تقاريرمانشيت

ثورة بالمجال الصحي في شمال وشرق سوريا

كشف الدكتور جوان مصطفى الرئيس المشترك لهيئة الصحة لشمال وشرق سوريا النقاب عن عدد من المشاريع الجديدة في القطاع الصحي لشمال وشرق سوريا التي من المزمع الانتهاء منها خلال العام الجاري، وحدد موعد وصول لقاح كورونا إلى المنطقة. وكشف عن القيمة المادية التي حددوها كتكلفة لعمليات القلب المفتوح.

حديث الدكتور جوان مصطفى الرئيس المشترك لهيئة الصحة لشمال وشرق سوريا جاء خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على قناة روج آفا، وفي البداية تحدث عن كيفية تصديهم لجائحة كورنا في بداية وصولها إلى سوريا، وأكد أنه في الوقت الذي ألمت فيه كارثة كورونا بالعالم وأثرت كثيراً على النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية، فإن الكثير من الدول العالمية ذات الباع الطويل في القطاع الصحي لم تستطع الصمود نتيجة عدم جاهزية هذه القطاعات لمثل هذا الوباء.

“استطعنا عبر اتخاذ التدابير الاحترازية منع وصول الفايروس لمناطقنا أول 5 أشهر”

وقال: “أما في شمال وشرق سوريا بالإضافة إلى ما تشهده مناطقنا من حروب وهجمات عسكرية وجدنا أنفسنا أمام حرب بيولوجية، وعليه سارعنا لاتخاذ تدابير احترازية وقائية، واستطعنا لفترة 5 أشهر عبر منع الوافدين إلى مناطقنا واتخاذ إجراءات صارمة في بعض الأماكن منع وصول الفيروس لمناطقنا، وبعد دخول الفيروس اتخذنا إجراءات الحظر وغيرها لإبقاء الجائحة تحت السيطرة”.

“أول حالة كورونا تم كشفها دخلت مناطقنا عبر مطار قامشلو”

ونوه جوان مصطفى أنهم في الفترة الأولى اتخذوا تدابير وإجراءات صارمة وأغلقوا كل المعابر الداخلة إلى شمال وشرق سوريا، وأضاف: “لكن كانت هناك نقاط ضعف في بعض المعابر ومنها بشكل خاص مطار قامشلو الذي لم نستطع التحكم به جيداً بسبب عدم تعاون حكومة دمشق معنا وعرقلتها خضوع الوافدين لإجراءاتنا لصحية قبل دخولهم المنطقة، وأول حالة تم كشفها في شمال وشرق سوريا ثبت أنها دخلت من مطار قامشلو ومنها انتشر الفيروس في المنطقة، ولدينا وثائق وإثباتات مخبرية تؤكد ذلك”.

“شددنا من الإجراءات لمنع وصول الجائحة إلى حالة الانفجار الأعظمي”

ونوه مصطفى أن وباء كورونا له خصوصية سرعة انتشار لا يمكن إيقافه بسهولة، وبعد دخوله المنطقة تم اتخاذ إجراءات احترازية مشددة وكانت هيئة الصحة تعطي بشكل يومي التوجيهات للأهالي، وبذلك أبقيناه تحت السيطرة لعدم الوصول إلى حالة الانفجار الأعظمي، ولكن كانت الحالة الاجتماعية لمجتمعنا وكثرة الاختلاط الموجود تعتبر نقطة ضعف وعدم تقيد بعض المناطق بالقرارات ونداءات هيئة الصحة أدى لتسارع الانتشار، ولكن مع ذلك استطعنا إبقاءه تحت السيطرة”.

“لدينا مخبر مركزي لفحص كورونا في قامشلو قدمتها لنا حكومة إقليم كردستان”

وحول كيفية إجراء اختبار فحص كورونا لأهالي شمال وشرق سوريا أكد مصطفى أن لديهم مخبراً مركزياً في قامشلو يحتوي على عدة أجهزة فحص كورونا وقال: “هذه الأجهزة قدمتها حكومة إقليم كردستان مشكورة لأهالي شمال وشرق سوريا، ويتم إجراء كل اختبارات كورونا في هذا المخبر لعموم شمال شرق سوريا مجاناً بشكل كامل”.

منوهاً أن نتائج هذا المخبر تنشر كإحصائيات يومية بعدد الإصابات، قائلاً: “وذلك بعد الإجراءات المستوفية لكافة الشروط العالمية المعترف بها ويرسل قائمة من نتائج الاختبارات إلى منظمة الصحة العالمية ليتم إعلانها كحالات موجودة في سوريا”.

“لدينا فريق يدرس ويراقب حالات انتشار الفيروس ويقترح كيفية وضع القرارات لمنع انتشارها”

وحول الاستراتيجية التي اتبعوها في وضع قرارات الحظر الكلي أو الجزئي للمنطقة، قال مصطفى: “لدينا فريق يدرس حالات انتشار الفيروس بشكل عام وفترات الانتشار ويشارك في وضع القرارات لمنع الوصول إلى حالة الانفجار”.

وكشف مصطفى أنه في إحدى الفترات أشارت الدراسة إلى احتمالية خروج الفيروس عن السيطرة، وقال: “لذا اتخذنا قرارات صارمة في بعض المناطق كديرك وكوباني، ووضعنا استراتيجية لمنع خروجها عن السيطرة”.

“في شهر تشرين الثاني كانت هناك مخاوف كبيرة من الخروج عن السيطرة”

ونوه مصطفى أنه وبعد منتصف شهر تشرين الثاني /نوفمبر 2020 كانت هناك مخاوف كبيرة من خروج الجائحة عن السيطرة في عدة مدن رئيسة كالرقة والطبقة وقامشلو والحسكة نتيجة الاستهتار من بعض فئات المجتمع وعدم التقيد بالإجراءات وقال: “عليه تم اتخاذ إجراء صارم كحظر كامل لمدة 10 أيام في تلك المدن والنتيجة كانت جيدة جداً ولاحظنا بعدها تقبلاً من الأهالي، ونتيجة انخفاض الفيروس في هذه المدن واعتماداً على هذه الدراسة رأيناها ناجحة وبعدها فرضنا حظراً جزئياً للحفاظ على التباعد الاجتماعي، والنتيجة كانت جيدة والتمسناها حالياً حيث لوحظ انخفاض كبير في نسبة الإصابة وانعدامها في بعض المناطق ما شجعنا على إصدار قرار رفع الحظر الكامل والجزئي مؤخراً”.

“المنطقة لم تصل إلى (مناعة القطيع) ولكن الوضع تحت السيطرة”

وأكد مصطفى أن المنطقة لم تصل إلى “مناعة القطيع” والفيروس مازال موجوداً وقال: “هناك انتشار ولكنه بطيء وبات تحت السيطرة والإجراءات كانت كفيلة بإيقاف سرعة الانتشار وليس القضاء عليه، ومازلنا نعلن يومياً عن بعض الحالات، والوضع الآن جيد جداً”.

“تركيا وحكومة دمشق استغلتا الوباء لأغراض سياسية ضد مناطقنا”

وأشار الدكتور جوان مصطفى أن الدولة التركية وحكومة دمشق لعبتا دوراً سلبياً تجاه مناطقهم في فترة انتشار الوباء وتسببتا في زيادته، وقال: “في وقت كان الوضع يتطلب التباعد الاجتماعي والكثير من النظافة للوقوف في وجه الجائحة أقدمت تركيا على شن هجمات على شمال وشرق سوريا وتهجير الآلاف من السكان الذين تجمعوا ضمن مخيمات مكتظة، وزاد عليها قطعها المتكرر للمياه عن الملايين من سكان المنطقة وخاصة الحسكة، أما الحكومة السورية فلم تكن متعاونة معنا وأبقت مطار قامشلو مفتوحاً أدخلت الكثير من الوافدين بطرق غير آمنة ومنعت إجراء الفحوصات الطبية لهم في المطار”.

وأكد مصطفى أنهم حاولوا التواصل مع تلك الأطراف لتحييد القطاع الصحي عن التوجهات السياسية ولكن دون جدوى.

“أبدينا لمنظمة الصحة العالمية عن مخاوفنا من استخدام حكومة دمشق اللقاح لأهداف سياسية”

ونوه مصطفى أن منظمة الصحة العالمية لديها خطة لإيصال اللقاح إلى عموم سوريا، ولكن المشكلة أنها تنوي تسليمها إلى وزارة الصحة للحكومة السورية وتوكل إليها توزيعها في عموم سوريا، وقال: “ولكننا أبدينا للمنظمة عن مخاوفنا من هذه الطريقة في إيصال اللقاح، لاحتمالية أن تستخدم حكومة دمشق هذا اللقاء لأغراض وأهداف سياسية ضدنا وتبتزنا به، وقد حصل ذلك سابقاً عند إيصال الأدوية العادية إلى مناطقنا، واقترحنا عليهم بدل ذلك إيصال اللقاح إلى مناطقنا بشكل مباشر من قبل منظمة الصحة العالمية وتسلميه لهيئة الصحة أو عبر منظمات غير حكومية تكون قادرة على إيصاله إلى المنطقة وتوزيعه وإيصاله لعموم الشعب بشكل عادل”.

“من المزمع أن يصل اللقاح إلى سوريا عامة خلال شهر نيسان القادم”

وحول موعد وصول لقاح كورونا إلى سوريا وشمال وشرق سوريا، أشار مصطفى أن هناك نسبة من اللقاح العالمي توزع مجاناً على الدول والمناطق التي ليست لديها إمكانات لشرائه أو الحصول عليه، وقال: “لدينا تواصل مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات التابعة لها، وهناك نقاشات على أعلى المستويات بهذا الخصوص، ومن المزمع أن يصل اللقاح إلى سوريا عامة بحلول شهر نيسان القادم”.

“اتخذنا إجراءات صارمة لمنح دخول الفيروس إلى المخيمات ونجحنا في ذلك”

وحول أوضاع المخيمات في شمال وشرق سوريا في ظل جائحة كورونا وكيفية منع انتشار الفيروس فيها قال مصطفى: “اتخذنا إجراءات صارمة في المخيمات، ومنها إقامة مراكز حجر صحي ونشر فرق طبية داخلها وإجراء اختبارات وتحاليل يومية ومنعنا الدخول والخروج بشكل كامل من بعض المخيمات وكانت هذه الإجراءات كفيلة حتى الآن بعدم وصول الفيروس إليها، باستثناء مخيم الهول الذي ظهرت فيه عدة حالات وسارعنا لإخراجهم منه لحين شفائهم وإعادتهم”.

“الفيتو الروسي ضد معبر تل كوجر جريمة بحق 5 ملايين سوري”

وعن الحصار المفروض على المنطقة وتأثيرات إغلاق معبر تل كوجر الحدودي بفيتو روسي في مجلس الأمن، قال مصطفى: “معبر تل كوجر كان حيوياً بالنسبة للمنطقة وبالتحديد عبر إدخال مساعدات أممية منه، وبعد الإغلاق لاقت الكثير من المنظمات الدولية المتاعب في كيفية إيصال المساعدات، ورغم تواصلنا مع الكثير من المنظمات الصحية العالمية لتساعد في فتح المعبر، ولكن كل جهودها كانت تواجهها روسيا بالفيتو، وهذا الإجراء الروسي ألحق بنا الكثير من الضرر وهو جريمة بحق 5 ملايين سوري في المنطقة يمنع عليهم إيصال المساعدات الأممية، والإجراء الروسي هذا نتيجة تعاون بين روسيا وتركيا والحكومة السورية ضد مناطقنا”.

“مشفى القلب والعين جاء ضمن الخطة الاستراتيجية لهيئة الصحة لتأمين قطاع صحي متكامل”

وعن خطوة افتتاح مشفى تخصصي للعين والقلب في مدينة قامشلو أكد مصطفى أنها جاءت ضمن الخطة الاستراتيجية لهيئة الصحة الهادفة لتأمين قطاع صحي متكامل من كافة النواحي لتأمين المراكز الصحية المتقدمة، والتخفيف من أعباء سفر المرضى من أهالي المنطقة إلى دمشق أو إقليم كردستان لتلقي العلاج وإجراء العمليات التي تكلفهم مبالغ مالية باهظة.

“كافة أجهزة قسم جراحة القلب تكفلت بها هيئة الصحة ولم يساعدنا أحد”

ونوه مصطفى أنه ونتيجة ازدياد الحالات التي تحتاج إلى عمليات قلب مفتوح، بادروا إلى توسيع نشاط مشفى القلب والعين وافتتاح قسم عمليات القلب المفتوح فيه، وأشار بأن الأمر استغرق بعض الوقت لتأمين الأجهزة نتيجة الحصار المفروض، وأكد أن كافة الأجهزة والمعدات لهذا القسم تكفلت بها هيئة الصحة في الإدارة الذاتية ولم يقدم لهم أحد الدعم، وأن القسم بات جاهزاً منذ أكثر من شهر ونصف.

“أجرينا 4 عمليات قلب مفتوح ناجحة”

وعن إجراء عمليات القلب المفتوح أشار جوان مصطفى أنهم وقبل المباشرة بالعمليات استعانوا ببعض الخبرات التي كان يتطلب وجودها في هذا الاختصاص، حيث تواصلوا مع مركز جراحة القلب في هولير بإقليم كردستان والتي تضم مجموعة مع الأطباء من بينهم أطباء أصولهم من شمال شرق سوريا، يعملون في مركز هولير، وقال: “نسقنا معهم عبر جهات رسمية وعليه زارنا وفد من أطباء المركز، وهذا الوفد مع الفريق الطبي الموجود في المشفى الذي تم تجهيزه لإجراء عمليات القلب المفتوح أجروا 4 عمليات قلب مفتوحة ناجحة” وأكد مصطفى أن العمليات الثلاثة الأولى كانت تحت إشراف مباشر من الفريق الطبي من هولير أما الرابعة فكانت كلها بخبرات كاملة من الفريق الطبي لمشفى القلب من أطباء شمال وشرق سوريا، والذي بات حالياً قادراً على إجراء عمليات القلب المفتوح بعد تأمين كافة الإمكانات الطبية واللوجستية”.

“حددنا 1500 دولار لعمليات القلب المفتوح وهي قيمة التكلفة فقط”

وعن التكلفة المادية لعمليات القلب المفتوح في هذا المشفى، قال مصطفى: “تكاليف مثل هذه العمليات كبيرة جداً ففي دمشق تصل إلى 2500 دولار وفي إقليم كردستان لأكثر من  3500 دولار، ماعدا مصاريف السفر، أما نحن بما أن استراتيجيتنا هي تقديم الخدمات لأهالينا، لذا قررنا تحديد قيمة العملية بقيمة التكلفة فقط وهو 1500 دولار، وتم تحديدها من قبل هيئة الصحة، أما أجرة الأطباء والعاملين في المشفى تتكفل بها هيئة الصحة، مع مراعاة أوضاع بعض المرضى كمن قد لا يستطيعون دفع هذا المبلغ أيضاً”.

نستعد لافتتاح الكثير من المراكز الطبية الجديدة خلال العام الجاري ومنها:

1-قسم عمليات القلب المفتوح للأطفال: وعن خططهم الجارية والمستقبلية في تطوير القطاع الصحي في شمال وشرق سوريا أكد الدكتور جوان مصطفى أنهم يستعدون حالياً لافتتاح “قسم لعمليات القلب المفتوح للأطفال”، ضمن مشفى القلب والعين، وقال: “سيتم افتتاحه ومباشرة العمل فيه خلال شهر آذار القادم، باعتبار أن هناك أعداداً كبيرة من الأطفال يحتاجون لهكذا عمليات”.

2- مركز خاص بمرضى السرطان وآخر لمعالجة الحروق: وبخصوص مرضى السرطان الذين باتت أعدادهم مخيفة وفي تزايد في شمال وشرق سوريا على حد وصف الدكتور مصطفى قال: “لدينا مشروع واستراتيجية لافتتاح مركز خاص بمرضى السرطان ستتم المباشرة به قريباً جداً بالتعاون مع منظمات دولية، بالإضافة إلى افتتاح مركز لمعالجة الحروق باعتبار أننا نفتقد لهذه الاختصاصات والمراكز في المنطقة”.

3-إنشاء مستودع مركزي للأدوية: وحول كيفية تأمين الأدوية للمنطقة قال مصطفى: “للأسف الشديد طيلة 40 عاماً من عمر الحكومة السورية لم تسمح بإنشاء معامل أدوية في شمال شرق سوريا وهذا سبب لنا مشكلة كبيرة، وحالياً يتم إدخال الأدوية من عدة معابر للمنطقة ولكننا نواجه الصعوبات في ذلك، ولتجاوز هذه المشكلة نعمل حالياً لإنشاء مستودع مركزي لعموم شمال شرق سوريا يتم عبره توزيع الأدوية على كافة مراكزنا العامة كالمشافي والمستوصفات والمراكز الطبية وغيرها”.

4-إنشاء مخبر مراقبة دوائية: وأشار مصطفى أنه ولسد الطريق أمام دخول الأدوية غير معروفة المصدر أو أصناف غير جيدة فالأمر يحتاج إلى مراقبة دوائية شديدة، لذا تطلب الأمر وجود مخبر مراقبة دوائية، وفي فترة قريبة جداً سيتم الانتهاء من إنشاء هذا المخبر، حيث بات المخبر كبناء في مراحله النهائية وغالبية الأجهزة المطلوبة باتت جاهزة، ونتوقع أنه في النصف الثاني من هذا العام سيبدأ المخبر بمباشرة عمله”.

5- افتتاح مشفيين في دير الزور: وقال مصطفى إن منطقة دير الزور التي عانت كثيراً من الحروب وسيطرة داعش لفترات طويلة عليها تعاني من نقص شديد في القطاع الصحي، لذا بدأوا بإنشاء مشفيين اثنين فيها، الأول في بلدة هجين والآخر في بلدة أبو حمام، وقال: “هذان المشفيان سيكونان قادرين على تغطية الاحتياجات الصحية للمنطقة وهما في مراحلهما النهائية وسيدخلان الخدمة في النصف الثاني من العام الجاري”.

“استراتيجيتنا المستقبلية جعل القطاع الصحي مجانياً أو رمزياً”

وفي ختام حديثه أكد الدكتور جوان مصطفى أن من استراتيجية هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا العمل على جعل القطاع الصحي مجانياً أو شبه مجاني في المنطقة وقال: “طبعاً هذا حق من حقوق المواطنين وليس منة من أحد، وسنعمل عليها حتى تحقيقها”.

المصدر: نبض الشمال

زر الذهاب إلى الأعلى