى حينما كسرت هجوماً قوياً لداعش أوائل عام 2015.

في منتصف شهر أيلول/سبتمبر عام 2014، شن داعش هجوماً قوياً على مقاطعة كوباني من 3 جهات، بينما كانت الجهة الرابعة هي تركيا، وكانت إحدى مقاطعات الإدارة الذاتية، والمقاطعة التي تتوسط المقاطعات الثلاث في خطر السقوط.

كان داعش يمتلك حينها قوة كبيرة من ناحية العدة والعتاد، لكن داعش الذي لم يخسر قبل ذلك الحين أية معركة خاضها، خسر معركة كوباني أمام وحدات حماية الشعب والمرأة التي خاضت حرب شوارع حامية الوطيس لمدة 134 يوماً متواصلاً.

وإذا ما سقطت كوباني في ذلك الحين، كانت مقاطعتا الجزيرة وعفرين مهددتان بالسقوط ما يعني انهيار الثورة، لكن الأمور انعكست بفضل جهود أبناء المنطقة الذين واجهوا داعش.

وبعد تحرير كوباني في الـ 26 من كانون الثاني عام 2015، دخلت المنطقة مرحلة جديدة، فبدأت حملات تطهير المنطقة من الجماعات المرتزقة ، وانتقلت الثورة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة التحرير.

الحرب ضد الإرهاب غيّرت الموازين

انطلاقاً من مدينة كوباني، بدأت الحرب ضد داعش الذي انتشر في عامي 2014 و2015 في سوريا والعراق ليحتل مساحة شاسعة من البلدين، ولم يقو الجيشان العراقي والسوري على مواجهته.

تمكنت وحدات حماية الشعب والمرأة، التي نالت ثقة المجتمع الدولي بعد صمودها في مدينة كوباني، من إلحاق الهزيمة بداعش في عدد من مدن الشمال السوري أبرزها مدن كري سبي/تل أبيض، منبج، الرقة، ريف دير الزور الشمالي وغيرها العشرات من البلدات والنواحي.

ومع تولي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكّلت عام 2015 مهمة دحر داعش من مناطق شمال وشرق سوريا وتمكنها من إنهاء المهمة بنجاح، تغيرت موازين القوى في المنطقة، ففشلت المراهنات على داعش وانتصرت إرادة ثورة روج آفا لتنتشر الثورة في شمال وشرق سوريا.

الثورة تفرز نموذجاً إدارياً مثالياً

بعد القضاء على داعش ودحره من مناطق شمال وشرق سوريا، عمل أبناء المنطقة على بناء شكل إداري خاص بالمنطقة تمثل بالإدارة الذاتية.

توجد في شمال وشرق سوريا 7 إدارات ذاتية هي (الفرات والجزيرة وعفرين ومنبج والرقة والطبقة ودير الزور).

تشكل مكوّنات المنطقة من كرد وعرب وشركس وسريان وأرمن قوام هذه الإدارات، وهذه أول مرة تتشكل إدارة مماثلة تتولى مهام إدارة هذه المنطقة.

ولعل أبرز وأهم ما أفرزته الثورة كان هذا الشكل الذي مكّن الشعب من المشاركة بشكل مباشر ومتساوٍ في إدارة مناطقهم على عكس الفترات السابقة التي كان فيها الحكم مركزياً يفتقر للديمقراطية والعدالة والمساواة.

كما أن مشاركة أبناء المنطقة بشكل مباشر في حماية أراضيهم ضمن قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي يُعتبر من الأمور المميزة والتي أفرزتها الثورة.

الآن، يعتمد أبناء مناطق شمال وشرق سوريا على أنفسهم في حماية المنطقة من أية تهديدات خارجية، وهذا ما ساهم في انتصار الحرب على داعش، إذ خاض أبناء الأرض المعركة.

واقتصادياً، كان الاكتفاء الذاتي الذي استطاعت مؤسسات الإدارة الذاتية تحقيقه من الأمور المُلفتة التي جاءت بها الثورة، فالمنطقة وبعد مرور 7 أعوام على الثورة ورغم أنها محاصرة من جهاتها الأربعة، تعتمد على إمكانياتها الذاتية في تأمين كل المستلزمات.

ناهيك عن النهضة التي شهدها قطاع الاقتصاد في المناطق التي عادت الحياة إليها بعد دحر داعش، إذ افتُتحت مئات المشاريع التي حققت الاكتفاء الذاتي للمنطقة وساهمت في نمو عجلة الاقتصاد رغم أن المنطقة ما تزال تعيش حالة توتر.

وفي قطاع التعليم، كانت السياسة التعليمية مختلفة للغاية عن العهد الذي سبق قيام الثورة، فالآن هنالك ثلاث لغات تُدرّس في المدارس وهي الأرمنية والعربية والكردية.

كما لم تتوقف عجلة التعليم عن الدوران رغم أن المنطقة عاشت حالة حرب على مر أعوام عدة، خلافاً لمناطق سورية أخرى لم تفتح المدارس فيها لأعوام، وخاصة تلك التي سيطر عليها داعش.

تهديدات تواجه الثورة

مما لا شك فيه أن الجهات التي تتربص بأمن الأراضي السورية ووحدتها لا تكف عن تهديد المنطقة سواء بشكل مباشر أو عبر وكلاء لها في المنطقة، كما حصل مع تركيا وداعش سابقاً، وجماعات مرتزقة من القاعدة حالياً.

منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة وحتى يومنا هذا، لا تكف أطراف إقليمية ومحلية عن المحاولة عبر انتهاج سياسات معادية هدفها إفشال الثورة وضرب المكتسبات التي حققتها.

ولعل أبرز الجهات التي تهدد المنطقة هي الدولة التركية التي ترى ثورة روج آفا والتطورات في شمال سوريا تهديداً لها!.

كما أن أطرافاً عدة مثل إيران، النظام السوري وروسيا ودول أخرى، لا يروق لها كل ما يحدث في هذه المنطقة، لهذا تشهد المنطقة بين فترة وأخرى توترات ومحاولات خلق فتنة ونزاع بين المكونات والأطياف التي تتعايش في المنطقة تحت سقف الإدارة الذاتية.

ورغم أن مناطق الإدارة الذاتية تعيش الآن حالة أمن واستقرار لا تتواجد في بقية المناطق السورية سواء الخاضعة لسيطرة النظام أو تلك التي تحتلها تركيا، إلا أن ذلك لا يرضي هذه الجهات التي لها مصالح تتعارض مع مصالح شعب المنطقة.

ويرى كثيرون أن نموذج الإدارة الذاتية المُطبّق في شمال وشرق سوريا يعتبر نموذجاً إدارياً مثالياً لإدارة المنطقة، إذ هو يضمن مشاركة جميع أبناء المنطقة في عملية الإدارة، ويضمن حقوق جميع المكونات ويصون حرية المعتقدات والرأي ويعتبر نظاماً ديمقراطياً لا نظير له في المنطقة.

ختاماً:

أجاب إيمانويل كانط عن سؤال ما هو التنوير؟

فقال:” إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد.” كما عرَّف القصور العقلي على أنه “التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا.” ومن هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: “اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر

زر الذهاب إلى الأعلى